رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


وطلاقهم سيتم في نفس اليوم الذي سينتهي فيه المشروع الذي يجمعهما
انتبهت على إضاءة شاشة هاتفها ثم اسمه لتضغط على اسمه بلهفه تتمنى أن تكون رسالته فيها إعتذار وندم وكلمات حبه التي كان يمطرها بها
ومع كل حرف كانت تقرأه في رسالته كان قلبها ېنزف ألما 
يخبرها إنه سيبدء بمواعدة إحدى النساء الجميلات بل ويصفها لها متسائلا عن رأيها في أختياره. 

....
العرس أنتهى بكل سخافته وبحملقة الضيوف بها والكل يتسأل أين عائلة العروس ومن كان يعرف ظروفها وحكايتها كان يخبر الأخر عنها
القليل نظر للأمر بأنه حظ والبعض الأخر رأى أن ربما حدث بينهم علاقة غير شرعية وأصبحت حامل منه فاضطر للزواج منها
عرس كان كارثي على كلاهما لكنه هو الوحيد الملام عليه.
حاول تمالك مشاعره وهو يسحبها معه بخفة كانت أطراف أناملها باردة تسير جواره بجمود حتى أصبحوا أخيرا داخل المنزل تستقبلهم السيدة سعاد بالطقوس المتعارف عليها 
مهما كانت الغاية من هذا الزواج
 المسرحية خلصت يا جسار خلينا بقى نخير صاحبة القرار
حاولت ميادة جذب ذراع ملك لينصرفوا ويؤجلوا حديثهم للغد بعدما فهمت منها تفاصيل هذه الزيجة
اړتعبت السيدة سعاد من نظرات رب عملها إليها نحو ما تحمله ففضلت الانسحاب تنظر نحو بسمة بملامح قلقه
 قولتلك عرضك مرفوض يا ملك
 وأنا قولتلك نسأل صاحبة الشأن يا جسار
احتدت عينين جسار ينظر نحو بسمة وقد فضلت اليوم أن تكون مجرد مستمعة لا أكثر
 بسمه وجودها جانبي يا ملك متنسيش إنها مراتي مهما كان سبب جوازنا
 لكن أنا عايزه اعيش مع ملك
سقط حديثها كالصاعقة فوق رأسه ينظر إليها مذهولا من تخليها عن صمتها بل وجرت فستانها واتجهت نحو ملك متشبثه بذراعها
..
تجمدت عيناها نحو تقويم هاتفها بارتعاب تعيد حسبتها في رأسها لعلا الهاتف يخطأ أو قد تغافلت عن الأمر
 لا لا مش معقول أكون حامل
 جنات
صوته أخرجها من شرودها وقد اقترب منها ينظر إليها متعجبا من تعلق عيناها بالهاتف.
الفصل الخامس والخمسون 
_ بقلم سهام صادق
ضاقت عيناه في قلق وهو يرى الشحوب يحتل ملامحها تزدرد لعابها وهي تطالعه بعدما ازاحت عيناها عن هاتفها 
شعر بالحيرة من تلك النظرة التي خاصته بها ثم محاولتها لضبط أنفاسها
 جنات
خرج صوته مجددا في حيرة يسرع في إحاطة خصرها بذراعه وقد أصابه القلق
 أنت تعبانه لو تعبانه قوليلي نروح المستشفى فورا
استمرت في تحديقها به تسترجع ذاكرتها نحو تلك الليلة التي وضع فيها نقطة النهاية لعلاقتهما
المشهد مازال محفور داخل عقلها وهي تقف أمامه عاړية تعرض عليه جسدها مقابل حريتها تمنحه الوقت الذي سينتهي فيه من إشباع رغبته وإرضاء غريزته تنتظر أن يثبت لها إنها بالفعل لم تكن إلا زوجة بالرتبة التي اختارتها بمحض إرادتها من قبل رتبة العشيقة
ظنته سيرفضها ظنته سيرى الأمر إهانة لكرامته ولكن كاظم أثبت لها الحقيقة مؤكده إنها بالفعل ليست إلا جسد يرغبه
 جنات أنت سمعاني
صوته كان بعيدا رغم قربه الشديد منها عقلها كان يدور هنا وهناك حتى شعرت بلمسة خفيفة تلطم خدها
اطبقت على جفنيها بقوة حتى تفيق من دوامة أفكارها وببطئ اخذت تبتعد عنه تشيح عيناها عنه هاربة من نظراته
 أنا بخير
رمقها بنظرة فاحصة ليتأكد أنها أصبحت بالفعل بخير
 بخير إزاي وأنت مش عارفه تاخدي نفسك وتتحركي خطوتين قدام
خرج صوته بقوة وعاد يجتذبها نحو الفراش ليجلسها عليهجثى فوق ركبتيه أمامها يلتقط كفيها يدلكهما متسائلا
 أكلتي أخر مرة أمتى ولا طبعا إنشغلتي في تحضير الأكل وترتيب الشقه أنا مش عارف إيه حبك لدور ست البيت اللي ظهر فجأة ده
