رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


إليهم بالذهاب لعملهم 
انصرف الحارسين بعد اشارته ينفضون أيديهم فهندم فتحي قميصه حانقا
 عالم مش بتيجي غير بالخناق 
 عايز إيه يافتحي
اشرقت ملامح فتحي بمكر فعلى ما يبدو إنه علم بالأمر من تلك الدخيلة التي أتت حارتهم وجعلت شقيقته تتمرد عليه وتفر هاربه ومن ستكون غيرها ملك
 اظاهر انك عرفت يا باشا وعشان نكشف ورقنا عايز أختي

قالها فتحي بعدما رفع رأسه بغرور فرمقه جسار بنظرة مزدرية من قمة رأسه إلى أخمص قدميه
 نكشف ورقنا!
تراجع فتحي للخلف وهو يري نظراته القوية صوبه لم تتغير ملامح جسار ولم تهتز منه شعره واحده وهو يستمع لنبرة فتحي المتعلثمه
 ده اختطاف أنثى يا باشا
ورغم مزاجة اليوم إلى إنه ضحك بقوة.. حدق به حارسي الأمن ولكن سرعان ما اشاحوا عيناهم عنه
 تعالا يا فتحي معايا عشان شكل الكلام هيطول
عاد الغرور يرتسم فوق ملامح فتحي وهو يدلف خلفه الشركة يطالع الموظفين حوله ويمسح فوق ملابسه الغير مهندمة ارتفع حاجبيه وهو يحدق بتلك الحسناء التي وقفت على الفور عند عودة مديرها
 عنده ستات بالجمال ده وهيبص لبسمة أختي
تمتم عبارته بصوت خاڤت فلم يسمع إلا حاله طالعه جسار بعينين كالصقر وقبل أن يغلق باب غرفته أصدر أمره بصرامة لتلك التي وقفت تنظر لهذا الرجل غريب الهيئة
 مافيش حد يدخل مفهوم
اماءت برأسها وعادت لعملها ولكن سرعان ما كانت تنتفض عن مقعدها تستمع لصوت صړاخ بالداخل
 أنت جاي تضربني في منطقتك يا باشا
لكمه جسار مجددا وقد وجد اخيرا أحدا يخرج به حنقه وغضبه
 بتتشطر على أختك وعايزاها تشتغل مع ناس بتوع ډعارة لا راجل يا واد
لهث فتحي أنفاسه وهو يحاول تفادي ضرباته والدفاع عن حاله ولكن جسار كان يفوقه قوة ومهارة
 أختي يا باشا وأنا حر
كاد أن يعود للكمه ولكن تلك المرة تفاده فتحي 
 انا بحاول اكون حنين معاك يا باشا
ابتسم جسار وهو يطقطق عنقه ف ازدرد فتحي ريقه
 مية الف جنيه تاخدهم زي الشاطر وترجع مكان ما جيت
حدقه فتحي بطمع فعلى ما يبدو أن شقيقته نالت رضاه ليدفع بعض الأموال من أجلها
 مش معقول يا باشا بسمه اختي تساوي عندك مية الف بس
ولكمة أخرى دفعه بها بعيدا فسقط فوق أحد الأرائك
 أنا بدفع فلوسي لواحد زيك عشان أخلص أختك منك اوعي تكون فاكر إن أنا ممكن ابص لواحده أخوها زيك.. فاحمد ربنا إني بتفاهم معاك
عاد الخۏف يحتل قسمات فتحي وهو يراه يميل صوبه يقبض فوق تلابيبه
 حبايبي في الداخلية كتير شكلك عايز ترجع السچن تاني
فبهتت ملامح فتحي ونفض حاله من قبضته تراجع جسار للخلف يرمقه بقوة
 اخلص هتاخد الفلوس وتمضي على وصل الأمانه وعدم التعرض ولاا أتصرف بمعرفتي
 نخلي المبلغ الضعف يا باشا وانسى إنك شوفتني ومعنديش اخت خلاص أنا قولت للحارة إنها راحت عند ناس قرايبنا تعيش معاهم لكن بالنسبالي اختي ماټت بعد ما هربت وفضحتني قدام الراجل بتاعي
وقع له عن المبلغ الذي وجده خساره به وبشقيقته ولكنه كما وعد ملك سيصون الأمانه 
 جدع يا فتحي 
بصق عبارته بازدراء واردف بنبرة جامده 
 المحامي بتاعي هيمضيك على كام ورقه وهتاخد الفلوس ومشوفش وشك تاني 
...
وقفت جانبا تمسح حبات العرق من فوق جبينها طالعت المطعم خلفها متنهده.. فهي تعمل بكل جد حتى تثبت للسيد صدقي إنها تستحق إكرامه عليها حينا سمح لها بنومها في المطعم بعد مغادرة الجميع.
اخرجت هاتفها الصغير تنظر إليه ترغب في مهاتفة شخصين لا غيرهم ولكن ملك لا تريد لها الاذى من فتحي شقيقها تراجعت عن الاتصال بها من شريحتها الجديدة حتى تهدأ الأمور وينسي فتحي أمرها ولكن الشخص الأخر كانت رغبة ملحة تخترقها لتهاتفه.
