رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


عمره ما هيعوضني عن بنتي ولا مستقبلي اللي ضاع بسببك 
صمتت جيهان لثواني تنظر إليه وللمال 
ومدام مش عايز فلوس جايبني ليه هنا 
عشان أعرف حقيقتك يا هانم! 
الټفت خلفها وقد ارتسمت الصدمة فوق ملامحها تنظر نحو الواقف على مقربة منهما 
جسار! 

دلفت الشقة بعد يوم طويل ومرهق تجمدت في وقفتها وهي تستمع لذلك الضجيج القادم من المطبخ سارت بخطوات بطيئة فبدء الأمر يتضح لها إنها أصوات ضحكات وهناك ضحكة طفولية تسمعها وقفت على أعتاب المطبخ فتعلقت عينيها بتلك الصغيرة التي تأكل طعامها بنهم وأمامها جهاز لوحي تشاهد عليه فيلمها المفضل من الرسوم المتحركة 

رفعت الصغيرة عينيها عندما شعرت بوجود شخص ما رمقتها الصغيره في صمت
خديجة مالك سكتي ليه يا حببتي اجبلك العصير بتاعك 
الټفت السيدة ألفت نحو الصغيره وقد فهمت سبب صمت الصغيرة 
فتون 
بخفوت خرج صوت فتون وقد اقتربت منهما 
مدام ألفت 
ابتسمت ألفت بسعادة وقد أدركت فداحة الخطأ الذي اقترفته للتو من نطقها لاسمها مجرد 
أسفه ياهانم 
ولكن إقتراب فتون منها ثم إحتضانها لها جعلها لا تصدق فعلتها 
ضمتها السيدة ألفت بقوة وقد دمعت عيناها ابتعدت عنها فتون فمسحت السيدة ألفت دموعها تشير نحو الصغيرة التي أخذت تطالعهما بترقب 
ديه خديجة بنت سليم بيه!
الفصل الثاني والثلاثون 
_بقلم سهام صادق
علقت عيناها بها طويلا دون سبب والصغيرة كانت مثلها تنظر إليها وتنتظر أن تعرف هوية تلك التي تقف تطالعها بفضول ظنت السيدة ألفت للحظات أن فتون لم تتقبل الصغيرة 
وشيئا فشئ كانت السيدة ألفت تلتقط أنفاسها وملامحها تنبسط بل وتتسع إبتسامتها وهي ترى المبادرة من الصغيرة التي تركت مقعدها وهندمت ثوبها كسيدة إستقراطية وليست طفله لم تبلغ بعد أربعة سنوات
أنا ديدا سليم رأفت النجار 
مدت الصغيرة يدها إليها ببراءة تنظر نحو فتون التي سرعان ما كانت تنحني نحوها وتمد يدها هي الأخرى إليها 
وأنا فتون 
فتون إية 
سألتها الصغيرة كما أعتادت أن تسأل حينا تخبر أحدا باسمها كاملا ضحكت السيدة ألفت فالټفت الصغيرة نحوها حتى ترى لما مربيتها قد ضحكت 
خديجة فتون مرات بابا وتعتبر ماما الجديدة مش بابا قالك تسمعي كلامها 
عادت عينين الصغيرة تتسلط نحوها فابتسمت فتون تجيب على سؤالها وقد وقعت بالفعل في حب الصغيرة 
اسمي فتون عبدالحميد اجاوب على أي سؤال تاني 
ثم اردفت مازحه وهي تلتقط منها قبلة من فوق وجنتها الشهية 
أي سؤال من خديجة هانم أنا هجاوب علطول 
طالعتها الصغيرة بضيق فلم تتقبل مزحتها ببساطة ورفعت كفها الصغير تمسح قبلتها وعادت نحو مقعدها تجلس عليه
اڼصدمت ملامح فتون من تصرفها كحال السيدة ألفت بعدما ظنت أن الصغيرة تقبلت فتون ببساطة 
خديجة مش عيب كده 
عقدت الصغيرة ساعديها أمام صدرها تطالع مربيتها بعبوس
أنا عايزة أكلم بابي 
إحنا لسا مكلمينه من شوية يا حببتي 
لا أنا عايزة اكلم بابي دلوقتي 
بكت الصغيرة فانحنت السيدة ألفت نحوها تحاول تهدأتها ولكنها استمرت في البكاء تراجعت فتون للخلف قليلا وقد ألمها نفور الصغيرة منها وخاصة عندما مسحت قبلتها وها هي تبكي دون توقف كادت أن تغادر
المطبخ وتنسحب ولكنها عادت تنظر نحو الصغيرة واقتربت منها 
تعرفي إنك جميلة اوي زي خديجة هانم 
كفت الصغيرة عن البكاء عندما استمعت لاسم خديجة العمة 
ديدا الكبيرة حلوه زي ديدا الصغيرة 
هتفت الصغيرة عبارتها بأعين باكية وطالعتها وكأنها تنتظر سماع المزيد عن عائلتها لتتأكد أن التي تتحدث معها ليست غريبة عنهم ابتعدت عنهم السيدة ألفت فأخذت فتون تخبرها عن مزرعة الجد عظيم وعن الفرسه سكرة 
كانت الصغيرة مندمجة بشدة رغم إنها لم تذهب إلى تلك المزرعة إلا مرة واحدة منذ أشهر وذاكرتها الصغيرة لا تتذكر إلا مجرد مقتطفات بسيطة 
ديدا الصغيرة مشفتش جدو عظيم بس بابا بيقول إنه كان هيحبني اوي لو كان شافني 
ورفعت كفيها الصغيرين عاليا كما علمها والدها حينا تدعو لأحد 
ربنا يرحمه هو عند ربنا 
تلاقت عينين السيدة ألفت بفتون التي أخذت تحملق بالصغيرة 
احضرلك العشا يا بنتي 
واردفت متسائله بعدما أطرقت عينيها أرضا 
لو عايزانى اقولك يا هانم زي ما كنت بقول لشهيرة هانم 
لاء أنا مش هانم يا مدام ألفت أنتي نسيتي أنا كنت إيه زمان فتون مرات السواق الخدامة
رفعت السيدة ألفت عيناها نحوها فابتلعت غصتها وهي تراها كيف تدور بعينيها في المكان وكأنها تتذكر السنوات الماضية نعم المكان قد اختلف ولكن الذكريات ظلت عالقة 
تثاوبت الصغيرة بعدما اخذ النعاس يحتل جفنيها فاغلقتهما 
ولكنها ظلت تردد 
احكيلي حدودة يا دادة 
التقطت السيدة ألفت يدها حتى تنهضها عن مقعدها 
ما أنتي عارفه إني مبعرفش احكي حواديت يا خديجة زينب هي اللي بتعرف تحكي وهي مش هنا دلوقتي في الفيلا 
زمت الصغيرة شفتيها تحدق في عينين مربيتها العجوز كما تخبرها السيدة ألفت بحالها دوما عندما تطلب منها أشياء فوق إستطاعتها بسبب سنوات عمرها ولولا رغبة سليم بتربيتها لطفلته لكانت تركت تلك المهمة لغيرها 
علقت عينين فتون بهما فقد سارت الصغيرة صامتة جوار السيدة ألفت دون أن تجادل وكأنها تقبلت الأمر 
مسحت فوق وجهها بإرهاق فاليوم كان طويلا قاسېا عليها وخاصة إنها أصبحت تتعامل مع جنات في المطعم وكأن لا شئ قد سمعته وجنات بدأت تشعر بتغيرها 
إحنا ممكن نطلب من فتون تحكيلك حدودة يا خديجة 
وعلى بعد خطوات قليلة كانت تقف السيدة ألفت تنظر في عينين الصغيرة التي عادت بعينيها الواسعتين ذو اللامعة البريئة الصافية تنظر نحو تلك الغريبة وكأنها تنتظر منها جواب 
ابتسمت السيدة ألفت وهي ترى نظرات فتون السعيدة وقد اماءت لها برأسها 