صاح بعبارته متذمرا وهي كانت جالسة أمامه ساكنه تنظر إليه مدهوشة من فعلته كاظم يجلس أمامها بتلك الوضيعة ويهتم بها
حاولت نفض عقلها تنهر قلبها على سكونه
 ما أنا فعلا ست بيت يا كاظم طول عمري بخدم نفسي بنفسي.. أنا متولدتش هانم زيكم
توقفت يديه عن عملهم بعدما اخترقت الكلمات أذنيه تعلقت عيناه به يرى نفس نظرة التهكم في عينيها نظرة بات يمقتها 
انتبه على وضع جلوسه فالجمته الصدمة
فكيف لم ينتبه على حاله وجثى على ركبتيه هكذا أمامها والقلق ينهش قلبه عليها مجرد أن رأها شاحبة الوجه قليلا
انتفض كالملسوع من أمامها فاعتلت شفتيها ابتسامة ساخرة 
كاظم النعماني قد فاق على حاله وادرك فداحة خطأه
 شايف إنك بقيتي كويسة
تمتم بعدما استدار بجسده كليا عنها لا يصدق أنه ضړب بقرارته عرض الحائط بعدما كان متخذ قراره بأن يعاملها بجفاء إلى أن يعودوا للوطن ويطلقها فهو أقوى من حاجة جسده وقلبه الخائڼ الذي بات يميل لها
ربكته كانت واضحة كاظم يقاومها ولكنها هذه اللحظه لم يكن عقلها إلا مع شئ واحد ماذا سيحدث إذا كانت حامل منه
هل سيأخذ الطفل منها كما هددها يوما
رنين جرس الباب افاقها من شرودها كما أفاقه هو من صراعه مع نفسه
أسرع في خطواته مغادرا الغرفة ثم تعالت الأصوات بالخارج فعلى ما يبدو أن الشقيق قد أتى أخيرا
زفرت أنفاسها عدة زفرات حتى تهدئ من روعها و تطمئن حالها بأنها ليست حامل وأن التأخير ليس إلا أيام معدودة تحدث في العادي معها كلما أصابها التوتر
خرجت من غرفتها وهي على يقين أن الشقيق الصغير سيكون كباقي أفراد العائلة فالقاء الأول بينهم جعلها تتنبأ كيف ستكون الزيارة ثقيلة ولكنها ستتجاوزها كما تجاوزت الكثير
 لا الورد ده مش ليك ولا الشيكولاته ده لمرات أخويا عشان أرحب بيها بدل اللقاء الأول
هتف بها أمير مبتسما وهو يطالع كاظم الذي جز على أسنانه بقوة من أفعال شقيقه الدرامية
أشرقت ملامح جنات وهي ترى ما يحمله من أجلها بل ويدعوها بزوجة أخيه عكس باقية العائلة الكريمة ومن بينهم زوجها المصون الذي لم يراها زوجة إلا مؤخرا بعدما عادت لشخصيتها القديمة و اردات هجره 
 إيه ده ورد وشيكولاته ليا لا كده تستحق الأكل اللي عملتوا
هتفتها جنات مازحة وقد تلاشى الشحوب عن وجهها واسترخت ملامحها
ابتسم أمير إليها وهو يقدم لها ما جاء به معتذرا بلباقة فاجأتها
 حقيقي بعتذر منك عن أول مقابلة بينا أتمنى تقبلي إعتذاري وكان نفسي أحضر فرحكم بس كاظم ديما بيفاجأنا بقرارته
وسرعان ما علقت عيناه بشقيقه فوجده بحالته الجامدة وكأنه ينتظر أن ينتهي ذلك العرض ولكن أمير كان يستمتع برؤيته هكذا ليس كرها به ف السيدة منال والدته العزيزة سعت بكل ضراوة لتحقق ذلك الأمر ولكنها فشلت هو يحب كاظم ولكن كاظم لا يراه إلا مدللا فاشلا
ضحكت جنات من لطافته تضم باقة الأزهار إليها معترفة داخلها بذوقه
 لا أنا خلاص نسيت المقابله الأولى ومسحتها من ذاكرتي نوثق بقى اليوم ده ونعتبره أول تعارف بينا
ازداد تجهم كاظم وهو يرمقهما متمتما بضيق وقد ضاق ذرعا
 الاستاذ بياع كلام ولو فضلنا واقفين مش هنتعشا
ارتفع حاجبي أمير مدهوشا من خشونة صوت شقيقه ثم دفعه له فوق كتفه ليتحرك أمامه
 أنا أمير بياع كلام.. قصدي مهندس مرموق والابن العاق في العيله ديه
ارتفعت ضحكات جنات عاليا تنظر إليه وهو يمد إليها يده مصافحا استمرت في الضحك لا تقوى على تمالك صوت ضحكاتها
 وأنا جنات مش عارفه المسمى الوظيفي اللي أقوله ليك حاليا لأن أخوك مش مخليني عارفه أرجع لوظيفتي بس تقدر تقول حاليا ست بيت شاطره
ارتفع صياح أمير وهو ينظر نحو شقيقه
 

تم نسخ الرابط