تراجعت لمرات عدة ولكن في النهاية شئ دفعها للأتصال تقنع حالها إنه فعل معها الكثير وجد لها عمل لدي السيد صدقي ذلك الرجل الطيب واعطاها بعض المال لتدبر به حالها رغم إنها رفضت المال ولكنه تركه للسيد صدقي يعطيه لها. 
انفتح الخط دون إجابة من صاحبه فخشيت أن لا يكون سجل رقمها بعدما أعطاها رقمه وبتعلثم تمتمت 
 جسار بيه أنا بسمة
 عارف في حاجة عايزاها يا بسمة
شعرت بالحرج من نبرته فابتلعت غصتها التي لا تعلم سببها
 ابدا انا كنت بطمنك أني استقريت في الشغل والسيد صدقي مبسوط مني
طال صمت جسار بعدما جلس داخل سيارته أسفل البناية التي بها مكتب المأذون وقد أنهي كل شئ بينه وبين جيهان التي حصلت على المال الذي ارضاها واقنعها إنها ستكون الخاسرة إذا لم تخرج من حياته فهو لا ېخاف من شئ ولا من الخسائر
 شكلك مش فاضي أنا بس
 تمام يا بسمة اتمنى متقصريش رقبتي قدام السيد صدقي
 حاضر
وبهمس خاڤت هتفت كلمتها انتهى الحديث وانحدرت دمعة سخية فوق خدها تخبرها إنها لا شئ في حياة أحد. 
كان عنتر يهبط من سيارته أمام المطعم وقد جاء ليأخذ المال كعادته وقف مكانه يطالعها وهو يمسح فوق شاربه
 البت رغم إنها مش حلوه بس جسمها كله تضاريس
بلل شفتيه بلسانه واقترب منها ولكن قبل أن يصل إليها كانت سميرة تخرج من المطعم تحمل النفايات لتضعها في موضعها 
توقف مكانه وتراجع وعينين سميرة عليه تهتف اسمه 
 عنتر 
فاقت بسمة من أفكارها والتفتت نحو الصوت فاسرعت بخطواتها نحو الداخل فرؤيتها لهم تذكرها باقذر الأشياء شناعة قد رأتها في حياتها 
....
تجمدت في حركتها بعدما كانت تطرق الأرض بكعب حذائها.. تعلقت عيناها بتلك التي تحمل بعض الأوراق ثم جلست على أحد المقاعد أمام مكتبها تنظر للأوراق بتدقيق ...
اقتربت من تلك الساحة الواسعة التي تحتوي على بضعة مكاتب حتى تتأكد مما رأته عيناها
 مش معقول بقى مشغلها هنا في المؤسسة 
 مدام دينا مستر حازم مستني حضرتك في مكتبه
هتفت احدي الموظفات المختصين بمهام الإدارة وخدمة العملاء فتحركت دينا من أمامها نحو الطابق الذي يحتل به مكتب حازم وبعض المحامين المختصين بالقضايا الكبرى ولكنها توقفت تتسأل
 مين البنت ديه 
قطبت الموظفة حاجبيها تنظر نحو ما تشير إليها
 اصل بصراحه بشبه عليها 
 اه قصدك فتون. ديه متدربه جديده ومتوصي عليها من حازم بيه
رفعت دينا بعض الخصلات عن جبهتها تحاول سحب بعض المعلومات من الواقفة 
 حازم بيه بس اللي موصي عليها 
 هو ده اللي اعرفه يا فندم
تعالت السعادة فوق ملامح دينا فعلى ما يبدو أن سليم بدء يراها دون مستوى هكذا كانت تفسر دينا لحالها 
غادرت دينا المؤسسة بعدما انهت بعض الإجراءات التي وكلتها لحازم..
صعدت سيارتها ترتب خصلاتها وسرعان ما كانت شهيرة تخطر على بالها
 نعم يا دينا ياريت تقولي اللي عايزاه عندي اجتماع مهم
ارتفعت شفتي دينا بابتسامة ماكرة تتخيل ردة فعل شهيرة حينا تعلم أن الزوجة الأخرى أصبحت تعمل في مؤسسته الخاصه بالمحاماة
 مرات سليم
اغمضت شهيرة عينيها حانقة فهي لا تحب سماع تلك العبارة فاتسعت ابتسامة دينا وهي تدرك إنها أثارت غيرتها وعليائها ادعت دينا عدم قصدها متمتمه
 قصدي الخدامة.. 
واردفت بهدوء ومكر
 تصدقي يا شهيرة سليم مشغلها عنده في المؤسسة لا والكل على لسانه مرات سليم باشا حقيقي مش قادره أصدق إزاي سليم يطلع واحده زيها لفوق لا وبكره ينقلها ملكية المؤسسة
واستطردت بتعاطف مصطنع تجيدة 
 فاكره لما موفقش يكتب ارض الساحل باسمك رغم إنه عارف إن الأرض كنتي ھتموتي عليها عشان المشروع اللي بدء فيه هو دلوقتي
قبضت شهيرة فوق القلم الذي انقسم لنصفين فتسارعت
 

تم نسخ الرابط