رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


الصمت ما تريده منها 
 أنا بقولك إنه معاه بنت عشان تعرفي إنه كمل حياته وكنتي ولا حاجة يا فتون 
أرادت جنات أن تجعلها تفقد أي مشاعر تقودها نحوهوقد أصابة الكلمه هدفها هي لا شئ وهي تعرف ذلك تماماوضعت جنات يدها على كتفها 
 اوعي يا فتون تنسى هو عمل فيكي ايه
...
انتفضت من غفوتها تنظر حولها تضع بيدها على قلبها حتى اخذت أنفاسها تهدء رويدا.. عادت لوسادتها ثانية تضع رأسها عليها تحدق في السقف بشرود

 ليه جتيلي في الحلم يا مهاديه أول مره.. عايزه مني ايه 
ورغما عنها سقطت دموعهالم تكره مها يومامن فرقتهما هي ناهد وحدهاشقيقتها كانت تسير خلفها تنفذ اوامرها وقد افسدها الدلال 
عاد الحلم يقتحم مخيلتها في صحوتهافالحلم غريب.. مها تبكي لها ثم تسقط داخل البئر تصرخ بها أن تنفذها 
وهكذا استمر تفكيرها بالحلم طيلة اليومحتى هاتفت أخيرا حالها 
 أنا هكلم ميادةواسأل عن ولادها 
والإجابة كانت تحصل عليها من ميادة...عبدالله الصغير مريض ومنذ اسبوع اجري عملية بالقلب و رسلان عاد لأرض الوطن وانفصل عن العائلة بأطفاله 
 رسلان أخد الولاد يا ملك من ماماأنا مش عارفه ليه بيعاقبها كدهطب هما ذنبهم إيه يتبهدلوا كده والولد مريض والتاني مبقاش ياكل وكأنه حاسس بأخوه 
وبعدما كان الحلم وحده ما يورق مضجها أصبح ما سمعته أيضا يحزن قلبها على الصغيرين 
...
وقفت أمامه بعدما اتخذت قرارها الأخير بعد أيام عديدة
 سليم إحنا لازم ننفصل
التف إليها وتوقفت يديه عند منتصف صدره ثم عاد يكمل إحلال ازرار قميصه...
اقتربت منه فتلاقت عيناهم لوهلة عبر مرآة الغرفة 
 سليم ده في مصلحتنا ومصلحة بنتنا
وعند تلك النقطه عاد ينظر إليها ينتظر سماع المزيد مما ستخبره به
 حامد حط طلاقنا شرط قدام إني أكون رئيسة مجلس الإدارة.. إحنا ننفصل لحد ما كل حاجة تبقى في أيدي وبعدين
 وبعدين إيه يا شهيرة
خرج صوته متهكمافتراجعت للخلف تنظر إليه تبحث عن رد منطقي تقنعه به
 نرجع لبعض من تاني وهنكون إحنا الكسبانين
صدحت ضحكته حتى دمعت عيناه فشعرت وكأنه قد فقد عقله
 سليم إحنا ناس بتوع بيزنس لازم ندور على اللي يكسبنا
واقتربت منه مجددا تتحسس صدره بأظافرها المطلية تنظر في عينيه تنتظر الإجابة....ابتسم إليها ومال برأسه نحو كتفها فاغمضت عينيها بإنتشاء
 أنتي طالق يا شهيرة
رفع عينيه نحو ذلك المبنى بعدما تأكد من العنوان.. 
إنه هنا في فينيسيا من أجلهاصعد الدرجات القليلة الفاصلة بين المبنى والشارع ومن ثم صعد الدرج حتى الطابق الرابع ينظر للشقتين المقابلتين لبعضهم
إلتقط أنفاسه التي أخذت تتسارع وكأنها تشتاق ثواني مرت وهو يقف هكذا شئ يخبره أنه فعل الصواب وشئ يدفعه أن يتراجع
كاد أن يرفع يده حتى يدق جرس البابفانفتح الباب ببطء وتعلقت عيناه بها ينظر إلى تفاصيلها التي أشتاق إليها يهتف اسمها كما هتفت هي اسمه 
 جيهان 

