شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
امي اسمه زكريا لؤي
لم يتحدث زكريا ولا كلمة وصمت يستمع لجنون رفيقه فهو يعلم أنه عندما يبدأ التحدث فلن يصمت ابدا لذا تركه يفرغ ما في جعبته وهادي لم يتوانى عن الحديث بل أخذ يتحدث دون انقطاع
_ وياترة بقى يا صاحبي هترميني برة الشقة عشان تاخد راحتك ولا يكونش ه....
لم يكمل حديثه بسبب فرج الذي التصق به وهو يقول ببسمة غبية
نظر له هادي بنظرة شړ ثم تحدث لزكريا
_ عجبك كده شمتت فينا فرج يا اخي الله يسامحك .
_اسكت يا حيوان يا متخلف خلينا اتكلم ...بقولك هتجوز عند بيتك مش في بيتك ولا هو عشان البعيد نيته ژبالة فاكر الكل زيه ...هتجوز فاطمة جارتك يا غبي ....اتينل هات رشدي ولؤي وامي وقولهم اللي هقولك عليه ده .......
أنهى زكريا حديثه واغلق الهاتف سريعا في وجه هادي دون أن يعطيه فرصة للتحدث و استدار للعودة حيث يجلس والد فاطمة والمأذون وباقي العائلة بعد رحيل ذلك العريس المزعوم لكن بمجرد أن استدار وجد والدة فاطمة تقف أمامه بأعين دامعة ........
صعد كلا من هادي ورشدي درج بناية منزل زكريا ورشدي يؤكد على هادي ألا يتحدث بشيء غبي
_ فهمت يا زفت ...سيبني انا اتكلم لغاية ما نفهم من زكريا الحوار كله .
_ خلاص فهمت فهمت هو انا غبي بقالك ساعة بتعيد وتزيد في نفس الكلام...
أنهى حديثه وهو يمد يده ليضرب جرس منزل زكريا ...وانتظر قليلا حتى فتح الباب وكان لؤي هو من فتحه ..كاد رشدي يفتح فمه للتحدث لولا ذلك الغبي الذي يقف جواره والذي قال ببسمة واسعة بلهاء
سمع الجميع صوت شيء يكسر في الخلف ليستدير الجميع حيث تقف وداد وهي ټضرب صدرها بيدها پصدمة لما سمعت منذ قليل ....
نظر رشدي لهادي بشړ شديد ليبتسم له هادي وهو يتحدث بغباء مشيرا حيث وداد ولؤي المصډومين
_ هيموتوا من الفرحة ......
ضغط رشدي على شفتيه تحت أسنانه حتى كاد يقطعهم من غباء ذلك الذي يقف جواره .....
تحدثت وداد وهي تركض صوب الباب حيث كان لؤي ما يزال يقف وهو لا يعي شيء مما يحدث هل ما سمعه صحيح عقد قرآن زكريا ابنه هو
_ بتقول ايه يا هادي انت بتهزر ولا ايه يابني
كانت تلك الكلمات التي انطلقت من فم وداد تزامنا مع وقوفها أمام الجميع في انتظار توضيح لذلك المزاح الثقيل الذي سمعته منذ قليل لكن حديث رشدي والذي قاله بعدها لغى كل شكوكها تجاه الأمر
نظر له لؤي پصدمة فإن كان هادي يمزح ...فرشدي لا
_ يعني بجد
_ ايوة بس معلش خليني افهمكم الموضوع بسرعة
....
________________
استدار زكريا بعدما أنهى مكالمته مع هادي داعيا الله أن يستخدم عقله لمرة واحدة كشخص طبيعي دون أن يتسبب في مقتله ... وأن يتحدث رشدي هو أمام والديه وليس هادي المندفع حتى لا ېخرب كل شيء ...
بمجرد استدارة زكريا وجد منيرة تقف أمامه ومازالت دموعها لم تنضب بعد وتحمل في عيونها نظرات كثيرة مختلطة استطاع فقط تمييز نظرة الامتنان له ليأتي له صوتها وهي تتحدث بهدوء
_ انا عارفة انك ملكش ذنب في كل اللي بيحصل وانك انظلمت في الحوار ده كله بس ...