حطم كل شئ حوله پجنون قڈف وركل كل ما أمامه ملابس مبعثرة في كل مكان وها هو يجلس فوق الفراش ساقيه تتدلى أرضا وعقب سيجارته بين شفتيه 
سوق براحة يا حبيبي
ضحكات ثم صړاخ ثم ظلمة وبعدها لا شئ 
البقاء لله لازم تتقبل مۏتها يا بني المۏت علينا حق وأنت ملكش ذنب في مۏتها 
وهو يردد دون توقف 
أنا السبب أنا السبب أنا اللي مۏتها قالتلي سوق براحة قالتلي بلاش نسافر في الوقت ده بس أنا اللي صممت 
ومقتطفات أخرى تسير أمام عينيه والذكريات التي لم ينساها يوما أبت الليلة أن تتركه 
للأسف خسړت شغلك يا حضرت الظابط اعذرني إني ببلغك بالخبر ده بس ده المفروض الإجراء اللي بيتخذ في حالتك 
والسيدة فاطمة تواسي 
كان حلم باباك تمسك شغله وتدير شركته وتكبرها بس هو الله يرحمه محبش يضيع حلمك 
والسخرية ترتسم فوق شفتيه 
هديرها وأنا أعمى 
وطبيية نفسيه وراء أخرى والكل يغادر لا أحد يحتمل ذلك الأعمى الفظ
مدام فاطمة ولاد عم المرحوم بقوا طمعانين في الشركة وعدم وجودك
 

تم نسخ الرابط