 مراتك فين يا حامدمبقتش أشوفها ليه هي وابنها
تجمدت عينيه نحوها ثم عاد لأرتشاف قهوته
 طلقتها! 
شهقت شهيرة بخفوت تنظر إليه ببعض الدهشة ولكن سرعان ما زالت دهشتها وارتسمت السعادة فوق محياها فها هي تخلصت من دينا فقد كانت تخشي أن ينجب شقيقها منها ويضيع كل شئ من يدها
اتخذت الأمر مزحة لم تعجب حامد الذي رمقها ساخرا 
 مكانتش لايقة عليك الصراحه يا حامد
 ولا ابن النجار كان لايق عليكيأكيد أنتي عارفه السبب
تجهم وجهها وقد فهمت مقصده وقد چرح أنوثتها 
 سليم عمره ما فرق معاه فرق السن بينا يا حامد...صحيح هو محبنيش بس عمره ما جرحنيعشان كده سيبتله بنتي هو يربيها هيبقى احن عليها مني ومنك يا حامد 
ارتفعت شفتيه مستنكرا تلك الخطبة العظيمة التي تمدح فيها شقيقته ابن النجار وحفيد رأفت 
 عارفه أنا طلقت دينا ليه
واردف منتشيا يرفع حاجبيه متهكما ينتظر رؤية ملامحها 
 كانت بتحب جوزك وعايزاه
اڼصدمت ملامح شهيرة تحدق به لعله ېكذب عليها
 و سليم 
وخرجت باقية الكلمات متعلثمة فابتلعت لعابها
 كان بيحبها 
تسألت وخشيت أن تسمع الإجابة ولكنه أعطاها ما أرادت ينظر إليها متشفيا ويلقى عليها إحدى الصور
إنحنت تلتقط الصوره تنظر نحو ملامح تلك الصغيرة وقد إرتجف قلبها
 اسمها إيه
والإجابة اخذتها منه بعد ضحكة صدحت بالإرجاء
 فتون
...
لم يتحمل رؤية المزيد من دموعها.. دموع أجادتها حقا.. فجعلته يصدق كل كلمة اخبرته بها عنها انسحب عقله وانسحبت كل ذكرى جميله كانت فيها خير من وقف جانبه ولم يفكر إلا إنها حاربت حبه وكادت أن تدمر سعادته 
اقترب منها يضمها إليه أسفا 
 مكنتش فاكر إن ملك ممكن تطعني في ضهري وتعمل كده 
دفنت رأسها بحضنه تتشبث به وصوت شهقاتها يعلو 
 أنا أسفه يا جساربس هي لما قالتلي كده أنا قولت لازم أبعد 
وابتعدت عنه تنظر في عينيه ودموعها مازالت ټغرق خديها 
 كان صعب عليا يا جسار أعرف إنك مش بتحبني وإنك متعلق بيا بسبب إن فيا شبه من مراتك الله يرحمها 
ازدادت شهقاتها واشاحت عينيها بعيدا تضع بكفها فوق فمها 
 قالتلي إن ولا حاجة في حياتك وإن بسهوله هتقدر تستغني عني وترميني 
كانت بارعه في رسم دورها وكان هو أمامها كالمغيب.. إحداهن ماټت وكانت إمرأة لا تعوض وأخرى كانت أكثر النساء عطفا و وفاء وإخلاصحتى زوجة أبيه السيدة فاطمة كانت إمرأة عظيمة ربته وكأنها أمه أعطته حنانها وحبها دون بخلنساء مروا بحياته أثبتوا له كل المعاني الجميلة قدموا له كل شئ.. وهنا كان وقت السقوط
رفع كفيه نحو خديها يجفف دموعها بأنامله بعدما اجتذبها نحو وتلاقت عيناهم 
 جيهان أنا مبقتش قادر ابعد عنك.خلينا نتجوز يا جيهان 
تسارعت دقات قلبها طربالقد ربحت وحصدت ما سعت لأجله بعدما أنهى رسلان اللعبه وصرفها بعيدا.. ابتلعت لعابها تنظر إليه غير مصدقه 
 نتجوز 
 أيوة نتجوز يا جيهانعايزك تكوني مراتيأنا مبقتش عايز غيرك 
....
اندمجت مع لحن الغنوة التي تصدح نغماتها من هاتفها.. تتراقص ساقيها وتحرك رأسها في متعة وهي ترى كيف أجادة صنع كعكة العيد ميلاد الضخمة 
انفتح باب المطعم فرفعت عينيها وقد توقفت حركتها.. تنظر نحو القادم فرسمت ابتسامة لطيفة على محياها ومسحت يديها واقتربت منه بعدما القت نظرة نحو الطاولات القليلة المرتصة بعناية بمفارشها النظيفة 
 اتفضل يا فندم 
طالع الرجل المكان بنظرة فاحصة وترتها.. فرغم تلك التعاقدات مع بعض الشركات التي أتت إلى المطعم ولكن المطعم زبائنه قلائل بل لا يعدواإنها تعتمد على ربح إعداد الأطعمة وتجهيزها 
 الباشا محتاج يحجز المطعم النهاردهالمطعم لفت نظرة وهو معدي على الطريق فعايز يجرب اكله 
تهللت اساريرها وقد دلف للتو ذلك الشاب الذي لم يتجاوز عمره التاسعة عشر واقترب منهما وقد سمع العرض فتهللت اساريره هو الأخر 
 الباشا.. باشا مين حضرتك 
تسألت فتون بقلقفمطعمها بسيط لن يروق لتلك الطبقة خاصة بموقعه في تلك المنطقة البسيطه النائية بعض الشئ 
 ايوة يا أستاذةعنده إجتماع مع وفد ياباني.. ها هحجز ولا أشوف مكان تاني 
اسرع أحمس في جذب ورقة وقلم من فوق سطح الرخامة 
 لا لا يا يا باشا أتفضل قول طلباتك وكل اللي عايزهمش كده يا فتون 
تلاشي توترها ونظرت نحو أحمس 
طالعهم الرجل بنظرة شامله قبل أن يهتف بطلبات سيده 
 بكره الساعه 6 مساء 
غادر الرجل بعدما تمم على كل شئ يجب أن يكون معد وألا يخجلوه أمام سيده وضيوفه 
 مالك
 

تم نسخ الرابط