نوفيلا حلمى المستحيل بقلم هدير دودو

موقع أيام نيوز

حلمي المستحيل 
هدير دودو 
دلفت مريم إلى المنزل الخاص به بخطوات بطيئة الحزن بادي بوضوح فوق ملامح وجهها ذهنها شارد فيما حدث لها لم تصدق أن حياتها انقلبت على رأسها في يوم واحد تحول كل شئ في ذلك اليوم حالت بصرها على المكان حولها ذلك المكان تحديدا لم تدلف إليه سوى مرتين فقط طوال حياتها حتى الآن تتذكرهم بشدة كأنهم قد حدثوا الآن المرة الأولى عندما ذهبت لزيارة لصديقتها ديما في بداية زواجها و مرة أخرى عندما انجبت جميلة ابنتها في كلتا المرتين كانت تشعر بنسل حاد يقطع في قلبها تأكد كل شئ داخل عقلها يراودها قد تأكد لها شعرت حينها أن حلمها الدائم التي تحلم به طوال عمرها و تتمنى تحقيقه قد تحول إلى حلم مستحيل و لكن في تلك المرة قد تحقق المستحيل تدلف المنزل تلك المرة بطريقة مختلفة عن باقي المرات السابقة فهي الآن تدخله كزوجة و عروسة اليوم زواجها لكن ما يؤلم قلبها هو انها تعلم بأن قلب يحيي لم يكن ملكها يوما مثلما قلبها الذي ينبض عشقه يعيش على ذكرى عشقه له لكن قلبه هو ملك لديما التي توفت تاركة إياهم ذلك الشئ أكثر شيء تتمنى أن تنساه و يمحي من ذاكرتها و من الحياة باكملها لكن للأسف 

