رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
البيه اكتفي بمجرد نظرة
انتبهت على صوت الخادمة الذي تكرر لمرات وقد اقتربت منها بعدما ظنتها لم تسمعها
تعلقت عينين جنات بها وقد نفضت رأسها وفاقت من أفكارها وحزنها الذي لا تفهم له معنى بعدما أخبرها بأطلاق سراحها فور عودتهم من رحلتهم القصيرة
بتقولي حاجة
ابتسمت الخادمة بتوتر وهي تنظر نحو سيدتها.. تلك العروس البائسة التي تتسأل داخلها كلما نظرت إليها وإلى رب عملها.. كيف تتحمل رجل مثله شديد الصرامة لا يهتف إلا بالأوامر والقوانين لا يتبسم وجهه دوما جامد غاضب اغلب الوقت ذو مزاج قاتم
فتون
هتفت بها جنات وهي تنهض عن فراشها.. فهي لا تملك غير فتون واحمس أصدقاء لها بعدما قطعت صداقتها بالكثير اللاتي لم يكونوا بحياتها إلا في خانة فارغة
صديقه لا تخبرها بخطبتها لأنها تخشي الحسد
واخرى لا تهاتفها إلا لتندب حظها او تخبرها بما يفعله لها زوجها وما يجلبه لها وكم هي حمقاء لأنها حتى هذا العمر لم تتمكن من لفت أنظار رجلا إليها رغم إنها تعمل وتخرج وتقابل الكثير من الرجال .. فكان سبيلها الوحيد أن تترك تلك الصداقات البائسة التي لا تشعرها إلا بالحسړة
اوعي تقوليلي إن في حاجة وحشة حصلت معاك
سليم جالي إن كويس مخلفناش لحد دلوقتي يا جنات..
ابتعدت عنها جنات تخشي سماع ما هو قادم.. لا تستوعب أن حظهم بائس لهذة الدرجة بل وسيجتمعون مجددا في شقتها مطلقتين..
أنا تعبت يا جنات تعبت ومش عارفة اخرج من الخۏف اللي أنا عايشه فيه.. ولا حتى اتعالج من قلة الثقة بالنفس
وبشهقات متقطعة حاولت تمالك أنفاسها التي أخذت تتسارع
أنا ليه ضعيفة الشخصية يا جنات مهما حاولت مافيش حاجة بتتغير جوايا
اجلستها جنات وقد غامت عيناها بالحزن لأجل كلتاهما.. فلا الثقة والقوة نفعتها ولا ضعف الشخصية والتأثر بحديث الناس نفع تلك التي أتتها ركضا ترتمي بين ذراعيها تطالبها بالنصح والأمان وهما متفقدهم هي الأخرى
سقطت دموعها بعجز لا هي تستطيع أن تخرج من عباءة الطفلة الصغيرة التي كبرت قبل أوانها ولا هي تستطيع أن تكون المرأة التي تتمنى أن تكون عليها
جواك لسا طفله يا فتون طفلة اتولدت أم تراعي اخواتها اللي اصغر منها..
عادت دموعها للأنهمار فلولا وجودهم حولها ما تمكنت على التقدم
اطبقت جنات فوق جفنيها بقوة تشعر بالندم لأنها تعاونت مع سليم حتى تتم تلك الزيجة اقنعتها لتتزوجه رغم إنها كانت بحاجة لأن يشب عودها وتنضج وتري حياتها بنظرة مختلفة.. بنظرة بعيدة عن حياة سليم النجار .. الرجل الذي يذكرها بماضيها البائس الذي لم تتجاوزه
سليم عمره ما حسسني بالنقص يا جنات أنا اللي ديما بحسسه إني اقل من إني اكون مراته
وده عيبك يا فتون وبسببه بتخلي الكل يقلل منك
ازداد حزنها وعادت ټدفن رأسها بين كفيها منتحبة بشدة
كل ما افتكر إني خلاص قدرت اوصل للصوره اللي هو عايزها افشل
ضمتها جنات إليها تغمض عينيها متحسرة على حالها.. وعلى شعورها بهذا النقص الذي لم يغادرها
كفاية عياط يافتون أنت معندكيش حاجة تمنعك من الخلفة.. يمكن التأخير ده في مصلحتك
وبثقة كانت دائما تثير إعجابها نحو الجالسة أمامها
هتكوني قوية عشان نفسك يا فتون لا عشان سليم ولا عشان الناس.. هتنجحي وتفتخري بنفسك يا فتون
