شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز


ينطلق لها ويجذبها ملقيا إياها في أي منزل بسرعة قبل أن ينتبه أحد _ يخبره جيدا أن حتى ما فعله وأخبره لوالدته ليس كافيا ليبعدها عن تفكيره ...لكن ما عساه يفعل كل ما يستطيع فعله هو أن يدعو ربه
دخلت فاطمة للمنزل ووضعت كل ما جلبته على الطاولة ثم انطلقت للمرحاض سريعا فهذا المكان الوحيد الذي تستطيع أن تختلي فيه بنفسها بعد احتلال عمتها وابنتها للمنزل ....

دلفت المرحاض سريعا وهي تتنفس بسرعة كبيرة ومازالت صورته وهو يركض لها معطيا إياها ظهره وهو يشكل درعا حاميا لأجلها ټقتحم رأسها ...أغلقت عينها بقوة ثم غسلت وجهها پعنف تحاول ابعاد رأسها عما حدث لكن كيف وهي طالما تتنفس لن تنسى ذلك الذي تعرضت لها .
تحركت للخارج ثم نادت والدتها وهي تدخل الغرفة واحضرت عباءة ترتديها بدلا من تلك الجيبة وبعدها اتجهت لوالدتها تخبرها عن انتظار وداد لها لتأذن لها والدتها للذهاب ...
__________________
كانت تسير وهي تشعر أنها مراقبة وأن هناك من يتبعها لذا أسرعت أكثر في سيرها حتى كادت تسقط ارضا لولا تلك اليد التي أمسكتها ....
نظرت فاطمة بتعجب لبثينة التي كانت وكأنها تهرب من اسدا 
_ مالك بتجري كده ليه يا بوسي 
حاولت بثينة تمالك نفسها قليلا حتى لا تظهر أمام فاطمة بمظهر البلهاء ثم قالت ببسمة 
_ ولا حاجة يا بطوط بس كنت مستعجلة شوية ...
قالت محاولة أن تبعد تفكيرها عنها 
_ كنت فين كده 
ابتسمت لها فاطمة مشيرة للبناية التي يسكن بها زكريا 
_ خالتي وداد مستنياني مش عارفة ليه هروح اشوفها لو عايزة حاجة مني ...
قلبت بثينة شفتيها بحنق شديد وهو وقول بتلميح 
_ طب يا بطوط بس حاولي متحتكيش بالعيلة دي كتير لا حسن تقلبي زي الشيخ ...
انكمشت ملامح فاطمة بعدن فهم وهي تحاول معرفة سبب حديث بثينة بهذا الشكل وهذه العداوة جهة زكريا وعائلته 
_ مش فاهمة يا بثينة قصدك ايه 
انتبهت زكريا لشيء خلفها لتتحدث بسرعة وهي تتحرك مبتعدة 
_ بعدين يا فاطمة لان الموضوع كبير ...عن اذنك دلوقتي بس عشان مشغولة .
انهت حديثها وهي تتحرك بسرعة جهة ذلك الشيء الذي قلب ملامحها بهذا الشكل وتحركت فاطمة صوب منزل زكريا وهي تفكر في سبب كره بثينة له فهي تعاملت معه ولم يظهر يوما أي وقاحة أو تجاوز بحقها ....على العكس كان دائما متفهما ...لكن ربما هذا ما يظهره أمامها فقط .
انطلقت بثينة سريعا جهة البناية التي يسكن بها رشدي وسحبت ماسة لداخل البناية پعنف شديد تحتجزها في مكان مخفي أسفل الدرج متحدثة بشړ كبير جانب أذنها 
_ مراحب بالسنيورة اللي عايشة جو المغامرات وماشية تهدد فيا وتكيد ليا .
زمت ماسة شفتيها بحنق وتذمر شديد 
_ أخص عليك يا بوسي أنت زعلتي من هزاري مش كده برضو خلي عندك روح رياضية .
ابتسمت لها بثينة وهي تهمس جانب أذنها بنبرة مرعبة 
_ ما هو فعلا انا عندي روح رياضية عشان كده لسه سيباك عايشة لحد دلوقتي لكن متعتمديش على كرمي ده كتير لأني لو جبت اخري صدقيني يا ماسة ما حد هينجدك من تحت ايدي ..
أبعدت ماسة بثينة عنها پعنف شديد وهي تتحدث بسخرية 
_ وماله يا بوسي يلا هاتي أخرك وانا هاخده منك بروح رياضية زي ما اخدت رشدي.....
اسودت عين بثينة بشړ كبير لتسمع صوت ماسة الغاضب وهي تقترب منها 
_ لا لا لا اوعى تكوني مفكراني هبلة ومعرفش بحبك الطفولة اللي كان من ناحيتك لرشدي 
