رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


عقلها عقاپا لها
اماءت له برأسها واسرعت نحو محل الصاغة لتبيع الخاتم الذي بحوذتها 
اخذت المال من البائع غير عابئة بأنه بخس بثمنه أستغلالا لحالتها وهيئتها المضطربة. 
غادرت المكان تبحث عن السائق فرأته ينتظرها مكانه 
ضمت حقيبتها إليها واتجهت صوبه 
 ارجعك مكان ما جيبتك يا هانم
حركت ناهد رأسها رافضة ما يخبرها

 لا لا
استعجب السائق من طريقتها فتسأل عن وجهتها قلقا
 طيب أخدك على فين يا هانم
والوصف كان محفور في ذهنها وصفته لها كما تتذكر فلم تأتي لذلك المكان الشعبي إلا مرة واحدة المكان الذي ارشدتها إليها إحداهن وذهبت إليه بقدميها حتى تنال غايتها
توقفت سيارة الأجرة أخيرا فالتمعت عيناها وهي تنظر لمدخل الحارة
 اخد أجرتي وامشي يا هانم ولا استناكي
عاد القلق يدب داخلها وهي ترى نظرات السائق إليها اماءت له برأسها تضم الحقيبة نحو صدرها حتى تطمئن على المال
 لكن الأجرة هتزيد يا هانم
بتعلثم تمتمت ناهد قبل أن تترجل من السيارة
 هتاخد اللي أنت عايزاه
...
تعلقت عينين جسار بها وهو يراها تهبط الدرج بالملابس التي اشتراها لها
اقتربت منه بخطوات بطيئة تمنحه الوقت ليرى هيئتها الجديدة داخل ثيابه الثمينة 
لم تكن تقل بشئ عن فتاة في عمرها هو منحها ما يجعلها ترتفع لأعلى وهي قررت أن تستغل كل ما يمنحه إليها حتى تعيش حتى لو لمرة واحدة
قضت ليلتها ساهدة تتذكر شريط ذكرياتها من بؤس وحرمان 
هو استغلها حتى يثبت لطليقته قدرته على تجاوزها وتجاوز أي امرأة مرت بحياته وهي ستستغله بطريقة مشروعة
حياة كريمة وتمتعها برفاهية الحياة والعيش مع صفوة المجتمع
 الطقم طلع مقاسي بالظبط انا مجربتش كل الهدوم لكن بيتهيألي إنهم مقاسي ولو مش مقاسي أنا هعرف اظبطهم
تمتمت بها بعدما تلاشت المسافة بينهم فابتسم وهو يراها سعيدة وقد تناست ليلة أمس وعلى ما يبدو إنها اقتنعت أن مكانها جواره إلى أن تنتهي فترة زواجهم الغير مرحب به من كلاهما
 اللي ميعجبكيش ممكن نجيب غيره يا بسمه
استدارت أمامه بالثوب الجديد تمتدح من أنتقى لها الأثواب
 بالعكس كلهم عجبني انت إيه رأيك
انتظرت سماع رأيه فابتسم على ترقبها وقد ازدادت راحته وهو يراها مستمتعه و راضية بما يقدمه لها دون جدال
 جميل يا بسمة
 يعني بقيت شبه البنات
تعجب من سؤالهاوقد ضاقت عيناه وهو يراها منتظرة سماع جوابه تحرك إبهامها أسفل ذقنها تتسأل
 تفتكر لما ادخل الجامعه هلاقي واحد أعجبه ويعجبني ونحب بعض
...
توقفت أمام بوابة الجامعة وقد انتهى اخر امتحان لها في هذه السنة الدراسية اتبعها أحمس متسائلا عما فعلت
 مش عارفه يا أحمس بصراحه الترم ده مش عارفه هنجح فيه إزاي
 أنت ذكية يا فتون صدقيني
أماء لها برأسه مؤكدا صدق حديثه فابتسمت فتون إليه تأمل أن تكون بالفعل هكذا
تعالا رنين هاتفها فقطبت حاجبيها تنظر للرقم
ابتعد أحمس عنها بعدما تقدمت منه إحدى زميلاته حتى تشكره على ما يلخصه لهم من مذكرات
 ايوة أنا فتون مدام سحر..
توقفت فتون عن الحديث تسمع ما تخبرها به السيدة سحر وعن حاجة الجمعية إليها
 أنت كنت مثال للبنت القوية يا فتون مثال يحتذى به.. عشان كده محتاجينك تكوني معانا
 أنا يا مدام ألفت
 ايوة أنت يا فتون ولا مش عايزه تساعدي الجمعية وعلى فكرة الجمعية مختارتكيش عشان بقيتي من عيلة النجار إحنا فعلا محتاجينك يا فتون وفخورين بيكي
استمرت السيدة سحر مديرة الجمعية تثني عليها مفتخره تخبرها عن ذكائها وإجتهادها وكيف تجاوزت أزمتها دون أن تلجأ لما تفعله الكثيرات من هروب لحياة أسوء أو الأنتحار أو أن تظل فتاة بائسة ترثي حالها دون توقف و دون تتجاوز الأزمة
