شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز


ما يجيب ليا الكلب اللي بيعمل ده كله معاك .
_ رشدي .....
أوقفها رشدي عن حديثه وهو يلتفت لها ثم تحدث بجدية كبيرة 
_ ماسة لو سمحتي مش عايز أي كلمة ولا تعملي غير اللي اقولك عليه لأن المرة دي الموضوع زاد اوي وانا مش هستنى لما الكلب ده يعمل اكتر من كده .
أنهى حديثه وهو يخرج تاركا ماسة تقف في منتصف الغرفة بحنق شديد تعلم جيدا أن رشدي لن يصمت عما حدث لكن الخۏف كل الخۏف أن يعلم ذلك الحقېر بأنها قالت لرشدي أو ينتبه أنه يتتبعه فيؤذيه فما علمته من رسائله أنه ليس بالهين ابدا وأن ما يفعله ليس مرته الاولى بالتأكيد .

____________________
في صباح يوم جديد بعدما قضى الثلاث شباب الليلة عند زكريا ثم عندما اشرق الصباح اتجه كلا لعمله ....
في مكتب هادي كان يجلس وأمامه فرانسو الذي كان يظهر على وجهه الحنق الشديد 
_ مش كنت بلغتني إن خلال يومين هيتم الفرح 
زفر هادي بضيق شديد يرجع شعره للخلف مغتاظا من نفسه ومن ابنة اعمه وما أوصلته أفعالها له 
_ الموضوع تم في لحظة ڠضب وعصبية وكنت حابب بس اخوف بثينة مش اكتر بس مش انا اللي ارمي بنت عمي بالشكل ده يا فرانسو .
ضيق فرانسو عيونه بشك كبير يفكر فيما اوصل هادي للحظة الڠضب تلك كما يقول لكنه صمت قليلا دون أن يفضي بمكنوناته 
_ طب هو انا ممكن أعقد عليها واخدها معايا فرانسا والفرح لما نرجع واوعدك والله ما هقرب منها غير لما تسلمها ليا بنفسك .
نظر له هادي بحنق شديد وكاد يفتح فمه معترضا ليوقفه فرانسو وهو ينهض سريعا متجها صوبه 
_ متستعجلش وفكر براحتك واعرف اني هقبل بأي حاجة هتقولها بس قبل ما تاخد قرار فكر فيا وفي ابني يا هادي اللي راميه مع أمه اللي كل يوم سهرات وسكر وبلاوي اكتر من كده .
أنهى حديثه مبتلعا تلك المرارة يحاول تمالك نفسه فهو يشتاق وبشده لصغيره الحبيب الذي تركه رفقة والدته والتي يعلم جيدا أنها لا توفر فرصة حتى تفسده 
_ انا ابني كل يوم بيكلمني ويعيط ليا إني اروح واخده وانا متكتف مش عايز اروح ليه غير عشان أخده من أمه ولازم عشان اعمل كده إني أكون متزوج ....وافق وانا اوعدك بشرفي ما هقرب منها غير لما يتم ليها فرح زيها زي كل البنات لو حابب أمضي ليك إقرار بكده انا مستعد .
صمت هادي وهو يرمق حالة فرانسو المتدهورة أمامه ليهز رأسه بشرود وقد بدأ يتزحزح عن موقفه الصارم ويفكر في الأمر من زاوية فرانسو 
_ طيب معلش يا فرانسو سيبني افكر .
_________________
دخل رشدي مكتبه وهو يلقي ما بيده على الأريكة الخاصة به ثم سريعا جلس على مكتبه وهو يسحب الحاسوب من حقيبته واضعا إياه أمامه يكمل ما كان يعمل عليه طوال الليل بعدما نام كلا من زكريا وهادي .
كانت عين رشدي تمر على شاشة حاسوبه بانتباه شديد وهو يشعر بعقله يكاد ينفجر فذلك الرقم الذي أعطته إياه ماسة ليبحث عن صاحبه مأمن كما لو أنه رقم أحد أفراد المخابرات وليس رقم شاب عابث عادي .
زفر رشدي بضيق وهو يبعد حاسوبه من أمامه ثم أخذ يفرك رأسه بسبب الصداع الذي تلبسه لقله نومه ...ثوان وكان صوت رشدي يصدح مناديا العسكري الذي يقف في الخارج 
_ يا عسكري ...يا عسكري .