احمرت عين بثينة وفي ثواني كانت يدها ترطم بوجه ماسة جاعلة رأسها يستدير للجهة الأخرى ..
ابتسمت ماسة بسمة مخيفة وهي تستدير لها متحدثة بهدوء عكس ما كانت تتوقع بثينة 
_ إنت واحدة ژبالة يا بثينة كل شوية بحال وكل شوية بتحبي في واحد شكل ولما يتاخد منك بتحولي على غيرك ومش بتزعلي لحظة ... لأنك ببساطة مش بتحبي الشخص لنفسه لا بتحبيه عشان حاجات متخلفة زيك ...ولما لقيتي رشدي ملهوش طريق معاك غيرتي على غيره ولما غيره مجاش معاك قولتي أما تشوفي سكة هادي كده ...
فتحت بثينة عينها پصدمة وهي تستمع لحديث ماسة...ماذا تقصد بغيره هل تعلم ما فعلته قديما لكنها ورغم ذلك ادعت عدم الاهتمام وهي تنظر ببرود لماسة التي ابتسمت لضغطها على الوتر الحساس فهي أكثر من تعرف بثينة وتعرف جيدا أنها لم تحب هادي لكنها تود إثبات فقط أنها تستطيع الحصول عليه طالما وضعت عينها عليه وأنها مرغوبة بعد فشلها مرتين في الحصول على الحب ..مرة رفقة رشدي الذي لم ينظر لها يوما حتى إلا كابنة عم رفيقه ومرة مع رفيقها الثري أثناء الجامعة والذي تخلى عنها بأمر من والده وسافر لإكمال دراسته وإدارة اعمال والده في إحدى الدول الأجنبية تاركا إياها خلفه لا تملك غير أن تعود لهادي الذي كان أمامها دائما ولم تفكر يوما به لرؤيتها أنه أقل من طموحها لكن كل ذلك تغير حينما صارحها هادي بحبه لشيماء ورغبته في الزواج منها وقتها شعرت أن شيء ملكها يسحب من بين أصابعها ...ولم تدرك بسذاجتها أن هادي لم يكن يوما ملكها .
ابتسمت ماسة على ملامح بثينة الشاحبة ثم اقتربت منها وهمست لها في أذنها بشړ كبير 
_ لو شيماء حصلها حاجة محدش هيقف ليك غيري يا بثينة ...
انهت حديثها ثم صعدت للأعلى تاركة بثينة تنظر في اثرها بنظرات مريضة مرددة بنبرة خبيثة 
_ طب كويس إنك بلغتيني...لاني مش ناوية اعمل حاجة لشيماء لاني ببساطة اقدر اتصرف معاها واسيب الباقي لغبائها ... إنما أنت بقى فمحتاجة شوية شغل لانك تعرفي حاجات كتير اوي مكنش لازم تعرفيها ........
_______________________
_ يعني حضرتك بعد كده اللي هتحفظيني 
هزت وداد رأسها بتعجب لبسمة فاطمة تلك وكأنها أخبرتها للتو بخبر نجاحها ولا تعلم أن فاطمة الان تشكر الله في قلبها لعدم اضطرارها للتعامل مع زكريا مجددا فهي يكفيها ما تتعرض له كل مرة حينما تكون معه وكأن المصائب تنتظر تلك اللحظة لتظهر ....
_ تمام بما إني وضحت الموضوع نبدأ 
ابتسمت لها فاطمة سريعا تهز رأسها بإيجاب سعيدة كثيرا ومرتاحة لهذا الوضع 
_ تمام بس انا مجبتش المصحف بتاعي معايا مكنتش اعرف اني هاخد دلوقتي ..
ابتسمت لها وداد وهي تنهض 
_ هروح اجيب واحد من مكتبة زكريا ونبدأ ولا يهمك ...انا زكريا وراني هنبدأ في ايه وعرفت كل حاجة .
انهت حديثها ثم اتجهت للداخل تحضر المصحف تاركة فاطمة في الخارج تحمد ربها لاستجابته دعائها فهي دعت ألا تراه مجددا بعد ما تعرضت له معه....
________________
أنهى هادي عمله وكان في طريقه للمنزل قبل أن ينتبه لفرج الذي يحتل مقعده المميز لذا اتجه له سريعا پغضب شديد يكاد يكسر الأرض أسفل قدمه صارخا پغضب بمجرد وصوله حيث فرج 
_ يابرودك يا اخي ...يعني كنت هتبوظ الخطوبة الصبح وقاعد هنا تشرب سحلب
_ اشرب كركديه طيب 
اغتاظ هادي من حديث فرج
 

تم نسخ الرابط