ارتسمت فوق شفتي جنات ابتسامة حزينة تضمها إليها بعدما عانقتها
ياريت كنت زيك يا جنات
والكل يتمني أن يكون مثل الأخر ولا يدري أن حياته يتمناها الغير فدمعت عينين جنات تخبرها پألم خاڤت
يمكن ضعفك ده نعمه يا فتون
تعالا رنين الهاتف يقطع عليهم لحظة عناقهم الذي منح كلتاهما السلام
أخرجت فتون هاتفها تنظر نحو رقم المتصل وصورته المحبه لقلبها التي ترفقها مع الرقم لتفهم جنات سر ابتسامتها
سليم مش كده
اماءت لها برأسها والسعاده ترتسم فوق شفتيها فها هو لا يتركها حزينة لوقت طويلا ولا يعاقبها على ثغراتها الحمقاء
ردي عليه وأنا هقوم اقولهم في المطبخ يحضروا لينا الغدا
لا لا غدا إيه أنا همشي غير إن جوزك بصراحه يرهب ده أنا حمدت ربنا إنه مش موجود
مټخافيش يا فتون واقولك حاجه كمان هتصل باحمس يجي يتغدا معانا.. خلينا نتجمع قبل ما اسافر معاه
توقف الهاتف عن الرنين وقد اتسعت عينين فتون تنظر إليها تحاول استعاب ما سمعته
تسافري تروحي فين
عاد رنين هاتفها يصدح من جديد لتنظر إليها جنات مبتسمه قبل أن تنسحب من أمامها
مټخافيش ديه رحله قصيره لايطاليا اه حتى اشوف الليدي خديجة النجار عمة جوزك واتعلم منها الاستغناء عن الرجال
وبداعبة أردفت
ردي بس على جوزك اللي خاېفة يسيبك.. وهو اصلا مبيقدرش يستغنى عنك
اتسعت ابتسامة فتون فما هذا التذبذب الذي تعيشه كلما ذكرها أحدا بأنها لا تليق بذلك الرجل الذي اختارها هو بارادته بل وأصر على تزوجها دون أن تسعي إليه
فتون
هتفت بها جنات بعدما الټفت بجسدها تفرد اصابعها الخمس امام وجهها
قولي الله اكبر في عيني يا بنت
ورغما عنها كانت تنفرج شفتي فتون في ضحكة قويه وقد ضغطت على زر الإجابة فأتاها صوته
بتضحك وأنا واقف قدام المستشفى قلقان عليك.. وبلوم نفسي ازاي سيبتك ومشيت
أنا أسفه يا سليم
توقف مكانه بعدما كان يتحرك بضيق هنا وهناك غاضبا منها
فتون أنت فين ده انا سايبك معيطه ومنكدين على بعض..
أنا أسفه أنا لسا بخاف يا سليم.. بخاف من الناس ومن السعادة
تلاشت ابتسامته السعيدة وهو يسمعها تخبرها عن مخاوفها وضايعها
فتون أنت فين قوليلي مكانك فين..
رفعت كفها تزيل عن عينيها دموعها
عند جنات
فتح باب سيارته وصعدها وقد اطمئن قلبه
هاجي اخدك نص ساعه وأكون عندك
اسرعت في الهتاف بعدما تذكرت جنات
سليم خليني شويه عند جنات هتغدا معاها ممكن
لو وجودك معاها هيريحك شويه مافيش مشكله يا حببتي
متفهما هو بطبعه يبحث معها عن سعادتها.. يشجعها على الصعود وتحقيق أحلامها لكن العيب بها هي.. هي التي عاشت سنواتها القليلة فى ثوب أمرأه عجوز
سليم أنا باخد العلاج من ساعه ما طلبت مني ابطل الحبوب
هتفت بها تستمع لصوت أنفاسه العاليه..
هنتكلم في الموضوع ده يا فتون هنتكلم ونتعاتب لكن دلوقتي خليكي مبسوطة
تهللت اساريرها تعبر له عن مدى سعادتها..
أنت بطلي يا سليم
اخترقت مسمعه عبارتها ليكتشف اليوم أن زوجته بمزاج متقلب كأبنته خديجة..يحمد الله إنه صار أب قبل أن يتزوجها حتى يكون بهذا التفهم والصبر
من شوية كنت راجل ندل هرميكي بعد مستفدتش منك بحاجة كأنك صفقة في حياتي يا فتون
عاتبها ولم يكن يريد عتابها عبر الهاتف
شوفت اه انت لسا زعلان مني
فتون خلاص خلينا نكمل عتابنا
متابعة القراءة