دخل العسكري سريعا وهو يؤدي تحية لرشدي منتظرا أمره ...نظر له رشدي قليلا وقبل أن يفتح فمه وجد مصطفى يقتحم مكتبه وهو يحمل بعض الملفات 
_ رشدي هو إنت لسه مخلصتش قضية مصنع الخشب 
أشار رشدي للعسكري بالخروج مخبرا إياه 
_ معلش هاتلي كوباية شاي و اي برشامة للصداع .
أدى العسكري تحيته وخرج من الغرفة بعدما اغلق الباب خلفه تاركا رشدي يصوب نظراته الحادة جهة مصطفى الذي لا يعلم بالتحديد ما فعله لكن يكفي أنه أبكى رفيقه ليكون على رأس قائمته السوداء ....
_ لا خلصتها وسلمت الملف كمان .
انكمشت ملامح مصطفى بعدم فهم يرمق الملف بيده 
_ ازاي ده عرفت مين اللي اختلس الفلوس بس ازاي والملف بأيدي مش فيه اي حاجة 
نهض رشدي من مكتبه وهو يتجه لمقدمته يستند عليها ويلوي شفتيه يدعي التفكير 
_ ايوة بس دي نسختك انت يا درش إنما نسختي انا من الملف سلمتها وفيها كل اللي وصلت ليه والمفروض إنك إنت كمان تسلم اللي في ايدك وفيه كل اللي وصلت ليه ....ده لو كنت وصلت لحاجة .
تعجب مصطفى من نبرة رشدي والتي يخيل إليه أنها ساخرة متوعدة لكنه رغم ذلك تحدث بعدم فهم 
_ ايه نسختي ونسختك دي هو مش احنا team برضو 
_ كنا ....
شعر مصطفى بالريبة من كلمة رشدي 
_ كنا ! هو فيه ايه بالضبط يا رشدي مالك انهاردة كده شكلك مش مظبوط 
كاد رشدي يفتح فمه يجيبه ليقاطع ذلك طرق الباب أعقبه دخول العسكري وهو يؤدي التحية واضعا ما بيده على الطاولة متحدثا بآلية 
_ سيادة اللواء طلبك يا مصطفى باشا .
رمق مصطفى رشدي بشك قبل أن يتحرك للخارج وهو يفكر فيما حدث تبعه العسكري الذي أغلق الباب خلفه ...ابتسم رشدي بسخرية وهو يحمل كوب الشاي ليرتشف منه بعض الرشفات بعد أن ابتلع البرشام لكن أثناء رفعه لوجهه لمح شيء على الطاولة جوار الصينية التي أحضرها العسكري آثار انتباهه ليضع ما بيده على مكتبه سريعا وهو يحمل ما يتوسط طاولته والذي لم يكن سوى هاتف مصطفى الذي ألقاه على الطاولة في غمرة غضبه ونسيه أثناء خروجه .
ابتسم رشدي بشړ وهو يمسك الهاتف متحدثا بخبث شديد نازعا الخط منه حتى لا يحاول مصطفى الاتصال به وهو يقول بخبث 
_ خلينا نشوف هببت ايه يا درش 
_________________
_ يا شيماء متتحسنيش بالذنب ده هو كام ساعة وهرجع على طول .
جلست شيماء على الفراش وهي تتحدث بحنق ناظرة للحقيبة التي تتوسط فراش ماسة 
_ والله العظيم رشدي لو عرف ليطين عيشتي وعيشتك وينزل البيت ده على دماغي ودماغك ...رحلة ايه اللي تتنيلي تطلعيها دي انت صغيرة 
زفرت ماسة بحنق شديد وهي تتأكد من حقيبة يدها وأنها وضعت بها كل ما قد تحتاجه هذا اليوم 
_ اولا هي مش رحلة ...دي مؤتمر ....ثانيا بقى دي ليوم يعني هبدأها دلوقتي واخلصها الساعة ٧ بليل ورشدي انهاردة مسهر يعني هيرجع الساعة ١ اساسا فايه المانع بقى 
ابتسمت شيماء بسخرية وهي تشير لصورة رشدي التي تجاور فراش ماسة 
_ رشدي .
ألقت ماسة ما بيدها على الفراش وهي تهتف بضيق 
_ يووه يا شيماء متخوفنيش اكتر ما انا خاېفة اساسا انا مش فاهمة اخوك ده مضيقها ليه 
تحدثت شيماء بجدية شديدة تحاول افاقة تلك الغبية التي ستتسبب في انفجار بركان رشدي 
_ ماسة متستهبليش ..أنت عارفة كويس اوي إن رشدي مش مضيقها وعارفة
 

تم نسخ الرابط