رواية وصيه عمى بقلم ميمى عوالى
المحتويات
يا أمانة اخبارك ايه
أمانة بود انا الحمدلله تمام ادخل ..مراة عمى ونيللى قاعدين جوة فى الليفنج
لياتيهم صوت نعمة من الداخل تعالى يانوح انا هنا
ليدخل إليهم نوح وهو يحمحم بصوته ويلقى السلام ثم يجلس بجوار أمه وهو يقول بمرح هو مافيش
اللا أمانة واللا ايه مش ناوية تسألى عنى شوية
نعمة وهو انت ناقصك حاجة يابنى
نوح ناقصنى انتى ياحاجة انا بقيت اشوفك صدفة
احنا هنقطع على بعض واللا ايه
نوح ااه وبقولك ايه هو الكحك خلص
أمانة لا لسه عاوز ...اجيبلك
نوح ياريت لو كحكيتين احسن عاوز اكل حاجة حلوة
نيللى ضاحكة هو انتو ممسكين أمانة التموين واللا ايه بتعينوا عندها الحاجة وبعد كده تستلفوها
أمانة ااه يابنتى طبعا وبالذات الكحك ده ممتلكات خاصة
قالتها وهى تضع طبق ملئ بحلوى العيد أمام نوح ثم قالت صحتين وهنا
أمانة حاضر ...شوف عاوز تروح امتى وقولى
نوح ياريت لو النهاردة عاوز اخلص قبل ما انزل الشغل
نيللى انا اعرف معرض سيارات اسعارهم حلوة واجراءتهم كمان بيخلصوها بسرعة
نوح وهو ينظر لأمانة ايه رأيك
أمانة اللى يريحك
نوح بود انا من الاول رميتلك الكورة فى ملعبك
نوح امتى
أمانة زى ماتحب
نوح بتنهيدة امتى يا أمانة
أمانة بابتسامة فرحة لم تظهر من نقابها غير هدومك على ما احنا كمان نلبس
نوح ماشى ياللا
نعمة هى مراتك فين اومال
نوح ما اعرفش قالت هتروح تزور واحدة صاحبتها
وما أثار دهشة أمانة أن نوح ترك لها اختيار ماركة السيارة وموديلها وكأنها تختار سيارتها الخاصة وكلما اعترضت كان رده انتى ادرى بطرق البلد فى السواقة منى وعارفة ايه اللى يستحمل وايه لا
لتتفاجئ بنوح يقول لها وانا مش هنزللك كلمة بس اأخد أنهى لون
أمانة بذهول ماشاء الله تبارك الله...لو هتاخدها اللون الاحمر يجنن بس الاسود هيبة برضة كده بصراحة اللونين احلى من بعض خد الاسود
نوح ماشى يبقى الاسود
وفى أثناء خروجهم يسمع نيللى تقول هى مش دى سهر واللا انا متهيالى
لينظر نوح إلى الاتجاه الذى تنظر له نيللى ليجد سهر تركب سيارة فارهه مع شاب ما وهى تضع مكياج صارخا وبدون غطاء رأسها
وما أن تلاقت اعين نوح مع سهر حتى سمعوا سهر وهى تصرخ بمن معها قائلة اطلع بسرعة بسرعة
لتختفى السيارة من أمامهم فى ثوانى وكأنها لم تكن ليتمتم نوح بسبة بذيئة سمعتها أمانة بوضوح ولكنها ادعت عكس ذلك كما ادعت أن شيئا لم يكن لتنادى على نوح قائلة ها يانوح خلصت كل الاجراءات واللا لسه
نوح وهو يحاول أن يتمالك أعصابه ااه يا أمانة خلصت ياللا بينا
نيللى طب ممكن توصلونى البيت الأول قبل ما تروحوا
أمانة ماشى ياللا بينا
نوح وهو يعطى المفاتيح لأمانة ويقول بعدم تركيز معلش يا أمانة وصلى انتى اختك وروحى ...انا ورايا مشوار مهم هخلصة وابقى اروح
لتمسك أمانة نوح من ذراعه وهى تقول پخوف هتروح فين يانوح
لينظر نوح من فوق كتفه إلى كفها الممسك بذراعه لتشعر بالخجل وتسحب يدها بسرعة ليبتسم لها نوح مطمئنا إياها قائلا ماتقلقيش عليا
ليظل واقفا بمكانه حتى ذهبت أمانة ونيللى من أمامه ثم قام بإيقاف إحدى سيارات الأجرة وأعطاه عنوان ما وانطلق هو الاخر فى طريقه.. يتبع
فى أحد الأحياء المتوسطة بالقاهرة وفى العشر الاواخر من شهر رمضان الكريم والذى يفرض جو من الروحانيات الجميلة
