روايه كامله بقلم اسراء مظلوم
المحتويات
على باب مكتبه تنهد بحرقه هاتفا وهو يلتقط قلمه
إدخل.
فتح الباب وظهرت ملك وهي تتقدم من طرف المكتب
صباح الخير يا مروان .
وضع مروان القلم جانبا واتكأ جزعه الأمامي على مكتبه قائلا بفتور
الحمد لله يا ملك .
صمتت ملك وهي تنظر إلى مروان .
لف مروان رأسه إليها ووجدها ناظره إليه سألها بتعجب
هو فيه حاجة يا ملك
هزت ملك رأسها وهي تبتسم بارتباك وجلست على المقعد
ثم سألته بصوت لمس فيه الاهتمام
مالك يا مروان فيك إيه
نظر إليها مروان لمحت ملك حزن خفي ظهر بين حدقتيه الجبليتين وزفرة حارة انطلقت من بين شفتيه
والله مشاكل يا ملك .
ثم أعقب بعدها ببسمة مرة
متاخديش في بالك.
هزت ملك رأسها نفيا وقالت بإصرار
إزاي يا مروان مشغلش بالي إزاي لأ إحكيلي إيه حصل
وحزنه الشديد على بسملة وهي بمثابة روحه.
كيف لروحه أن تؤلمه وتقطع نياط قلبه كيف
أنصتت إليه ملك بكل هدوء وهي تهز رأسها ثم بعد أن إنتهى قال هي دي حكايتي يا ملك قصة حب وبإيدها بتنهيها.
ثم فتح كفه ووضع وجنته عليها وقال بابتسامة ساخرة
عندك حل لمشكلتي
قرب منها أكتر وحاول معاها روح معاها الجرعات الكيماوية اللي بتاخدها حتى لو صدتك وهتلاقيه قربت منك صدقني.
تعجب مروان من حل ملك وقال بجد ده الحل
أومأت ملك بثقة اكثر
أيوة هو ده الحل.
ثم قامت وهي تشير إليه
بص أنا عندي شغل دلوقتي أخلصه ونروح نفطر سوا
إيه رايك
اتسعت ابتسامة مروان
خلاص ماشي يا ملك .
تمام.
وأغلقت الباب خلفها تاركة مروان مرتاح البال لوجود زميلة مثل ملك تفهم مشاعره وأحاسيسه وتساعده في حل مشكلته العويصة مع بسملة حبيبته.
جلست روان ترتشف عصيرها في حديقة الفيلا وهي تفكر ب يوسف الذي لفت نظرها وسامته المفرطة ورجولته الآسرة وبالطبع قبل كل هذه الأشياء الفرعية ثرائه الفاحش ثم جلست معها هيام مداعبه خصلاتها بدلال
هزت روان رأسها وخصلتها البرتقالية وقعت على جانب وجهها
مفيش يا مامي عادي.
ثم سألت هيام وهي تضع كوب العصير جانبا
مقولتليش إيه رأيك في يوسف يا مامي
هتفت هيام بدهشة
معقول يا روني بتسأليني إنتي مشفتيش الكوليه اللي لابساه عزة ولا الصالون السينياه الللي جايبينه من باريس دول المستوى المناسب لينا يا حبيبة مامي.
إممم أكيد يا مامي و زيدي على كده كمان وسامة يوسف .
ضحكت هيام وعينيها تلتمع جشعا
وورث يوسف من باباه يا روني شوفي بقى تخيلي بقى لما مزرعتنا الكبيرة و يبقى معاها إسم الكيدي وأكبر منتجات سلسلة منتجات غذائية تبقى لينا.
ضحكت روان بجشع وامتزجت ضحكاتهما معا متمنيان أن تتم الزيجة
في أسرع وقت ممكن.
فترة لا بأس بها يومين أو أكثر و فادي لم يعود إلى أروى بعد أن أهانها وضربها ضړبا مپرح ولم تراه بعدها تفاجأت أنه فتح باب الشقة بمفتاحه.
نظرت أروى إليه بكره وهي تخرج من غرفتها وما زالت الچروح ذات أثر واضح على جانب جبينها اقترب فادي منها ووضع مفتاحه جانبا بعد أن اغلق الباب خلفه.
وقفل أقفال الشقة حاولت أروى أن تعود بقدميها للخلف ولكنه كان أسرع منها حتى التقط يدها وأعادها إليه بقوة مما جعلها تشهق وهي تنظر إليه ببندقيتها والألم بادي بهما ابتسم وهو يهمس بنفس ساخن لفح أذنها
وحشتيني يا أروى .
نظرت للأسفل ورفضت أن تجيبه رفع ذقنها بالقوة وقال بخشونه وعينيه ينبض منهما قسۏة مريرة
بقولك وحشتيني ايه مش هتردي عليه
فعلت أروى شيء لم تتوقعه من ذاتها فلقد أزاحت يده ودفعته بعيدا عنها قائلة
إبعد عني يا فادي .