_الحقائق لن تمحي أبدا سوي عندما نعلم عكسها_ 
فحينها من الممكن أن ننساها و تمحي من ذاكرتنا و ذاكرة الحميع للأبد كما نتمنى. 
وافقت هي على هذا الزواج مبررة للجميع بسبب وصية ديما صديقتها فهى قد وصت بهذا كما أخبرها يحيي و لكن هذا ما تتظاهر به و لكنها في الحقيقة وافقت من أجل قلبها الذي مازال يتعلق به الذي يعجز حتي الآن عن نسيانه لم تنجح تلك السنوات في محيه من قلبها رغم الألم و الآنين المسبب لها اثر تلك الفكرة و ذلك العشق الذي لن يجلب لها و لحياتها سوي الحزن رفضت جميع من تقدموا للزواج بها بسبب حلمها بزواجها منه على الرغم من تيقنها أن ذلك الحلم مستحيل لكنها كانت تعيش على أمله حتى ربت ربها على قلبها و حققه لها الآن و ايضا لن تنكر أنها وافقت لأجل جميلة فهي تعلم بأن أخت ديما لن تحبها و لن تتقبلها و سوف تهمل جميلة تلك الطفلة ذات الخمسة سنوات كانت ديما دائما تقص لها هاتفيا عن معاملة أهلها الجافة لها و لأبنتها لكنها كانت ترفض دائما أن تخبر يحيي كي لا تشوه صورتهم امامه كانت تدلف بخطوات بطيئة تخشي مصير حياتها القادمة فاقت من شرودها على صوت يحيي الذي كان يتحدث مع والدته منال قائلا لها بصرامة حادة يتحدث بنبرة قوية و الڠضب بادي بها تعلم انه وافق من أجل ابنته و وصية ديما فقط لكنها لم تتوقع طريقته الحادة تلك 
سيبي يا ماما جميلة قولتلك جميلة مش هتروح معاكي و هتفصل في شقة أبوها أظن مريم عارفة أنا متجوزها ليه و كمان هي بتحب جميلة.
أغمضت مريم عينيها ضاغطة فوقهما بقوة تحاول أن تهدأ من ذاتها و هي تشعر بقلبها الذي تفتت إلى أشلاء في تلك الوهلة فقد كان دائما في البداية ېجرحها بأفعاله فقط لكنه الآن ېجرحها بحديثه ايضا لن تتخيل انه سيقولها لها بتلك الصراحة يؤكد شعورها التي تتمنى أن يكن كاذبا بانت الصدمة ايضا على والدته التي كانت تقف لا تعلم بماذا ترد عليه تحاول استجماع قوتها كي ترد عليه مقررة تجاهل ما قاله كى لا تزعج مريم اكثر من ذلك
يا حبيبي عشان تعرف تاخد راحتك مع عروستك اسمع كلامي بس و انا يومين أو حاجة و هجيبهالك على طول مش هتفضل معايا يعني.
جاء يحيي ليتحدث يرد عليها لكن سبقته مريم التي اردفت قائله لها بهدوء و عقلانية و هي ترسم على وجهها ابتسامة مزيفة كى لا يرى أحد حزنها النابع من صميم قلبها 
سيبيها يا طنط جميلة شاطرة و مش بتعمل شقاوة خالص سيبيها و انا هخلي بالي منها. 
أنهت حديثها و قامت بالسير عدة خطوات نحوها حتى وصلت أمامها مباشرة و ضمتها نحوها و هي تنحني كي تخفض من طولها لتكن في مستواها حتى تبادلها جميلة ذلك الحضن الحضن الذي لم تكن جميلة فقط بحاجته بل كانت مريم ايضا تمنت لو ةنها تستطع أن تبكي و تفرغ كل ما تحمله في حضن تلك الطفلة البريئة النقية ظلت تربت فوق ظهرها بحنو حركت منال كلتا كتفيها بقلة حيلة عدم رضا لكنها تعلم أن يحيي لن يوافق على اقتراحها لذلك سارت بخطواتها نحو الباب و رحلت تاركة اياهم.
تركت مريم جميلة بعد أن استمعت إلى صوت الباب الذي اعلن على غلقه و كانه كالجرس الذي ينبهها أن تقطع شرودها لكن ما لفت انتباهها ما أن رفعت راسها هو صورة زفاف ديما و يحيي التي كانت مازالت معلقه على الحائط فهو فضل ألا يزيلها من على الحائط حتى الان ظلت تتطلع نحو الصورة بحزن يبدو في عينيها كم تمنت أن تكون هي من في الصورة بدلا من ديما لاحظ هو نظرها إلى الصورة المتوقع و كأن قد أتت له الفرصة التي انتظرها و صدح صوته قائلا لها بصرامة و حدة و هو يشير بسبابته نحو الصورة صوته الحاد الصارم جعلها تتمنى ان ټنفجر باكية 
الصورة مش هتتشال و لا هتتحرك من هنا فهماني الا لو جه ضيوف او حد مهم.
أردف حديثه و إتجه نحو غرفته مسرعا تاركا إياها مازالت تقف في موضعها كما أن الشياطين تطارده و أخيرا قد فاقت من صډمتها و توجهت بصحبة جميلة الى غرفتها بدأت تبدل لها ثيابها برفق و وضعتها فوق الفراش بهدوء كي تنومها و تمددت هي الأخرى فوق الفراش بجانبها تتمنى أن تغفو سريعا لتهرب من حزنها و بحور ذكرياتها المتناقضة تتذكر علاقتهما في الماضي كم كانت لطيفة يتعامل معها برفق و حنو و تقارنها بما حدث الآن و حبه لديما التي تمنت أن تكن مكانها فرغم رحيلها من تلك الحياة إلا أن حبها مازال في قلبه لكنها خرجت من شرودها على صوت جميلة التي أردفت قائلة لها ببراءة و هي تنظر لعينيها بهدوء و راحة افتقدتهما تلك الطفلة الصغيرة لكنها سرعان ما شعرت بهم معها هي تحديدا فمريم ذات ملامح هادئة و شعرها البني الطويل الذي لم يزيدها سوى جمالا 
طنط مريم انا جعانة.. 
لتتابع بتراجع سريعا و نبرة مهزوزة خائڤة ما ان رات مريم تتطلع نحوها و تفتح كلتا عينيها اللتان كانت تغلقهما 
ب.. بس خلاص عادى يا طنط لو مش هتقدري تعمليلي هنام.
دهشت مريم بشدة من طريقة جميلة حيث انها قطبت ما بين جبينها و قامت سريعا بأحتضانها بهدوء قائلة لها بحنان و حب تعلم انها مفتقداهم فوالدتها مټوفية منذ اكثر من اربعة سنوات كانت حينها جميلة
صغيرة للغاية 
مالك يا حبيبتي مين قالك اني مش قادرة
تم نسخ الرابط