شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز


كان معفن وعرة شوية على رأي شيماء
صمتت قليلا ثم أكملت وهي لا تستطيع امساك ضحكتها تتذكر ما حدث معها غير منتبه لماسة التي كاد قلبها يتوقف مما تسمعه من تلك البلهاء 
_ استني استني افتكرت ...في مرة شافني في الشارع وكنت لابسة جيبة قديمة اوي ليا وكانت واسعة جدا .
تحدثت شيماء پصدمة كبيرة 
_ تلاقي منظرك فيها وهي مهلهلة عليك كان زي الشحاتين

ودون أن تشعر فاطمة انطلقت ضحكة عالية منها وهي تهز رأسها نافية 
_ لا وقعت مني خالص في الشارع قدامه .
انهت كلمتها وهي تسقط على الفراش من الضحك تتذكر صړاخ زكريا وكلمته المميزة التي يقولها عند كل مصېبة وكل مرة كان يقابلها ..لتخرج منها الكلمة بصوت عالي تقلد زكريا 
_ منظره وهو بيقول رباه .....قتلني
_____________________
دخل رشدي لمنزله وخلفه كلا من زكريا وهادي بعدما هدأ زكريا وتوقف عن نحيبه وعم صمت طويل بين الجميع قطعه صوت زكريا الرخيم وهو ينظر لرشدي يسأله إذا ما كان يملك أي معلومات عن ذلك المصطفى ورغم فضول رشدي لمعرفة ما الذي يربط مصطفى بزكريا إلا أنه هز رأسه بحيرة يخبره أنه سيحاول البحث له في حاسوبه لكن زكريا نهض وهو يأمره أن يأتي معه الان لفعل ذلك ...وبالفعل سحب زكريا كلا من رشدي وهادي خلفه وتوجهوا لشقة رشدي وها هم في طريقهم لغرفته لولا تلك الصړخة التي انطلقت من غرفة شيماء والتي كان محتواها الكلمة المفضلة لزكريا .
رفع زكريا حاجبه پصدمة وهو يستمع لصوت فاطمة تتحدث مثله ودون أن يشعر ارتسمت بسمة لطيفة على فمه وهو يهمس 
_ تلك المحتالة الصغيرة تسخر مني 
اقترب هادي من زكريا وهو يهمس له 
_ بما إنك هنا جنبنا ...مين اللي جوا وسرق العلامة المميزة بتاعتك 
ابتسم رشدي وهو يراقب حنق زكريا على هادي وعودته لزكريا رفيقهم حتى ولو بنسبة بسيطة ليتدخل في الحوار مضيفا بمشاكسة 
_ يعني إنت مش عارف يعني دي اكيد زكريا النسخة المؤنثة.
ضحك هادي بصخب وهو يراقب ملامح زكريا التي احمرت پغضب 
_ والله عال مش مكفيكم سخرية مني وهتشتغلوا على البنت المسكينة اللي جوا ...
صمت زكريا وهو يستمع لصوت فاطمة وهي تقلده 
_ ابتعد عني يا احمق .....يا الله ما هذه المصائب التي تسقط على رأسي ......يالك من احمق .
فتح زكريا عينه پصدمة وهو يستمع للجملة الأخيرة من حديثها ليقول پصدمة مشيرا للباب 
_ هل قالت للتو يالك من احمق ...لم تؤنث احمق ...تلك الغبية ذات الرأس الفارغ لقد شوهت اللغة ..غيرت رأي هي تستحق كل السخرية تلك الحمقاء سأريها كيف.....
توقف زكريا عن الحديث وهو يراقب انفجار قهقهات كلا من رشدي وهادي في الضحك ...وهادي يضيف من بين ضحكاته بصعوبة شديدة 
_ مش معقول بجد إنت شخص مش معقول ....ده هيدي مراته درس خصوصي .
صمت زكريا قليلا ليقول بتفكير 
_ حسنا لم افكر في هذا سابقا لكن بعد كل ما سمعته اعتقد انني سأفكر في الأمر مليا فتلك الکاړثة قد تصيبني بالقلب إن تحدثت امامي بهذا الشكل مجددا .
صمت ثم نظر للباب ليقول پغضب وكأنه يحدث فاطمة 
_ أي شخص هذا لا يعرف أن مؤنث أحمق حمقاء انا حتى في حياتي لم اناديها بحمقاء لتقلدني بهذا الشكل المسئ لي هي تحتاج حقا ....
توقف زكريا عن الحديث وهو يشعر بهادي يجذبه صوب غرفة رشدي مرددا بحنق شديد 
