شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز


عنفتها بغيظ شديد 
بقرة حلوب اقول ايه يعني وأنت فيك كل العبر 
نظرت لها شيماء بعدم فهم وهي تقول پألم من الضړبة 
ايه فيه ايه ايه 
لم تجب ماسة عليها ليصدح صوت رشدي من الهاتف 
ماشي يا ماسة بقيتي شغالة مأذون وماشية تطلقي في خلق الله بس لما اشوفك عشان حسابك تقل اوي وقولي للهبلة اللي جنبك دي هي كمان حسابها معايا عشان تبقى تسمع العبط ده تاني 

أنهى حديثه وهو يغلق الهاتف بغيظ وأعطاه مجددا لهادي لتصدح ضحكات جمال في المكان عليهم جميعا بينما رشدي يتمتم بغيظ وزكريا يبتسم براحة أن ما حدث مجرد مزاح سخيف من ماسة وليس أن فاطمة قد تعرضت لما احزنها 




في صباح يوم جديد وبعدما انتهى الشباب من الاتفاق على كل شيء يخص أمر مصطفى وصديقه عاد كل واحد منهما لمنزله
كان يسير في ممرات المدرسة وهو يحمل حقيبته ينظر كل ثانية لساعة يده حامدا ربه أنه الآن لا يملك أي فصول ليدرسها حتى ينتهى مما أجله كثيرا 
توقف أمام أحد الفصول يعدل من هيئته ثم طرق الباب ليسمع صوت زميل له يأذن له بالدخول أطل زكريا برأسه وهو يبتسم بسمته المعروفة 
معذرة لو عطلت الحصة بس ممكن استأذن حضرتك في اميمة 
نظر له المعلم الواقف وهو يشير له بمعنى لا بأس ليبتسم له زكريا ثم أدار رأسه يبحث عنها بعينه حتى رآها تكاد تسقط ارضا بملامح باهتة مشيرا لها برأسه أن تلحق به 
اميمة ورايا على غرفة المعلمين اذا سمحتي 
أنهى حديثه وهو يستدير شاكرا المعلم زميله ثم بعدها رحل بخطوات هادئة صوب غرفة المعلمين والتي لم يكن بها سوى معلمة كبيرة في السن قليلا وايضا معلم اخر وكلا منهما يجلس على مكتبه ينكب على الكتب أسفل يده غير منتبهين له وهو كان شاكرا لهذا في الحقيقة ثوان و رأى اميمة تتحرك بخطوات بطيئة صوب مقعده وهي ترتعش بشكل جعله يشفق عليها أشار بيده صوب مقعد خشبي يقبع جوار النافذة 
هاتيه يا اميمة وتعالي اقعد قدامي هنا 
ابتلعت اميمة ريقها بړعب شديد ثم تحركت بخطى شعرت أنها تخطوها للچحيم حملت المقعد بأيدي مرتعشة وبعدها وضعته حيث أشار ثم جلست عليه ولم تكد تلتقط انفاسها حتى عاجلها زكريا بحديثه 
أنت اللي حطيتي الظرف في قميصي اليوم إياه صح 

