روايه كامله بقلم اسراء مظلوم
المحتويات
تنتظر رده لمظهره الأبله وهو يفتح فمه ثم أشارت إلى مقعدهما قائلة وهي تدور حول مكتبها
تفضلا بالجلوس.
جلست وقالت بلكنة اعتذار
أعتذر عن تأخري عنكما فلقد كنت أقوم ببعض الأشياء الهامة بفندقنا العريقكراسيفي أنجيل أي الملاك الجميل.
ابتسم إليها كلا من كامل و رامز وبدأ الأول في سؤالها بلغة عربية
الفندق عظيم جدا هل ممكن يعني تعرفينا متى سنستلم هذا الشغل
رامز بارتباك وقال بلغة عربية سليمة
أعذري صديقي كامل لضعفه بلغتنا العربية إنه يقصد...
قاطعته فيراشكا وهي تترقبه بعيني صقر
أجل أفهم ما يقصد إنه يسألني متى سيتسلم العمل.
ثم أدارت رأسها تجاه كامل تسأله
أليس كذلك سيد كامل
تعجب كامل وقال
أيوة...أهه قصدي نعم.
كيف علمتي بلهجتنا سيدة فيراشكا
ابتسمت فيراشكا بثقة
نحن نتعلم كل شيء سيد رامز .
ردد رامز بتعجب
نحن...ومن أنتم
فتحت فيراشكا درج المكتب لينساب وأخرجت بطاقتين معدنيتين وملفين بكل منهما عده وريقات وقدمتها إليهما قائلة بحزم مع بسمتها
تفضلا هاتان البطاقتان بها إسميكما ستضعانها على زيكما ثم أشارت إلى الملفين موضحة
تحدث كامل مستفسرا
جمل بتقول ايه...إحم قصدي بتتكلم عن ماذا
أجابته فيراشكا بسرعة
هذه الجمل عبارة عن جمل ترحيبية بنزلاء الفندق
وكل جملة معربة لتتقنوا التحدث بالروسية وهناك الإنجليزية أيضا معها حتى تسهل عليكما العمل...
أردفت بعدها مشيرة لباب المكتب
قام كل من رامز و كامل ورحلا شاكرين فيراشكا ببسمة وذهبا إلى بيتهما...
بعد فترة جلس رامز بعد أن أبدل ملابسه بمنامته ذات القميص البيتي قطني الملمس بلون سكري وبنطال قطني أزرق فاتح اللون نظر إلى كامل الذي ارتدى منامه بيضاء متماثلة الشكل بخطوط سوداء عريضة وهو يتمدد على الفراش عقد رامز حاجبيه وسأل كامل إنت هتنام يا كامل
أه هنام...هعمل إيه يعني الشغل بكره.
التقط رامز الملف على المنضدة الصغيرة بجانب الفراش
والجمل دي هتحفظها إمتا
تثاءب كامل مرة أخرى وأدار جسده للجهة الأخرى
هحفظهم متقلقش لو هتصحى يا ريت تطفي النور وتقفل الباب وراك.
كاد رامز أن يلقيه بأي شيء أمامه ولكنه تغاضى عن ذلك واكتفى بغلق الباب
وتركه وجلس بالمقعد الخشبي وتذكر حارة الكوفتي و قاسم و...و نسمة ثم هتف
ما تشد حيلك يا رامز وفكك من الحارة المعفنة دي.
وأخذ يقرأ ما بالورق بجدية تامة لأن طموحه أن يصل لمراتب عالية فيما بعد فهذا دأبه أن يصل لأي شيء ولو على حساب ومشاعر آخرين مثل نسمة ثم عقد حاجبيه بشدة عندما تذكر يونس فلقد علم بخطبة يونس إلى نسمة وهو يكلم والدته وقال بمقت
هو ده كان هدفك يا يونس تاخد نسمة مني. هندمك يا يونس على حركتك دي وديني لأندمك.
عادت فريدة من جامعتها متأخرة قرب أذان المغرب وخطت بداخل حارة الكوفتي وهي تحمل أدوات الهندسة الخاصة بجامعتها ثم دلفت إلى المكتبة لتسأل مدبولي
عم مدبولي هو البشمهندس عمر جه المكتبة إمبارح
هز مدبولي رأسه وهو يرتشف كوب الشاي خاصته والأبخرة تتصاعد منه
لأ يا فريدة يا بنتي مجاش.
ثم همس وكأنه لا يريد لأحد أن يسمعهم
بس باينه تعبان.
هتفت فريدة بلوعة
تعبان تعبان إزاي
ثم لاحظت بسمة مدبولي وهو يراقب خوف عينيها فعدلت نبرتها إحم قصدي...يعني هيجي إمتا فلوسه معايا
ضحك مدبولي وقال
خلاص يا فريدة هاتي الفلوس وأنا هديهاله.