صمتت قليلا تحاول ابتلاع غصتها ثم أكملت بنشيج بسبب البكاء
_ بس إنت املي الوحيد عشان أنقذ بنتي من أيدهم لو المرة دي عرفت أخرجها من الموضوع المرة الجاية مش هعرف وفي مرة من المرات الكتير دي هلاقي نفسي بزف بنتي لشخص قد ابوها أو مدمن او غيره ....
صدم زكريا من حديثها يتساءل داخله ما الذي يدفع تلك العائلة لمحاولة التخلص من ابنتهم بتلك الطريقة فهو للحق لا يرى بها عيب قد يدفعهم لذلك ...
انتبهت منيرة لنظرات الحيرة التي تعلو وجهه لتبتسم في المقابل بسمة مقهورة مکسورة
_ عارفة إنت بتفكر في ايه...بس انا مليش الحق اني اقولك حاجة والوحيدة اللي ممكن تقولك هي فاطمة نفسها ...
حسنا هي لم تفيده بشيء بل على العكس زادت حيرته بشكل كبير جدا فما هو الشيء الذي فعلته فاطمة وقد يدفع عائلتها لمحاولة التخلص منها بأي ثمن فهي لا تبدو من تلك الفتيات العابثات التي قد ترغب عائلتهن في التخلص منهن مخافة جلب العاړ ...الموضوع كبير وكبير جدا .....
كل ما استطاع زكريا التفوه به في ذلك الأمر
_ هو الموضوع ليه علاقة بالحالة اللي كانت فيها
كان يقصد بحديثه تلك الحالة التي وجدها عليها سابقا حينما كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة ليصل له جوابه بإيماءة صغيرة من رأس منيرة وهي تضيف على حديثها السابق
_ كل اللي اقدر اقوله ليك إن الحالة دي بتيجي ليها لما تحس بزعل أو خوف وقتها كل اللي عليك تعمله إنك تطمنها بوجودك وأنها مش لوحدها قولها انك جنبها وهي شوية شوية هترجع لحالتها الطبيعية ...
اه يا فاطمة كم سر تحملين
______________________
_ مش فاهم يعني ايه نطب على الناس كده بدون مقدمات ونقولهم عايزين بنتكم لابني مفيش ډم خالص
كان ذلك صوت لؤي الحانق وهو يسير جانب زوجته ورشدي وهادي ...
نظر رشدي لهادي مخرجا من حنجرته صوتا ساخرا وهو يضيف على حديث لؤي
_ يا عمي على الاقل رايحين بليل والناس قاعدة عادي بلبسها وانتم رايحين لابسين كويس ...غيركم استقبلوا العريس بالبيجامات والبوكسر ..
هز هادي رأسه مدعيا الڠضب من تصرف زكريا مرددا
_ إمبوسيبل ياربي.....مش معقولة كمية الوقاحة اللي في ابنك دي يا لؤي ...انت معرفتش تربي ..إمبوسيبل.
كان هادي يتحدث وهو يلوح بيده مغمضا عينه يعبر عن سخطه لتصرف رفيقه الوقح ذاك ...لا يعلم كيف اقدم زكريا على مثل هذا الفعل
ضحك رشدي بغيظ وهو يقول رامقا هادي بحنق
_ مش هو لوحده اللي متبرباش يا حبيبي ...
_ لا لا أباظة متقولش كده ...اي نعم عم إبراهيم أيده فرطة وعايش مراهقة متأخرة بس متنكرش إنه رباك .
توقف رشدي ونظر بشړ لهادي الذي كانت الجدية تعلو ملامحه بشكل كبير ثم أكمل طريقه متمتما بحنق شديد على ذلك عديم الاحساس الذي يجاوره....تحدث هادي وهو يلاحظ ضيق رفيقه الكبير ذاك
_ مش فاهم إنت مضايق نفسك ليه عشان يعني جيت الصبح وانتم بالبيجامات وكان شكلكم عرة
نظر له رشدي بشړ ليكمل هادي دون الاهتمام بنظراته
_ متقلقش يا حبيب اخوك انا عارف انكم عيلة مهزقة فمش هتفرق معايا ولا تخليني اغير رأيي فيكم ...انا مش غريب برضو .
مد رشدي يده وفي ثواني كانت صڤعته تهبط على رقبة هادي من
متابعة القراءة