رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
وكان من حظه أن يراه هنا في إيطاليا.
صديقه غادر بعجالة بعدما تلقى إتصالا هاما معتذرا منه فقد أراد الجلوس معه لفترة أطول.
طالع هاتفه بتوجس بعدما رأي رسالتها وقد ضاقت عيناه مدهوشا من طلبها
عايزة برقوق يا كاظم
ركز بالرسالة لمرات هي تصف له حجم ولون وطعم البرقوق الذي تريده
ورغما عنه كان يبتسم مجيب على رسالتها
اصطدم دون قصد منه بأحد الأشخاص فالتف معتذرا منه
تقبل العامل اعتذاره. فتوقف مكانه للحظات يحملق في جسد المرأة التي أخذت خطواتها تقترب من المصعد هي لم تراه لانشغاله بمطالعة الهاتف.
وعبارة واحدة عادت ټقتحم ذاكرته هذه المرة بأهتمام صديقه الذي التقاه وغادر قبله الفندق اخبره إنه رأي شقيقه أمير فهو يتذكر شكله ولم يتمكن من مصافحته وتذكيره بنفسه لأنشغاله بمكالمة هاتفيه
معقول خديجة النجار عشيقة أمير
الفصل الثامن والخمسون
_ بقلم سهام صادق
احتضنت الكتاب خاصتها ببعض الخجل تقاوم تقدم قدميها نحو غرفة مكتبه تخشى أن تجد الإهانة منه والتقليل ولكن هو من أخبرها هذا الصباح بعد أن اخبرته عن صعوبة دورة اللغة الإنجليزية بالنسبة لها
اكتشفت إنها سريعة الفهم في دورة الحاسوب لكن أمر اللغة كان صعب عليها.
طرقت غرفة مكتبه فخرج صوته سامحا لها بالدلوف.
ظنها السيدة سعاد ولكن فور أن علقت عيناه بها ابتسم إليها وهو يطالع ما تحمله وقد تذكر عرضه الصباحي لها وقد أعجبه إصرارها في التعلم وتطوير ذاتها
هتف مازحا يريد مداعبتها بالحديث فهي منذ أن ربطتهم وثيقة الزواج وهي خلقت لحالها عالما بعيدا عنه تأكل جواره صامته إلا إذا حدثها تحادثه
إذا أرادت شئ منه تبلغ السيدة سعاد أولا
اطرقت رأسها بحرج وهي تتقدم منه تتلاشى أي تواصل بصري بينهم
مش عايزه اتعب حد معايا ميادة على قد ما بتقدر بتوجهني وملك رغم كل اللي فيها بتشجعني وأنت كمان بتساعدني بفلوسك
اختارت أن تثبت حالها في عالم رفض وجودها كغيرها مما لا ذنب لهم
تعالي يا بسمة وخليني أشوف إيه اللي مش قادرة تفهمي وبلاش كل شوية تقولي فلوسك متنسيش إنك قدمتي ليا قبل كده مساعدة في الحملة الإعلانية ولولا دورك فيها مكنش بقى عندنا هدف من حملتنا الترويجية
أنا محتاجاك تنطق قدامي الكلمات لأن مهما بحاول اسمع واصحح لنفسي لساني بيخوني وبحس بحرج قدام زمايلي
خرج حديثها ببعض الحزن ولكن سرعان ما تذكرت مديح المحاضر الذي يدرس لها دورة الحاسوب
لكن أنا شاطرة في الكمبيوتر وبتعلم بسرعه أوي حتى إني عايزة اتعلم التصميم على الفوتوشوب
كانت سعيدة وهي تخبره إنها تحب هذا المجال رغم إنه سيكون بعيدا عن مجال دراستها
هيكون بعيد عن مجال دراستك يا بسمه لكن مش مهم أهم حاجة تحبي اللي بتعملي
وضاقت عيناه يفكر في شيئا ما ينظر إليها مبتسما
أتمنى إنك تحترفي المجال ده ووظيفتك عندي
تهللت أساريرها تنظر إليه غير مصدقة إنها تسمع منه هذا العرض ولكن سرعان ما أخذ يتلاشى حماسها تتذكر ذلك اليوم عندما أخبرها أنها لا تصلح للعمل معه
مالك يا بسمه شايفك كنت متحمسه أنت مش عايزه تشتغلي معايا
تسأل وهو يقترب منها يستعجب تحولها السريع.