_ كانت ليلة سودة يوم ما قلدتك ...كل ده عشان اتنيلت قلدتك احمد ربك أنها مطلعتكش ألدغ ..غيرك وهو بيتقلد اكتشف أنه عنده تسلخات وعامل البواسير خمس مرات .
لم يفهم زكريا شيء من حديث هادي لكن انفجار رشدي في الضحك انبأه أن هناك ما حدث لهادي ويشبه ما حدث له ...
كان الثلاثة يضحكون بصخب على أعتاب غرفة رشدي ولم يكد رشدي يفتح الباب إلا وكان والده يخرج من المطبخ المقابل لباب غرفته وهو يحمل طبق فاكهه كبير ويتراقص به ويدور وكأنه يؤدي استعراض ما وكعادته كان يدندن بكلمات اغنية اجنبية I love you when you call me senorit . احبك عندما تناديني سنيوريتا 
كان الثلاثة شباب متسمرين أمام ذلك المشهد الفريد أو الشابان... فرشدي بالفعل قد شاهد وحضر العديد والعديد من تلك العروض العالمية والتي يتفنن والده كل مرة بها .
اقترب هادي من رشدي يهمس ومازالت عينه معلقة بابراهيم الذي لم يسمح بكل ما حوله من أن يخرجه من غيمته الوردية 
_ لا مؤاخذة يا رشدي يا خويا بس هو ابوك ليه عايز حد يناديه سنيوريتا 
نظر رشدي لهادي بلا أي ملامح وهو يجيب 
_ لا ده استعراض عادي ما شوفتهوش بقى وهو بيرقص على اغنية مايكل جاكسون تقولش المرحوم كان خارج من تربته يرقص وراجع.....عالمي يا ابراهيم عالمي والله يا غالي .
تحدث زكريا وهو مازال ينظر لما يفعل ابراهيم ببلاهة 
_ طب نكح طيب ولا نعمل حاجة عشان يعرف اننا هنا 
أشار رشدي بيده لزكريا 
_ لا سيبه متخرجهوش من حالة الفن اللي هو فيها دي دلوقتي هتلاقيه وهو بيلف ويعمل حركة دينا الرقاصة وقف لوحده .
كبت زكريا ضحكاته وهو يستمع لكلمات رشدي الذي كان يبدو من ملامحه أنه بالفعل اعتاد كل ما يحدث ...وبالفعل بدأ ابراهيم يلف خصره كما تفعل الراقصات عادة وهو يبتسم ليفتح عينه واخيرا أثناء ذلك لكن فجأة توقف خصره عن الحركة في منتصفها وهو يرى بعينه ابنه ورفقته اصدقاء وعلى الجانب الآخر كانت تقف ماسة وشيماء ومعهم فاطمة والجميع يرمق ما يحدث ببلاهة عدا شيماء ورشدي اللذان اعتادا ما يحدث تقريبا .
اعتدل ابراهيم في وقفته كما المرة السابقة وحمل طبق الفاكهة مجددا والذي كان قد تركه في غمرة استعراضه ثم تحرك بخطواب هادئة تحمل من الهيبة ما ينافي ما كان يحدث منذ دقائق وهو يتجه صوب غرفته بعد أن ألقى تحية على الجميع وكأن شيئا لم يحدث 
_ مسائكم لذيذ يا شباب .
نظر الجميع لبعضهم البعض پصدمة كبيرة وكلا منهم ترتسم على وجهه ملامح بلاهة وعدم استيعاب لما حدث منذ قليل ...
لينطلق سؤال رشدي بحنق شديد 
_ انا ھموت افهم ليه دايما يرقص رقص شرقي على أغنيات أجنبية يعني لو كان رقص رقصته دي على اغنيه يابنت السلطان مش كان هيكون احسن 
تحدث هادي وهو يكتم ضحكته بصعوبة 
_ يعني هي الأغنية بس اللي مزعلاكمش إن الحاج ابراهيم للتو عمل استعراض راقص قدامنا كلنا 
_ يا عم وهو انتم غربا يعني ده بيتك يا هادي خد راحتك يا حبيبي .
هنا واڼفجر الجميع في الضحك دون قدرتهم على السيطرة على قهقهاتهم العالية ...
انتبه زكريا لفاطمة والتي كانت تمسك معدتها من الضحك ليبتسم باتساع وهو يردد 
_ علينا إذا بشكر الفنان الواعد لأعطائنا شرف رؤية تلك الضحكات الربيعية .
انتبه الجميع لحديث زكريا ليطلق هادي صفير عالي وهو يضرب كتف زكريا غامزا 
_
 

تم نسخ الرابط