اقترب منها أحمس وقد انتهت المكالمة فتسأل عن هوية من كان يحادثها
 شكل المكالمة كانت مع حد تعرفيه
 ديه مدام سحر مديرة الجمعيه اللي كانت بتساعدني
تمتمت بها ومازال عقلها شاردا بالأمر
 مش معقول تكون متصله بيكي عشان تسألك عن أحوالك وتقدم ليكي مساعده وأنت زوجة للراجل اللي بيمولها ومؤسستها عمته.. ديه تبقى حاجة تضحك
وضحك أحمس وهو يتخيل الأمر فدفعته بكتابها حانقة من مزحته 
علقت عينين الجالس بسيارته يخفى عيناه بنظارته السوداء ويطالع الموقف
التقط صورتهما ينظر لما ألتقطته عدسة هاتفه
 مطلعتيش لا سهلة ولا بريئة اتجوزتي الباشا ودلوقتي بتدوري على واحد من سنك
...
توقف رسلان عن السير في ممر المشفى بعدما اجتذبه صوت إحداهن
ضاقت عيناه وهو ينظر لصاحبة الصوت إنها طبيبة خالته من كانت تشرف على حالتها في المصحة النفسية
 ازيك يا دكتور رسلان أكيد فاكرني واخبار كاميليا هانم إيه
صافحها رسلان يؤمي لها مؤكدا إنه مازال يتذكرها
 اتمنى تكون حالة ناهد هانم اتحسنت في جو البيت مع طبيبتها الجديدة رغم إنها حقيقي كانت محتاجة تفضل في المصحة لكن كاميليا هانم أصرت تخرجها
تعلقت عينين رسلان بها مدهوشا مما يسمعه وقد ازدادت تقطيبة حاجبيه
 هي الحالة مكنتش تسمح بخروجها
 للأسف لاء ناهد هانم بقت مغيبة.. مۏت بنتها كان صدمة ليها كبيرة مستحملهاش عقلها ومكنش في تحسن في حالتها 
...
جلست ناهد فوق المقعد الخشبي تلتف حولها تنظر للغرفة التي تغيرت بأشيائها
 دستور يا أسيادنا
انتفضت ناهد من فوق مقعدها تضم الحقيبة إليها فطالعتها المرأة بنظرات محدقة وقد أزاد الكحل اتساع عيناها
 هي ست سندس راحت فين
التوت شفتي المرأة بعدما تقدمت نحو المقعد الخاص بها
 الست سندس ماټت وأنا بنتها
ودون أن تمنحها فرصة للتساؤل مرة أخرى
 جاية ليه
ابتلعت ناهد ريقها بعدما رفعت الجالسة ثوبها قليلا ونثرت الملح حولها فمن أتت إليها من قبل قد ماټت
 عايزاه يكرهها زي ما كره بنتي وماټت مقهورة
.
لا يعلم لما علق سؤالها داخل عقله ولما اليوم تتبعها عيناه.
ربما لأنها اليوم مختلفة في ثوبها الجديد الأنيق أم ربما لأنها فاجأته اليوم بتقبلها لما حدث وأنها صارت زوجته دون أن تعيد عليه حديث أمس ورغبتها في الرحيل
اشاح عيناه عنها وعما تفعله بالحديقة بجانب العم جميل الذي عاد أخيرا من البلدة
الجو كان دافئا وجميلا اليوم فمنذ وقت طويل لم يجلس هكذا مسترخيا مع فنجان قهوته إنها عطلة الزواج التي أخذها حتى لا يثير الشكوك حول زيجته التي على ما يبدو ستثمر بالهدوء في حياته وستزيد من قهر طليقته التي منذ الصباح تبعث له رسائل عديدة من أرقام مختلفة كلما حظر رقم لها 
تلك الخائڼة التي ركضت بعد طلاقهم لاحضان رجل أخر رأته صيدا جديدا لها وبمنتهى الوقاحة تخبره أن فعلتها بسبب هجره لها وكأنها لم تكن أمرأة مستغله تركض وراء الرجال الأثرياء بل ونالت منه المال لتخرج من حياته بعدما أثارت ضجة قبل طلاقهم
عادت عيناه تتعلق بها بعدما أستمع لصوت صياحها السعيد
 ملك
تعالا صوتها في سعادة تلوح بيديها غير مصدقة أن ملك أتت إليها اليوم دون أن تهتم بما حدث أمس ورحيلها غاضبة
إستدار جسار بجسده نحو الجهة التي ركضت إليها لتتعلق عيناه ب ملك
داعبت ابتسامة خفيفة شفتيه وهو يراها تضع بعض الهدايا التي جلبتها لها ثم فردت لها ذراعيها
 كنت فاكرة إنك هتمشي من غير ما تشوفيني أوعي تنسيني تاني يا ملك أنت عيلتي الوحيدة
ضمتها إليها ملك بقوة تقاوم شعور الذنب الذي اخترقها.. فهي وحدها من كان عليها مساعدة بسمة كما ساعدتها حينا أتت الحارة غريبة و وحيدة
 أنا عارفة إني جيت ليك متأخر يا بسمة لكن أوعدك هكون جانبك وقت ما تحتاجيني زي
 

تم نسخ الرابط