حاولت نفض أفكارها تتحاشا النظر إليه ملتقطة أشيائها متجهة نحو الأريكة بعدما رأتها أكثر ملائمة لجلوسهم
إحنا بنتكلم عن حاجة قبل أوانها يا جسار بيه
وسرعان ما اردفت وهي تتخذ مكان جلوسها ومعها أشيائها
أنا شايفه إن المكان هنا أفضل
حاول تجاهل تلك الطريقة الرسمية التي تحادثه بها هو يعلم إنها تضع الحدود بينهم ملتزمة بأتفاقهم وهو أكثر من يرغب بذلك ولكن الأمر بات بالنسبة له رتيبا.
جلس جوارها يتخذ دور المعلم وسرعان ما وجدها تبتعد عنه قليلا حتى تضع مسافة بينهم فضاقت عيناه وقد استفزته فعلتها ولكنه تعمد أن لا يظهر غضبه من فعلتها التي لا تدل إلا على شيئا واحدا
هو لن ينظر لها بتلك النظرة التي يخص بها الرجال النساء حينا يريدهن.
أراد الضحك ولكنه خشى على مشاعرها وبمزاح تمتم حتى يزيل عنهم هذا التوتر ويركزوا فيما أتت من أجله
مش عارف هعرف أفيدك ولا لاء بس نحاول
بدأت الحصة كما سمتها هي وضحك هو على الأمر بقوة
نسميها الحصة الأولى يا ستي لكن اكيد هيكون في مقابل
وأنا موافقة
بتحدي أجابت وهي تبتسم متحمسة تراه يشير إليها أن تنطق ليصحح.
لن تنكر أنها رأت شخصية أخرى من جسار كان صبورا مشجعا لا يحرجها كعادته
على ما يبدو أن هذا الرجل لديه نسخة أخرى منه نفضت رأسها من أي تفكير يقودها لما لا ينتهي بالنفع وصبت كل تركيزها على أن تسمعه
أنا شايف إن كده كفاية يا بسمه متحاوليش تضغطي على نفسك طبيعي متتحسنيش في اللغة من مجرد شهر
لكن أنا عايزة أكون شاطرة زي زمايلي في المعهد
ضحك وهو يرى حاله يستمع لطفلة تغير من زملائها
اكيد هما في الأول كانوا زيك ومع الممارسة بقى في تحسن إيه رأيك نسمع سوا كل يوم أغنية أجنبية وهنا تقدري تحسني حتى الاستماع عندك
طالع حماسها وسعادتها بفكرته وكأنه أخبرها أنه سيأخذها لجولة ترفيهية
مش عارفة أشكرك إزاي اكيد مش هنسى في يوم إنك ساعدتني
غادرت غرفته بعدما جمعت اشيائها متحمسة تخبره إنها يوما لن تنكر معروفه حينا تصبح ذات شأن
معقول يا بسمة ده بس حلمك في وجودك معايا
هكذا تسأل لا يستوعب إنها لا تريد منه امتيازات أخرى ولا تسعى نحوه كما سعت جيهان طامعة في ماله.
تسير مطرقة الرأس تخشى أن يراها أحدا ويعرفها ترتدي نظارة سوداء تغطي بها عيناها هكذا هي اختارت أن تعيش في عالمه أمرأة متخفية وكأنها عشيقة له.
طرقت الباب طرقة خافته ولم تتبعها طرقة أخرى لأنه كان يعلم هوية الطارق وينتظره بشوق.
علقت عيناه بها يسحبها للداخل يسحقها بين ذراعيه لا يصدق إنها أتت اليوم واتبعت قلبها بعد تلك الليلة التي أعادتهم لبعضهما وخسړت لأول مرة بحياتها أمام رجلا رجلا يصغرها ب خمسة عشرة عاما
ابتلعت مرارة ما تشعر في جوفها كما ابتلع هو تلك الآه التي خرجت منها وهو يعانق شفتيها بشفتيه
كنت خاېف متجيش يا خديجة كنت عايز أشوفك قبل سفرية الصين
حاولت مجيش لكن معرفتش
ابتسم مرغما فزوجته صريحة لأبعد حد يا لها من أمرأة جبارة لا تجعله يتلذذ بذلك الشعور الذي اختصته له وحده
ومعرفتيش تقاومي تمرد عقلك يا حببتي خلاص أنا بقيت مالك كل ذرة في كيانك
ابتعد عنها يحررها من قوة تلاحمهما بأنفاس مسلوبة هادرة علقت عيناها به فتعالت فوق شفتيه ابتسامة عابثة
زي ما أنت
متابعة القراءة