كانت هناك فتاة منتقبة تسير باتجاه منزلها باعتدال وهى منكسة رأسها وكأنها تحصى خطواتها حتى وصلت إلى بنايتها وصعدت حتى وصلت إلى إحدى الشقق وأخرجت مفتاحها ودلفت إلى الداخل وهى تقول السلام عليكم انا جيت يامراة عمى
لكنها لم تسمع سوى صوت خرفشة يصدر من صالة الشقة وعندما تقدمت للداخل وجدت زوجة عمها التى تعدت الخمسون من عمرها تنحنى ارضا وهى تمسك بفرشاة وتقوم بحك سجادة ضخمة مليئة بالماء والصابون
أمانة كده برضة يا مراة عمى مش قلتلك استنينى على ما ارجع وانا هعملها
نعمة وهى تلتقط أنفاسها يا بنتى الدنيا صيام وانتى بتبقى راجعة من الشغل تعبانة
أمانة وهى تجذبها لتعتدل وتنهض من انحنائها قومى طيب وانا هغير واصلى وهاجى اكملها على طول
نعمة طب هدعكها على ماتصلى
أمانة يانعمة هو حد بيجيلنا عشان السجاد يتوسخ دول شوية تراب وانا هخليهالك فلة روحى بس غيرى هدومك دى احسن تتعيي وماتعرفيش تعمليلى الكحك
نعمة ضاحكة شوف الجزمة ...همها على بطنها
أمانة وهى تتجه إلى غرفتها ضاحكة يعنى يرضيكى اعيد من غير الكحك والبسكوت
نعمة وهى تذهب هى الأخرى لتغيير ملابسها لا ياحبيبتى مايرضينيش ...هعملهولك بكرة أن شاء الله
.
عند آذان المغرب كانت أمانة قد انتهت من كل شئ وجلست على مائدة صغيرة بجوار زوجة عمها لتناول الإفطار
أمانة وهى تدلك كتفها الله يسامحك يانعمة كتافى وقعت ومش لاقياها
نعمة ضاحكة ابقى اعمللك غيرهم وانا بعمل الكحك
أمانة وهى تضيق عينيها انتى بترشينى
نعمة حاجة زى كده وكلى ياللا عشان ھموت على كوباية شاى
أمانة ااه وانا . هشرب النسكافيه وهنزل بسرعة عشان هصلى العشاء والتراويح فى المسجد هتيجى معايا
نعمة مش قادرة يابنتى هصلى هنا
أمانة ماشى
.
انتهت أمانة من الصلاة وعادت سريعا بعد أن قامت بشراء مستلزمات السحور وما أن دلفت من باب الشقة حتى سمعت صوت رجل رقص له قلبها وهو يتحدث مع نعمة بالداخل لتضع ما بيدها على أقرب منضدة وتطمئن على وضعية نقابها ثم تلقى السلام بشوق هادئ
أمانة السلام عليكم حمدالله على السلامه يا نوح .ايه المفاجأة الحلوة دى
نوح بنصف ابتسامة اهلا يا أمانة تقبل الله ماما قالتلى انك بتصلى التراويح
أمانة تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال كل سنة وانت طيب
نوح وانتى طيبة
نعمة بسعادة لما الباب خبط فكرتك انتى وماصدقتش لما لقيته قدامى
نوح انا قلت أقضى الكام يوم اللى باقيين فى رمضان واعيد معاكى
نعمة احلى حاجة عملتها ياحبيبى ماتتصورش بعدك عامل فيا ايه لولا أمانة الله يبارك لها كنت اټجننت من الوحدة
نوح الف سلامة عليكى يا ماما وانبسطى بقى ياستى انا خلاص مش مسافر تانى
نعمة وأمانة فى نفس واحد بجد
نوح ضاحكا أيوة بجد ...خلاص اتنقلت فرع القاهرة تانى والترقية كبيرة كمان
نعمة بسعادة الف حمد وشكر ليك يارب اخيرا يابنى
نوح كل شيء باوان يا ام نوح
لتنهض أمانة وهى تقول فطرت واللا اجهزلك فطار
نوح لا ولا حاجة خالص انا بس جيت اسلم عليكم واتطمن على ماما وهمشى عشان عاوز انام
نعمة وهى تتلفت حولها ااه صحيح هى فين شنطتك وتمشى تروح فين
نوح وهو ينظر بجانب عينيه باتجاه أمانة
متابعة القراءة