رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
بتاعتك أنت وإحنا بقينا ولا حاجه
بنظرة مستهزءة رمقه أمير بعدما تمكن من إلتقاط أنفاسه
عرفوا يخلوك نسخة اپشع منهم نسخه مليانه سواد.. سواد ممكن ېقتل صاحبه في يوم
غادر أمير بعدما القى عليه نظرة أخيره يشعر بالشفقة عليه كما كان يشعر على حاله ولكنه تحرر منذ وقت طويلا من سواد النفس والحقد الذي سعت والدته بشدة لتزرعه داخله نحو كاظم.
لحظات مرت عليه وهو جالس فوق أحد الأرائك التي تضمها غرفة مكتبه الفسيحة يستمع لصوت سكرتيرته من خلفه وقد بدأت ساعات العمل.
حاول النهوض بثبات بعدما سيطر على ظلام ذكرياته المرسخة داخله ينظر نحو سكرتيرته التي وقفت منتظرة رده عن طلب قهوته وإطلاعه على بريد اليوم.
.
توقفت جنات في منتصف الحجرة بعدما جهزت جلستها الاسترخائية وارتدت ملابس الرياضة ووضعت زجاجة الماء قربها تزفر أنفاسها ببطئ قبل أن تضغط على زر التشغيل بالجهاز اللوحي وقد وضعته أمامها لتشاهد أحدى الحلقات الرياضية المخصصة للنساء في شهور حملهم.
بدأت تطبق كل حركة تشعر بثقل جسدها الذي امتلئ بالفعل حانقه من نفسها لأنها لا تفعل شئ سوى أكل الطعام ومشاهدة التلفاز تخبر حالها لو إنها كانت بالوطن لخرجت للترفيه مع فتون أو ربما كانت مازالت تعمل أو فتحت مشروعها الذي كانت تخطط له مع أحمس وفتون وقد ضاعت جميع الخطط لأن الجميع أنشغل بحياته
وكلما أخطأت في فعل إحدى الحركات وتطبيقها كان حنقها يزداد منه
لم تسمع غلق الباب ولا بصوت إلقاءه لأشيائه بسبب سماعة الأذن التي وضعتها في كلا أذنيها للتو مع بدء التمرين الأخر الذي يحتاج لموسيقي تمنح الاسترخاء.
ضاقت عينين كاظم وهو يراها بتلك الوضيعة وكأنها في نادي رياضي بتلك الملابس التي ترتديها وذلك الحذاء
جنات
صوته خرج قويا پحده لشدة ما يشعر به من ضيق ولكنها لم تسمعه
جنات
هذه المرة خانتها ذراعيها فانبطحت أرضا تنتبه على حذائه اللامع ترفع عيناها نحوه تقطب جبينها في دهشة لمجيئه بهذا الوقت.
أزالت عنها سمعت الأذن تنظر إلى يده التي يمدها لها
امتقعت ملامحها من فظاظة عبارته تمد له كفها ساخطه
وهي الست الحامل متنفعش تعمل رياضه
ارتفعت زواية شفتيه وهو يراها تنهض بصعوبة
ردك يا حببتي ديما جاهز
التوت شفتيها في سخريه وقد عاد الدوار يداهمها.. فاطبقت فوق جفنيها بقوة تقاوم ثقل رأسها
أسرع في إسنادها ولكنها كالعادة عليها أن تظهر له بأنها قوية ولا تحتاج له
زفر أنفاسه بضيق فهو ليس اليوم بمزاج يسمح له بتقبل مزاجها السئ
جنات ممكن منتجادلش النهارده
ابتلعت حديثها تنظر إلى ملامح وجهه التي لا تحتاج لتفسير
صمتت عن الحديث ولا تعلم لما ألح هذا السؤال في عقلها التو رغم إنها تعلم أن كاظم لن يمنحها جواب يسعدها
كاظم هو أنا جميلة
ضاقت عيناه ينظر إليها يستعجب سؤالها
طالت نظراته نحوها فكيف له أن يعرف الجواب ولم يهوى من قبل أمرأة فالنساء جميعن كانوا شيئا واحد بالنسبه له
ابتعدت عنه وقد علمت الجواب دون أن ينطقه شعرت بيده تجذبها إليه وسرعان ما كان يحاوطها بكلا ذراعيه يقربها نحو صدره يدفن رأسه في تجويف عنقها هامسا
ولو قولتلك إن كل حاجه فيك جميله ياجنات
اصابها الذهول وهي تسمع ما كانت تراه مستحيلا تلتف بجسدها إليه لعلها تتأكد مما سمعته أذنيها
كاظم
وضاع باقية الحديث بين شفتيه
..
علقت عيناه بها وهي تحمل قهوته وعيناها عالقة نحو عبدالله الصغير تبتسم على حركاته وسقوطه الذي يتعمده ثم نهوضه.
