رواية وصيه عمى بقلم ميمى عوالى

موقع أيام نيوز

ولكنه وجد بطرف اللوحة شئ يشبه الصندوق الزجاجى المعتم وبداخله شخص ما يراقب الجميع دون أن يلتفت إليه أحد أو يعيره انتباها
وقد شعر حاتم أنها تقصد نفسها
بهذا الصندوق المعتم وراح يتذكر نيللى فى طفولتهم فكانت دائما متكومة على نفسها لا تشاركهم لعبهم وتجمعاتهم ولهوهم

بل كانت بطيئة الحركة بسبب بدانتها المفرطة وقتها فكانت فى طفولتها ذات جسد ممتلئ بشدة نتيجة تعاطيها لبعض الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون مما كان يسبب لها حرجا دائما فى التعامل مع من يحيطون بها ولكنها الآن تتمتع بجسد رشيق فتان جذب انتباهه رغم ارتدائها لملابس محتشمة فضفاضة لكن الهواء عندما حرك ملابسها لفت انتباهه أن تلك الفتاة لا تمت بأى صلة لطفلة الماضى ونضجها اثر أيضا على ملامحها فأصبحت جميلة الملامح إن لم تكن فاتنة فلم تحتفظ بشئ من ملامحها الا عيناها تلك العيون التى تشبه حبة البندق العائمة فى نهر من اللبن الصافى برموش كجيش من الحرس يصطف على جانبى طريق ممهد 
حاتم وهو يحمحم و يجلى صوته ايه الجمال ده انا ماكنتش اعرف انك شاطرة كده اللوحة تجنن ماحدش ابدا يصدق انك رسمتيها فى نص ساعة مش اكتر
نيللى بوجل شكرا
حاتم بجد تحفة اعملى حسابك أن معاد الانترفيو بتاعك أن شاء الله يوم الاربع اللى جاى الساعة عشرة الصبح انا مش هتنازل ابدا عن موهبتك دى
لتنهض نيللى وهى تلملم ادواتها قائلة أن شاء الله
حاتم ايه ده .انتى خلصتى
نيللى حطيت الأساس وبكمل مع نفسى براحتى بعد كده
حاتم ممكن ابقى أشوفها لما تخلصيها
نيللى ليه
حاتم باستغراب حابب أشوفها بس ياريت لو تحطى نفسك وسطينا هتبقى اجمل
لتنظر له نيللى بنظرة احتار فى تفسيرها وقالت قبل أن تتصرف من أمامه عمرى ماكنت وسطكم
وتركته واتجهت إلى الداخل وغابت مايقرب من العشر دقائق وعادت مرة أخرى للجلوس بجوار أمانة فى صمت
لتأتى الخادمة من الداخل لتخبر هدى بأن الطعام جاهز لتدعوهم هدى إلى تناول الغداء بالداخل 
وبعد الغداء يتجهوا للجلوس مرة أخرى بالحديقة لتناول المشروبات ليقول أسامة بكرة أن شاء الله معادنا مع الناس الساعة سبعة ونص
عامر أن شاء الله ربنا ييسر لكم الأمور ويتمم بخير
أمانة على فكرة يابابا ..خديجة انسانة محترمة وملتزمة جدا واهلها كمان ناس طيبين جدا 
عامر بطيبة يبقى مش محتاج اسال عنهم 
نعمة دول جيراننا من زمان بصراحة عمرنا ماشفنا منهم غير كل خير ربنا يتمم بخير أن شاء الله
هدى يبقى تنزل النهاردة بالليل أو بكرة الصبح أن شاء الله تختار هدية حلوة كده لعروستك
سهر بفضول هدية زى ايه يعنى 
هدى يعنى اسورة أو خاتم شيك كده 
أسامة خلاص بالليل أن شاء الله ابقى اشوف كده 
لينهض نوح قائلا الف مبروك يا اسامة ربنا يتمملك بكل خير واحنا هنستاذن بقى 
هدى وأمانة فى نفس الوقت لسه بدرى
نعمة كفاية كده انا ماجيبتش العلاج بتاعى معايا ولما باخده بنام وكمان الولاد ماناموش من امبارح
أمانة وهى تحتضن نعمة خدى بالك من نفسك 
نعمة ضاحكة وانتى كمان هيوحشنى مناكفتك فيا
نوح متاكده انك مش هتحتاجى العربية 
أمانة برضا لا مش هحتاجها واسامة هيجيبنى على خمسة كده عشان الحق اغير هدومى وأجهز
نوح واعملى حسابك انى هاخدك معايا وانا بجيب عربيتى اكيد عارفة معرض كويس
أمانة أن شاء الله مبروك مقدما
وبعد وداعهم يودعهم حاتم هو الآخر وينصرف بعد الاتفاق مع أسامة على اللقاء مرة أخرى مساءا
