شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
متوسطة الحجم .
كانت فاطمة تنظر لزكريا ببلاهة شديدة لا تفهم شيء ابدا مما ترى ....تقدم زكريا منها ببسمة خجله بعض الشيء مما يفعله فهو لم يسبق أن رفع حتى نظره في فتاة .
وضع زكريا كل ما يحمل على الفراش حول فاطمة وهو يعتدل في وقفته يقول ببسمة
_ اخبارك
كانت فاطمة لا تستوعب شيء ابدا مما يحدث أمامها هل ...هل فعل كل هذا لها أحضر كل تلك الأشياء لها شعرت بدموعها تهبط دون وعي ليفزع زكريا من الأمر وهو يقترب منها بشدة يمسك وجهها بين كفيه بحنان شديد هامسا
ازداد بكاء فاطمة أكثر لتتغضن ملامح زكريا بشدة وهو ينظر لكل شيء بحسرة شديدة
_ معجبتكيش الحاجات انا جبت كل حاجة ممكن تحبيها زي ما هادي قالي ...الظاهر إن اخر مرة هادي عمل مفاجأة فيها لبنت كانت في ابتدائي مش فاهم انا ايه كمية الدباديب والبلالين دي يارتني كنت سألت رشدي بدل المتخلف ده على الاقل ك.....
عاد زكريا للخلف بفزع وهو يرفع يده عاليا بسبب صډمته لما حدث ..ازدادت ضړبات قلب زكريا وهو يبتلع ريقه ينظر للاسفل ليجد فاطمة تتعلق به كما لو كانت طفلة تتعلق بوالدتها وهي تضع رأسها على صدره وټدفن نفسها أكثر في صدره بينما مازالت تجلس على ركبتها على الفراش وهي تهمس ببعض الكلمات الغريبة التي لا يفهمها زكريا لكنه رغم ذلك مد يده يحاوطها بدفء محبب لقلبها وهو يضع ذقنه اعلى رأسها هامسا بحنان شديد
ضحكت فاطمة من بين دموعها وهي تهز رأسها بسرعة ليبتسم زكريا بسمة أظهرت أسنانه البيضاء وهو يهمس لها
_ إذا سأخصص جزء من راتبي لتلك الاشياء وكل شهر أحضر لك منها جيد
ابتسمت فاطمة أكثر وهي تهمس بصوت مبحوح من البكاء
_ همممم حلو اوي عجبوني اوي شكرا .
ضحكت فاطمة وهي تضمه أكثر وقد أضحى حضنه هو مسكنها المفضل .....
_ إذا جميلتي كنت افكر في أن ننهي هذا الأمر ونبدأ من جديد وبطريقة صحيحة .
لم تفهم فاطمة الأمر لتبتعد عنه قليلا وهي تنظر له بتعجب تردد بصوت منخفض قليلا
_ مش فاهمة .
ابتسم زكريا وهو يكوب وجهها بحنان ماسحا دموعها برقة شديد وهو يقترب منها بتردد شديد ليقبل وجنتها سريعا ثم ابتعد وهو يقف بشكل مستقيم وكأنه لم يفعل شيء ثم تحدث ببسمة واسعة
ابتسم وهو ينهي حديثه هامسا في نفسه پحقد وڠضب
_ بعدما انتهى من تنظيف القمامة به ........
_______________
في اليوم التالي
كان رشدي يحاول كتم ضحكاته وهو ينظر لمظهر زكريا الذي صدم من أن اليوم خطبة هادي بعدما خطط هو للذهاب مع والديه لزيارة فاطمة ...
لم يجبه زكريا بل لوى فمه بحنق شديد وهو يتابع هادي الذي كاد ينهض من جوار شيماء ويرقص بين الجميع فرحا وقد وصل اخيرا لتلك اللحظة ...ورغم غياب بثينة الذي تعجبه الجميع واراح هادي بشدة إلا أن والدتها كانت أول الحاضرين لهذه الخطبة بطلب من هادي .
نظر هادي بجانبه لشيماء التي كادت تختفي من الخجل وبسبب نظرات ذلك الذي يجاورها ...