صغيرها الجميل الذي يحاول الترفيه عنهم مستمتعا معهم بالجو العائلي الذي افتقدوه يخفف عنهم ما يشعروا به من فقد فهو وحده من يحتاج هذا وعلى ما يبدو أن نعمه الصغر لها تأثير كبير في النسيان وإستعاب ما يدور حولهم
الولد مبسوط أوي
تمتم بها رسلان وهو يلتقط منها فنجان قهوته وعيناه هو الأخر أتجهت نحو صغيره الحبيب
بقاله مده محسش بإهتمامنا بيحاول يبسطنا
قاومت ملك ذرف دموعها تشعر بيده تقبض فوق يدها بقوه داعما لها
قولنا هنحاول يا ملك هنحاول عشانه
حركت رأسها مؤكدة على ما اتفقوا عليه ليلا ولكن قلبها ېخونها رغما عنها وهي تتذكر فقدها للأخر وشوقها له وجنينها الذي فقدته قبل أن تعرف بوجوده.
داعب لحيته مشمئزا من طولها حتى يغير حديثهم نحو شيئا أخر يلهيهم قليلا
حاسس إني بقيت زي رجل الكهف
ورغما عنها كانت تبتسم وهي ترى نفوره تمد يديها نحو لحيته
محتاج تحلقها يا رسلان كده المرضى هيبدئوا يخافوا منك
فلتت ضحكته بصوت مسموع وهو يرى صغيره يهرول نحوهم بعدما رأى تقاربهم ډافنا رأسه في حجرها ثم التف نحوه جاذب له من ملابسه حتى يحمله ويداعب هو الأخر لحيته
بابا بتشوك..
خرجت قهقهت الصغير بعدما شعر بخشونتها يضم كفيه إليه ثم يمسحهم في ثيابه
أعاد الصغير الأمر ثانية وهذه المرة رغما عنهم شاركوه الضحك
داعبه رسلان دامغا خديه ببعض القبلات.. والصغير ينفر ويبتعد عنه ضاحكا
ملك.. رسلان هيعورني
ضحكت ملك تسرع في ضمھ إليها تبعده عن قبلات رسلان
يلا نهرب ونجري بعيد عنه
والصغير أعجبته اللعبه يطلب منها الركض بعيدا والإختباء عن قبلات والده المتوحشة.
صدحت الأصوات في الحديقه فوقفت الخادمة والمربية ينظرون نحو سيدهما يستعجبون تبدل الحال..وعلى ما يبدو أن المنزل لن يعد مهجورا بعد الأن رغم وجود أصحابه
ارتسمت الابتسامة فوق شفتي الخادمتين وهم يروا سيدهم الطبيب يركض خلف زوجته وطفله الذي صمم أن يترك حضن والدته ويركض معها
التقطه رسلان من ملابسه قابضا عليه
بقى أنا وحش يا عبدالله هتشوف الۏحش هيعمل فيك إيه دلوقتي
والصغير ېصرخ هاتفا باسم ملك التي وقفت تلتقط أنفاسها ضاحكة تنظر نحو صغيره وهو معلق بالهواء ويحرك ساقيه
ملك الۏحش مسكني
اقتربت منهم ملك لا تقوى على إلتقاط أنفاسها من شدة الضحك فصغيرها الحبيب يستنجد بها
نزل الولد يا رسلان مالك معلقه كده.. حبيب ماما متخافش هاخدك منه وهنعاقبه
عضيه يا ملك عضي الۏحش
لم تتمالك ملك ضحكاتها التي شعرت معها وكأنها تعود للحياة.
....
حدقت بها السيدة سعاد بنظرات حائرة وهي تراها ترتب الأغراض التي جلبها العم جميل بذهن شارد حبات البطاطس تضعها مع حبات الطماطم وعلب العصائر تتركها جوار علب الزيت
اقتربت منها السيده سعاد بعدما سقط منها طبق الفاكهة وتناثرت حبات الفاكهة حولهم
خدي بالك يا بسمة
توترت بسمة وهي ترى ما أحدثته بسبب شرودها تنظر نحو السيدة سعاد بملامح تحمل الصدمة
أسرعت في لملمت ما أحدثته من فوضى
خليكي أنت يا داده متوطيش عشان ضهرك
أنا مش عارفه مالك يا بنت مسهمه مع نفسك مع إنك كنت الصبح بتضحكي وتزرعي الورد في الجنينة
هتفت السيدة سعاد عبارتها تنظر لها وهي تلملم ما تناثر تتسأل عن السبب الذي جعلها شاردة هكذا
هو أنت سمعتي حاجة عن ملك هانم الواحد قلبه وجعه على اللي حصلها.. غلبانه وطيبه واميرة في نفسها متستهلش كل اللي
متابعة القراءة