_


خرجت من غرفتها وهي تتثائب بنعاس شديد لتتفاجئ به يقف جوار باب غرفتها وهو يربع ذراعيه لصدره مبتسما بسخرية كبيرة 
صباح الخير يا قمر 
فزعت ماسة من وقوفه بهذا الشكل أمام غرفتها لتبتعد للخلف قليلا وهي تلمح تلك النظرة في عينيه ويده التي تحركت ببطء صوب حزامه 
صباح النور يا رشدي يا حبيبي خير يعني مروحتش الشغل ليه 
ابتسم رشدي وقد انتهى من فك حزامه وهو ينزعه مرددا على مسامعها 
لا ما هو انا بدلت مع زميلي ومسكت شيفت مسائي عشان اقدر اخلص شوية حاجات كدة متأجلة 
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر حولها تحاول البحث عن أحد تستنجد به لكن قبل أن تعثر على أحد كان رشدي يدفعها للغرفة التي خرجت منها للتو مجددا ثم اغلق الباب خلفه ناظرا إليها پغضب چحيمي وهو يلف الحزام على يده بشكل آثار فزعها 
ايه بتعمل ايه والله اصوت والم الناس واقولهم عايز يمارس عڼف أسري عليا 
ابتسم رشدي بسخرية ثم اقترب اكثر وهو يهتف
وماله صړخي يا ماسة تحبي اصړخ معاك 
اړتعبت ماسة أكثر وقد شعرت بجدية الأمر وهي من ظنته يمزح معها فقط 
انت هتضربني بجد يارشدي 
ابتسم رشدي وهو يهز رأسه لها بحركة عادية لا مبالية وكأنه لا يهتم لها أو لاي شيء 
على فكرة أنا كنت بهزر بس والله كل ده عشان اتبليت ده انا بس كنت بنعشك أثناء الحړب عشان لقيتك كده بتنام وانت بتضربهم فقولت يابت يا ماسة اديله دوش كده يفوقه و
توقفت عن الحديث بسبب اصطدامها بالفراش خلفها لتبكي بړعب شديد وهي تراه يرمقها بنظرة مخيفة 
خلاص يا رشدي انا اسفة مش هعمل كده تاني خلاص 
و رغم كل الڠضب الذي يعتريه إلا أنه وللمرة التي لا يعلم عددها يضعف أمام رجائها ودموعها بالإضافة أنه لم يكن ينوي ضربها ابدا ولن يفعلها ابدا فليس هو من يرفع يده على نساء بيته أو اي نساء عامة هو فقط أراد اخافتها 
ورغم لينه إلا أنه تحدث بنبرة حادة بعض الشيء حتى يعلمها ألا تتجاوز حدودها مجددا 
اللي حصل يا ماسة لو اتكرر هيكون فيه رد فعل وحش مني وأنت عارفة قلبتي أنت مش صغيرة عشان تصرفاتك دي سامعة 
هزت رأسها بسرعة وهي تمسح دموعها التي تتجدد باستمرار 
سامعة والله سامعة انا اسفة يارشدي اوعدك والله ما هعمل اي تصرف غبي زي ده تاني و
قاطع حديثها صوت رنين هاتف رشدي لينتزعه من ثيابه وينظر به ثوان وانقلبت ملامحه للسواد ثم أشار لها متحدثا بعجلة 
تمام يا ماسة كلامنا لسه مخلصش لما ارجع هنكمل 
نظرت ماسة لاثره بحنق شديد وهي تردد 
كل مرة تقول نفس البوقين دول قبل ما تختفي مش فاهمة احنا هنكمل ام الكلام ده امتى في محكمة الأسرة 

_


قبل ذلك بساعة تقريبا استيقظ من نومه الذي سقط به دون شعور على صوت جرس المنزل الذي كان يرن بإصرار شديد لينهض وهو يحاول ابعاد النعاس عن عينيه 
توجه صوب باب المنزل وهو يتحدث بحنق 
حاضر لحظة جاي 
فتح جمال الباب ليتفاجئ أمامه ب جيمي جمال رفيق مصطفى وهو يدخل للشقة بفزع شديد هاتفا 
ايه يا جمال برن عليك من اول ما وصلت مصر ومش بتردمصطفى كويس دلوقتي هو حصله ايه 
ورغم صدمة جمال إلا أنه تدارك نفسه سريعا وهو يسحب جيمي كاتما فمه بسرعة وكأنه يخفي سرا 
اشششش وطي صوتك امي واخدة العلاج ونايمة وانا اساسا مش معرفها اللي حصل لمصطفى عشان متتعبش اكتر 
رفع جيمي حاجبيه بعدم فهم
ازاي يعني مش معرفها اللي حصل 
انا قولتلها إن مصطفى في مأمورية واخدته لشقتي الخاصة عشان يتعالج هناك لغاية ما يقوم انت عارف انها بتتعب بسرعة وممكن تروح فيها 
هز جيمي رأسه باقتناع ثم قال سريعا 
طب فين شقتك دي وانا اروح ليه
ابتسم جمال بخبث شديد ثم أشار على الأريكة التي تتوسط البهو 
اتفضل ارتاح وانا هلبس واجي معاك اوريك وبالمرة نطمن سوا على مصطفى 

__


انا انا يا استاذ مش انا والله مش انا 
كانت تتحدث وهي تبكي پعنف شديد تنفي عنها تلك التهمة التي الصقها بها زكريا للتو بعدما أخرج الرسالة ووضعها أمام عينها ليشهد بنفسه صډمتها وهي تهز
 

تم نسخ الرابط