_ مبارك يا شوشو .
نظرت له شيماء بخجل شديد وهي تهمس له
_ مينفعش تقولي شوشو على فكرة أحنا مخطوبين بس مش متجوزين .
ابتسم هادي بحيث وهو يلمح بطرف عينه فرج الذي دخل وتبعه رجل كبير في السن يحمل دفتر ويرتدي عباءة سوداء
_ وماله نتجوز واقولك اللي انا عايزة .
لم تفهم شيماء شيء حتى وقع نظرها على ما يحدق به هادي لتخجل بشدة وتنهض من جواره وتركض للداخل يتبعها ماسة وفاطمة .
زفر رشدي بحنق شديد وهو يرى ما يفعل صديقه ليجد والده يتحدث له بضيق
_ هو صاحبك ده عبيط بيحطني قدام الأمر الواقع يعني
_ هو مش انا قولت منك ليه يا بابا يبقى لو سمحت متدخلنيش في أموركم العائلية انا برة الحوار ده كله ...
اتجه هادي سريعا صوب فرج الذي كان يسند المأذون والذي يبدو عليه اثر المړض نتيجة لكبر سنة ...
_ ايه ده ماله
نظر فرج لهادي وهو يساعد المأذون في الجلوس متحدثا بصوت منخفض
_ أصله نسي دوا الضغط فبعت عيل يجيبه ليه اصبر ياخد الدوا وتلاقيه قام زي القرد دلوقتي .
نظر هادي لفرج بشړ كبير وهو يسحبه بعيدا عن المأذون الذي كان يسعل پعنف متحدثا لوالدته
_ كوباية ماية لا الراجل يفطس مننا يا ما ....
سحب فرج جانبا وهو يسبه بخفوت
_ ما هو انا استاهل اللي بيجرالي عشان اعتمدت عليك يا فرج ...رايح تخرج الراجل من تربته وجايبه ليا يكتب كتابي
_ يابني تربة مين ده اشهر مأذون في المنطقة كلها ده هو اللي كان كاتب كتابي .
أخرج هادي صوتا ساخرا من حنجرته وهو يتحدث
_ مش فاهم ايه العلامة المميزة في إنه يكتب كتابك يعني يكونش كتب كتاب الأمير تشارلز ولا ايه بعدين يعني تاعب الراجل وشيلته من على جهاز التنفس كده يفطس مننا
اعترض فرج على حديث ذلك الهادي المزعج والذي لا يعجبه شيء
_ انا مش فاهم ماله الراجل عمال تقول تربة وجهاز تنفس ما هو زي الفل اهو وإن شاء الله يكتب كتابك ونفرح بيك و....
_ ياللهوي الحقني يا هادي الراجل هيروح مننا .
نظر هادي بشړ لفرج وهو يهدر في وجهه پغضب
_ نقيت فيها يا بومة اهو الراجل بيسلم نمر اهو وهيقابل رب كريم ...اقټلك اخلص منك ولا اعمل ايه
ترك هادي فرج وركض جهة الرجل وهو يحمل الدفتر سريعا يلوح به أمام وجهه وهو يصيح به
_ امسك نفسك ابوس ايدك عايز ادخل دنيا ....
تحدث الرجل العجوز وهو ينظر أمامه
_ أنا جايلك يا غالية ....وحشتيني اوي .
صاح هادي وهو يسرع من حركة يده
_ لا استني شوية يا غالية....يعني هي وحشتك لما جيت تكتب كتابي ايه فكرتك بيها ولا ايه ابوس ايدك امسك نفسك لما تكتب الكتاب وابقى روح معاها ...
كان زكريا يجلس جوار الرجل يربت على صدره في حركات دائرية يحاول مساعدته بينما هادي يولول كما النساء جواره يندب حظه ويلعن فرج ...
اقترب فرج منهم وهو ينظر للرجل بحزن يقول
_ لا حول ولا قوة إلا بالله مالك بس يا حاج سعد ما انت كنت زي الحصان
رمقه هادي بشړ وهو يصيح في وجهه ومازالت يده تتحرك پعنف
_ مالوش يا
متابعة القراءة