رواية طبقات فرقتنا بقلم الكاتبه ندا حسن
المحتويات
بسعادة وحب فياض لا متناهي تخرجه له لطالما حرمت من إعطائه لأحد.
______________________
ممكن أقعد معاكي شويه
كانت تجلس في مقهى راقي بعض الشيء واضعة قدم فوق الأخرى أمامها على الطاولة حاسوب مفتوح ويبدو أنها تعمل عليه وفنجان قهوة على الناحية الأخرى ترتشف منه لتستمع إلى هذا الصوت يطلب منها الجلوس وقد عملت على الفور من صاحبه أيعقل أن تنساه أيعقل أن تغفل عن صاحب هذا الصوت الذي جعلها تعيش أتعس الليالي بسببه وبسبب الخذلان الذي تعرضت له على يده
رفعت نظرها له لتراه ينظر إليها ب اشتياق شديد يظهر على ملامحه ربما أكثر من اشتياقها له حاولت رسم البرود على ملامحها وأجابته قائلة
ابتسم بسخرية على كلماتها ثم سحب المقعد وجلس أمامها يهتف بحب شديد واشتياق أشد قټله لليالي
وحشتيني ... وحشتيني أوي
نظرت إلى عينيه لثواني وهي تستشعر الكلمات التي خرجت من بين شفتيه بمشاعر فياضة لتعود مرة أخرى قائلة بجدية شديدة لم تعرف من أين حصلت عليها
أستاذ أكنان لو سمحت إحنا كنا كويسين وأنت بعيد وأنا بعيدة اتمنى أنك ترجع ما كان ما كنت
بقولك إنك وحشتيني أنت ايه يا شيخه ما كفايه بعاد بقى
وقفت على قدميها وأخرجت من جيبها بعض النقود ووضعتهم على الطاولة أمامها محاولة تجنب نقاش لن يأتي إلا بعواقب وخيمة وضعت الحاسوب بعد أغلاقه في حقيبته وهمت للذهاب ولكنه وقف على قدميه قابضا على معصم يدها يهتف بحدة وعصبية
نفضت يدها منه ثم صاحت فيه بحدة وعصبية وأخرجت كل ما كنته في قلبها منذ ذلك اليوم المشؤوم مما جعل كل رواد المقهى ينظرون إليهم باهتمام شديد
مين فينا اللي مابيحسش.. ولا تكونش كدبت الكدبه وصدقتها مين فينا اللي منغير قلب.. أنا اللي حاولت اعټدي عليك وقولت معلش كنت بخۏفك.. ولا أنا اللي خليتك تقع في حبي وتعشقني وفي الآخر تسبني.. ولا أنا اللي اتهمتك بالخېانة وضربتك مين. ما ترد ولا يكونش أنا اللي أخدتك بيتنا لأمي تمسح بيك بلاط البيت أنت وأهلك مين فينا اللي مكنش قد كلمته سكت ليه.. أتكلم
أنا عملت اللي طلبتيه مني شغلت كل شباب المنطقة عندك وعملت مشاريع للناس الكبيرة كل ده علشانك
استوقفته قائلة وهي تضغط على حروف كلماتها ببرود ومازال الأشخاص يتابعون جدالهم
صړخ قائلا بحدة وهو يغلي من الڠضب لبرودها ألم تشتاق له كما يفعل.