كادت أن تفعلها فريدة ولكنها أعادت يدها للخلف
لأ دي أمانة يا عم مدبولي لما يجي هديهاله بنفسي.
ظهر الخبث بكلمات مدبولي
اللي تشوفيه يا بنتي وعموما المهندس عمر بيجي المكتبة كل يوم الساعة ستة كده زي معادك دلوقتي.
احمرت وجنتا فريدة وسعلت
طب خلاص شكرا يا عم مدبولي .
وتركت فريدة المكتبة بسرعة هربا من نظرات مدبولي الذي قال وهو يضرب كف بكف ضاحكا
العيال كبرت و بقت بتحب. على عمك مدبولي بردو.
ذهب يونس إلى بيت نسمة وهو مرتدي قميص أبيض بأكمام مطواه لمنتصف ذراعيه وبنطال من الجينز الأزرق بحذاء أنيق للغاية يليق مع ملابسه وكان يفكر في رسالة نسمة التي أرسلتها إليه بالأمس ورغبتها في رؤيته في الغد وهو قد فعل ما طلبته منه أتى ليرى حبة قلبه زفر لينفث زفرة حارة ليتخلص من توتره ثم ضغط على زر جرس باب بيت نسمة .
وجد عفاف قد فتحت الباب وهي ترحب به
أهلا...أهلا إزيك يا يونس إتفضل يا حبيبي.
دلف يونس شاكرا إياها على ترحابها وجلس على الأريكة سألته عفاف وهي تقوم من أمامه متأهبة للذهاب إلى المطبخ
تشرب إيه يا يونس ولا إتغديت...أما عاملة شوية كشك بالفراخ تاكل صوابعك وراها.
وضع يونس يده علامة الاكتفاء
تسلم إيدك يا طنط...بس أنا والله متغدي.
عبست عفاف
كده يا يونس من أولها
________________________________________
1.
و بتعمل غريب علينا.
نفى يونس بسرعة
يا خبر ازاي بس دا انتي زي ماما يا طنط والله و علشان متزعليش لو ممكن اتغدا كمان شوية.
تبسمت عفاف وربتت بيدها على كتفه
ربنا يجبر بخاطرك يا بني.
ثم نظرت إلى الغرفة
نسمة جاية حالا.
ثم تركته وهو قام بإيماءة صغيرة كاد أن يفكر برسالة نسمة بالأمس التي كتبت فيها بأن يأتي إليها و تتحدث معه
حتى سمع صرير باب الغرفة ووجد على أعتابها نسمة التي ارتدت ثوب بلون القهوة طويل يغطي ساقيها بالكامل وقد كانت أكمامه طويلة حتى رسغيها وتركت لخصلاتها العنان واضعة غرة فوق جبهتها لتظهر جمال وجهها الطيب البريء ومع بسمتها أخذت لبه وقالت وهي تتجه إليه
إزيك يا يونس .
قام يونس ولم يصافحها ولكنه اكتفى بنظرته إليها الحالمة واللمسة التي كاد يفعلها ليدها ولكنه لا يسلم على الچنس اللطيف لأنه يتقي الله ويطبق شرعه و نسمة تعلم يونس جيدا جلست بمقابلته على المقعد الكبير التابع للأريكة بنقشتها ذات الورود الكبيرة وقالت وهي تضع خصلتها خلف اذنها
عامل ايه ماما بتعملك حاجة تشربها
هز يونس رأسه نفيا وهو ما زال يتأمل محياها الجميل
الحقيقة هتغدا معاكم... بس كمان شوية.
ثم رفع يده وكأنه يتشبه ب عفاف
أما عاملين شوية كشك هأكل صوابعي وراهم.
ضحكت نسمة على فعل يونس وقد شعرت أنه خفيف الظل
إنت فظيع يا يونس .
ثم هدأت سائلة إياه
يعني هتتغدا معانا
أشار إليها مصطنع الحزن
ده لو معندكيش مانع يا آنسة نسمة يعني
ضحكت نسمة بصفاء وكأنها ترى يونس لأول مرة وكم اهتز قلبه لسماعه ضحكتها التي تأخذه لمكان وردي جميل يخلو من التفكير.
ثم صمتت نسمة ونظرت إلى يونس بخجل ولاحظ يونس ترددها كما رأى هديته تزين عنقها الجميل تنهد وداعب ذقنه كعادته عندما يدلي باعتراف سألها بهدوء
إسألي يا نسمة
تعجبت نسمة وارتبكت
أسأل!!
ابتسم يونس بخفة وقرب جسده أكثر لطرف الأريكة وقرر النظر إليها مباشرة وبنبرة بدت ل نسمة أنها حنونة بها نوع من الربت وكأنه يربت على قلبها
لازم تعرفي يا نسمة إني حافظك هتستغربي متستغربيش لأن دي الحقيقة أنا حافظك و عارفك من و إنتي بضفاير في المدرسة و بتحبي آيس كريم
متابعة القراءة