وتتفاجئ أمانة بأسامة وهو يحملها ويعدو باتجاه الأعلى وسط ضحكات الجميع ولم يتركها الا أمام غرفتها وهو يقول احنا عندنا خدمة التوصيل مجانا
أمانة بمرح كنت فين انت قبل ما اجيب العربية
أسامة كنت شغال على خط تانى
لتأتى هدى من خلفهم وتفتح باب الغرفة وتدعو أمانة للدخول وهى تقول يارب الاوضة تعجبك ياامانة لو حبيتى تغيرى اى حاجة قولى ياحبيبتى على طول
لتجد أمانة الغرفة غاية فى الأناقة والرقى ولها حمام خاص لتقول الاوضة جميلة ياماما انا متشكرة اوى وحاضر لو احتجت اى حاجة هقولك على طول
هدى طب ياحبيبتى ريحى شوية وهصحيكى على صلاة المغرب
أمانة ماشى 
لتتركها امها مغلقة الباب من خلفها لتضع أمانة نفسها بفراشها بعد أن خلعت عنها نقابها وذهبت فى سبات عميق
..
فى غرفة نوح
كان نوح يبحث بين حاجياته على شئ ما فى صمت تام بينما سهر قد دخلت الفراش وراحت فى نوم عميق أما نوح فكان قد وجد ضالته اخيرا فى صورة فوتوغرافية تضم سهر مع امها وشقيقتها التقطت لهم فى آخر زيارة قامت بها سهر لامها وكانت فى رأس السنة ولم يتمكن نوح من الذهاب معها حيث كانت ظروف عمله لا تسمح له باخذ اى اجازات فذهبت سهر وحدها وامضت مع عائلة امها مايقرب من الاسبوعين 
وعندما رفع الصورة أمام عينيه كانت سهر تصبغ شعرها باللون الاحمر النارى بينما شقيقتها والتى تصغرها بخمسة أعوام ولكنها شديدة الشبه بسهر كانت تصبغ شعرها باللون الاسود مع بعض الخصلات الزرقاء 
واخذ نوح ينقل نظره بين الصورة وبين سهر ولكنه فى النهاية قام بلصق الصورة على المرآة وذهب هو الآخر إلى النوم 
فى اليوم التالى
ذهب عامر وزوجته وأبنائه بصحبة أمانة إلى خطبة خديجة وتم قراءة الفاتحة والاتفاق على موعد لعقد القران والزفاف بعد ستة أشهر بعد أن رفض والدها لعمل اى احتفالية بالخطوبة وأصر أن يكون احتفالا واحدا بعد ستة أشهر مع وضع محاذير على اى لقاءات قد تضم أسامة وخديجة خارج االعمل أو الإطار العائلى
وكان أسامة شديد السعادة رغم تعنت والد خديجة لكنه وافق مجبرا على تنفيذ أوامره وهو يدعو الله أن تمر تلك الاشهر سريعا 
وقد اتفق مع والد عروسه على أن يتم الزواج بشقة كان قد اشتراها أسامة بحى راق بعد أن يتم تجهيزها بالكامل ثم إن أراد أسامة أن يعود للعيش مع والداه فليكن له مايريد
وبعد ذلك صعدت أمانة إلى شقتها مع شقيقتها نيللى بعد أن أصرت على أن تأخذها معها للمبيت سويا وعاد الباقى إلى منزل عامر
لتحضر لهم نعمة العشاء وتجلس معهم لبعض الوقت ثم تتركهم وتعود إلى شقتها مرة أخرى 
لتجد أن نوح وسهر مازالا بغرفتهما بعد أن تشاحنت سهر مع نوح بشدة بسبب إصرارها على الذهاب الى منزل خديجة بصحبة أمانة واسامة ولكن كلامها قوبل بالرفض الشديد من نوح فڠضبت سهر بشدة ودلفت إلى حجرتها وقام نوح وذهب ورائها واعتقدت نعمة أنه ذهب ليراضيها ولكن الواقع كان شئ اخر
دخل نوح مغلقا الباب خلفه بهدوء وهو يقول انتى مش عاوزة تبطلى عادتك دى
سهر بامتعاض عادة ايه دى اللى بتتكلم عنها
نوح كل ماتتعرفى على حد معاه فلوس تبقى عاوزة تلزقيله بأى شكل
سهر مش احسن ما أجرى على الفقر بالمشوار ثم من جاور السعيد يسعد
نوح اسمعى ياسهر انا مش عاوز ارجع للموال القديم ده وۏجع القلب من تانى . اعقلى بقى انتى واحدة متجوزة راجل مش شورابة خورج
سهر بتهكم وهو حد داسلك على طرف ايه المشكلة يعنى انى عاوزة انبسط
تم نسخ الرابط