لا منتهاش يا منة سنة ايه دي اللي بتكلمي فيها السنة دي مفيش حاجه حصلت ليك إلا لما عرفتها من يوم تخرجك لحد النهاردة يا منة وإن كان في شيء انتهى هرجعه تاني أنا لسه عايزك
كنت بتراقبني
نظر إليها بذهول ثم هتف مجيبا إياها
هو ده اللي هامك.. بس لا ياستي أنا كنت عايز أعرف تفاصيلك ... منة تتجوزيني أرجوك وافقي
ابتسمت بسخرية مريرة ورفعت يدها الاثنين للأعلى تصقف بهم وهي تقول بمرارة وقد ظهرت خيبة الأمل على وجهها
هي عليتكم كلها كده مفيهاش رجالة.. بتعرض عليا زي أخوك ما عرض على سما يتجوزها لكن من غير علم الست الوالدة نبع الحنان والرقة صح بس لا يا معلم لا أنا ولا أختي كده لو حد من عيلتكم نقول ماشي لكن ولاد عمك محمود المحاسب متربين
ثم أخذت حقيبة الحاسوب وخرجت سريعا من المقهى دون أن تنظر خلفها وهي تتأكل من الداخل بسبب تلك النيران الذي سببها لها في ذلك الحديث المرهق بينما تتذكر وقفته أمامها وشعره الأسود اللامع وعيونه قاتمة السواد وجاذبيته الطاغية وكم كان اشتياقها له ېحرق روحها لتوبخ نفسها سريعا فهي تغلق كل الأبواب أمامه فلا تحلم به الآن
بينما الآخر جلس مكانه مرة أخرى واضعا رأسه بين يديه وهو عازم أمره من الأساس أن ينهي هذه المهزلة ولكن ظنها أنه سيتزوجها من دون علم والديه اخرب الأرض وهو عليها فقد كان سيتزوجها بحفل زفاف يتحدث عنه العالم ويعلم به الجميع نظر إليه من حوله منهم من نظر إليه بشفقة ومنهم من پغضبة بعد حديث الفتاة المچروحة لتركه لها وليس هناك أحد يعلم بچروحه هو
من قال أن الحب يصنع المعجزات إنه لا يصنع غير الاوجاع يصنع صرخات لا تخرج إلا في الليل بصمت لتكن نغمات تتراقص عليها كلمات الحب الزائفة لتكن ألحان تغرد وتغرد معها آهات قلب بات مېت من أثر معجزات الحب الذي يتحدثون عنها.
_____________________
عاد من عمله إلى منزل زوجته الثانية ولكنه لم يجدها به فذهب إلى بيته الآخر والذي عندما دلف إليه استمع إلى ضحكات زوجته العالية والمليئة بالسعادة والمرح دلف إلى الداخل ليجد طفله بين يديها وهي تضحك إليه وكأنه يفهم ما تفعله له ظل ينظر إليها من بعيد وهو يتأمل فرحتها بذلك الرضيع ويصعب عليه حالها كثيرا ولكن ما باليد حيلة لا يستطيع أن يفعل لها شيئا
دلف إلى الداخل وهتف متسائلا
هو غيث ايه جابه هنا دينا هنا أصل روحت البيت ملقتهاش وكلمتها كتير مش بترد عليا
رفعت نظرها إليه تستمع إلى حديثه ثم هتفت بعد أن وقفت على قدميها
هي كانت هنا جابت غيث وقالت أنها هتخرج مع أصحابها وقالت هتكلمك تقولك
سألها مضيقا عينيه باستفهام
الكلام ده امتى
من ساعتين تقريبا ... ممكن تمسك غيث ثواني أشوف الأكل اللي على الڼار
أخذه من بين يديها وهو ينظر إليه تارة وإليها تارة أخرى ليرى فرحتها به ظل يقف شاردا بها إلى أن أتت مرة أخرى وفاق على حديثها
يا خبر دا عامل حمام هاته أغيرله علشان يكون مرتاح
ابتسم لها بهدوء ثم خرجت الكلمات من شفتيه بعفوية وهو يعطيها الطفل
أنت جميلة أوي ... أنت إزاي كده
ابتسمت هي الأخرى بحب بالغ له وأجابته قائلة وهي تبتعد ب الرضيع
علشان أنت كده.
أنت بتتكلمي جد يا ماما يعني أنت خلاص وافقتي
صاح أكنان بتلك الكلمات مندهش من الحديث الذي استمعه من والدته حيث أنها وافقت على زواجه هو وشقيقه مصطفى من سما و منة وذلك بعد أن فكرت كثيرا في حديث عمر والذي أتضح لها أنه صحيح مئة بالمئة لذلك هي لا تريد خسارة أولادها كليا لذا حاولت أن تصلح أخطاء كثيرة فعلتها
وقف مصطفى على قدميه ثم هتف قائلا ببرود وسخرية
أنا مش مصدقك ومعنديش
متابعة القراءة