عقد فادي حاجبيه وهدر بصوت غاضب وهو يقترب منها ويقبض على خصلاتها بقسۏة
أبعد! إنتي نسيتي نفسك يا بت إنتي أنا وقت ما أقولك وحشتيني يبقى تقولي و أنا كمان مش تقولي إبعد عني.
صړخت أروى من الألم حتى شعرت بقطع في حنجرتها
سيبني بقولك طلقني يا فادي مش عايزاك مش طايقاك مش...
قاطعتها لطمة كفه القوية وهو يهدر پجنون وعينيه تطق شررا
تطلقي و مش عايزاني مش فادي اللي يتقاله كده وأنا بقى هاخدك ڠصب علشان تتربي.
صړخت أروى وهو يسحبها من خصلاتها متجه إلى غرفة النوم.
ولا حياة لمن تنادي صدوا الجيران أذانهم عما يحدث ولا وجود للرجولة والشهامة محل بهذه المنطقة فما حدث خلف باب غرفة النوم لا يمكن وصفه سوى بالۏحشية الكاملة إنتهاك روح وقټلها في آن واحد.
نظر عدنان إلى ساعة يده الثمينة وهو يجلس في مكتبه الفخم ثم وجد سكرتيرته تخبره أن حسان الكلفتي قد أتى.
إلتمعت عيناه بظفر وهتف
خليه يدخل فورا.
طرقة سريعة على باب المكتب الخشبي السميك ثم فتح وظهر على عتبته شاب في أوائل العشرينيات يوقف شعره على أحدث صيحات تصفيفات الشعر وسلسال ذهبي يظهر من عنقه الأسمر وملابسه ليست بسيئة ولا بجيدة وقف أمام مكتب عدنان ومد يده يصافح عدنان قائلا
صباح الخير سعادتك.
صافحه عدنان وبين خبايا عينيه غموض وكأنه بئر بلا
________________________________________
1.
قرار.
جلس حسان وعينيه البنيه تحاول سبر أغوار هالة الأسرار التي أمامه حتى قطع عليه عدنان سيل أفكاره قائلا وهو يعود ويضع
ساق على ساق متأمل السېجار الذي بين يديه
طبعا عايز تعرف ليه عدنان الكيدي يطلبك إنت يا حسان
ابتسم حسان وقال بلهفة وهو يضع أنامله على طرف المكتب
الصراحة أه يا عدنان باشا أنا شغلتي إني بعمل دعاية و إعلان ومحترف في الشغلة دي.
همهم عدنان وهو ينزع الورقة المغلفة بالسېجار ويلقيها جانبا
هممم...سليم بس أنا عايزك في شغلانتك التانية يا حسان .
عقد حسان حاجبيه ولمس أزرار قميصه بطريقة عفوية
اسمحلي يا باشا مش فاهم.
ضاقت حدقة عدنان العسلية وتفوح منها الغموض أكثر وأكثر
شغلانتك يا حسان التانية.
زفر حسان بضيق
بس أنا يا باشا بطلت الشغلانة دي وكنت هروح فيها في المرة الأخيرة.
انقلب وجه عدنان لوجه مخيف وهو يشير إليه
لأ مش هتكون آخر مرة يا كلفتي .
إبتلع حسان ريقه بصعوبه وقد قلق من نبرة ونظرة عدنان التي لا تبشر بالخير عندما لاحظ عدنان الخۏف الذي لاح بعيني حسان علم أن ما سيطلبه سينفذ وإن طلب منه مراقبة القمر والإتيان به مذبوحا...سيفعلها.
طرق باب مكتب صالح وظهر على عتبته امرأة طويلة القامة ذات جسد ممشوق وشعر مصبوغ باللون الأشقر تتجه صوبه بعد أن أغلقت الباب خلفها.
تنهد صالح وهو يتفحصها بعينيه فهي فتاة بعمر مروان ولده وترتدي بنطال أسود ملتصق بساقيها وكأنهما شيئا واحد وكنزة صفراء تميل للون الذهبي وصوت فرقعة كعب حذائها يصدح في أرجاء الغرفة جلست وعلامات العبس على وجهها الممتلئ بمساحيق التجميل
أنا زعلانة منك خالص مالص يا لولو .
ابتلع صالح ريقه بصعوبة وهو يحاول أن يقاوم الفتنة المتجسدة أمامه وبصوت مبحوح خرج من فمه
أنا آسف يا كاتي متزعليش يا روحي هعوضك متقلقيش.
نظرت كاتي إليه بعينيها ذات العدسات الزرقاء اللاصقة متصنعة البكاء
ايوة بتضحك عليه بكلامك ده يا صالح .
قام صالح من مجلسه ودار حول مكتبه وهو يدنو بجزعه خلف كاتي ويضع يده على كتفيها بحنو
حبيبتي بټعيطي ليه دلوقتي مش قلتلك هعوضك.
قامت
متابعة القراءة