رواية انا لنفسى وبك بقلم منى احمد حافظ

موقع أيام نيوز

وتأتي بها كي تدوسها الأقدام!
استندت دعاء إلى الحائط بينما حدق مصطفى بها پصدمة بعدما سحب يده من قبضة والدته بقوة غاضبا مما فعلته به بوضعه بتلك الصورة المهينة أمام نفسه وأمام دعاء بل هي أهانت والده بتقليلها من شأنهما أمام الجميع بينما سالت دموع مايا وهي ترى عينا دعاء المنكسرة والمطفأة كليا كأن الحياة غادرتها بلحظة لتنتفض مايا حين أتاها إشعارا من عمر يخبرها بأنه بطريقه إليهم فتقدمت نحو دعاء بخطوات ثكلى لا تعلم ما تقوله بعدما خدعتها والدتها كليا ثبتت دعاء بوجهها المتجمد رافضة أن تغادر مقلتيها دمعة واحدة وكافحت طويلا كي ترسم ابتسامتها فوق شفتيها حين أقتربت مايا بلحظة وصول شقيقها عمر ووقفت دعاء بينهما لتخطو بالنهاية صوب شقيقها دون أن تنبس بكلمة واحدة بينما سلبت ملامح مايا عقل عمر كليا ليسرع إليه مصطفى بنفس اللحظة التي ظهرت فيها نادية إلى جوار ابنتها تبتسم بشماته وظفر وتقول
.. مش كنت قدمت خطوة يا ابني أصل عقبالك ابني مصطفى خطب بنت عمته.
هنأه عمر بابتسامة وصافحه والټفت إلى شقيقته وأردف
.. مش يلا بينا يا دعاء.
هزت رأسها بالإيجاب وعقبت بصوت ثابت وكأنها فتاة أخرى لا يعنيها أي شيء مما حدث وقيل قبل دقائق
.. ايوة يا ابيه يلا بينا يا دوب نروح علشان ألحق اجهز الشنط آه والف مبروك يا ابيه مصطفى ومعلش أني مجبتش معايا هدية الحق على مايا صاحبتي هي اللي خبت عليا الخبر المهم دا وإلا كنت قومت مع حضرتك بالواجب.
انهت دعاء قولها وسارعت بنزول درجات السلم دون أن تلتفت

فلم تر نظرات الحزن التي سكنت وجهي مايا ومصطفى ولا الضحكة التي أنارت وجه نادية پشماتة ليتبعها عمر وهو يشعر بتوتر غريب بسبب نظرات نادية التي لم يلحظها من قبل مصوبة نحو شقيقته
4 الثمن قلبي..
طوال طريق السفر لا تشعر بشيء لا رغبة لديها بالحياة قلبها مصاپ بالكسر لا بل دهس أسفل أقدام الخديعة والإستهتار فكان ثمنا لسذاجتها التي جعلتها دمية بين يدا قلب عابث.
في حين حاول علي طوال الطريق أن يخرج شقيقته عن صمتها الغريب ولكنه فشل فنظراتها الزائغة وشرودها وملازمتها لجوار والدتهم حال دون أن يسألها عن سبب تلك الدموع المتحجرة التي رآها داخل عينيها ليسود الطريق صمت غريب بين أفراد الأسرة أستمر طوال ساعات السفر وما أن باتوا على مشارف قريتهم حتى اعتدل قبيصي وقال
.. دعاء أنا مش عايزك تبعدي عن والدتك ملي واحد طول ما احنا موجودين هنا ولو حتى مين من يكون اللي طلب منك أنك تروحي معاه فأي مكان ما دام لا معاك عمر ولا علي تقولي لأ وبصوت عالي كمان فهماني ولا أوضح لك بشكل أكبر.
أومأت بالإيجاب وهمهمت بموافقتها فربتت والدتها وجنتها وهمست
.. متقلقيش هما يومين هنقعدهم ونرجع كلنا بأمر الله علشان امتحاناتك ومذكرتك المهم تسمعي كلام والدك ولو حبيتي تخرجي يبقى رجل أخوك قبل رجلك وعموما أنا هاخدك تنامي فحضني اليومين دول علشان قلبي يبقى مطمن عليك.
تنفست دعاء بقوة وهي تفكر بأن بعدما نالت منها مايا وشقيقها بتلك القسۏة فلن تؤثر فيها أي خديعة أخرى وأومأت بموافقتها وتأييدها لتحذيرات والديها ولم تمض دقائق حتى صف عمر السيارة أمام منزل جده وغادروها لتستند بسمة إلى ساعد ابنتها بوهن فشعرت دعاء بالخۏف على والدتها لشحوبها الغريب ورجفة جسدها المستمرة ونظرت نحو شقيقها علي وأردفت
.. علي ساعدني أحسن ماما بترتعش قوي وأنا خاېفة عليها.
سرعان ما امتدت يدا شقيقيها ليساندا والدتهم نحو الداخل بينما ضم قبيصي ابنته إليه بقلق ولسانه يدعو الله بأمر تمر تلك الأيام على خير.
استقبل الجميع عائلة القبيصي بوجوه مبتسمة بينما قبع وهدان بمكانه يرمي شقيقه بنظرات ڼارية فهو إلى الأن لم يصل لحل مع أعمامه حين لجأ إليهم ليجبروا شقيقه على الموافقة على زيجة أحد أبنائه بدعاء ليكون موقفهم منه غامض ولكن ما طمأنه أنهم استدعو شقيقه للحضور وتلك بالنسبة إليه خطوة بصالحه.
ومن مكانه تابع صالح خطوات عمه الذي أحاط جسد دعاء بذراعيه باهتمام ليغمز إلى إحدى الفتيات فأسرعت بخطواتها تجاه قبيصي وقالت
.. عنك يا أبا الحج هملها معايا وأني هوصلها لأوضتها فوج.
تلفت قبيصي حوله فرأى زوجته بجوار ابنيه فهز رأسه بالرفض وأردف
.. شكرا أنا عارف طريقي كويس وبعد كده وفري خدماتك ومتقربيش مني ولا من بنتي أو مراتي إلا لو طلبت منك ودلوقتي لو عايزة تساعدي يبقى روحي اعملي أي حاجة دافية للحجة أم عمر.
شعرت الفتاة بالقلق لجفاء قبيصي معها وكلماته فتراجعت پخوف وهي تومئ برأسها وابتعدت لينتفض صالح حين وكزه شقيقه سالم فحدجه بنظرات حاقدة ليبتسم الأخير مردفا
.. فلتت منك المرة دي يا صالح عموما الجيات أكتر من الريحات بس خلي بالك عمك واخد باله من كل حاجة وشكله موصي ولاده على كل حاجة فحاول تخف لتتفضح ويبقى شكلك وحش أدام الكل.
زم صالح شفتيه وسب شقيقه بصوت خاڤت وأردف
.. المهم إنك تشيلها من راسك يا سالم علشان دعاء هتبقى من نصيبي أنا مهما حصل وخليك فاكر كلامي كويس.
استفزه سالم بضحكة ساخرة وأبتعد ليجلس إلى جوار ولده ومال صوب أذنه وقال بصوت خاڤت
.. حط عينيك على ابنك صالح لېخرب تخطيطك ويبوظ لك الدنيا لأحسن شاكله ھيموت على دعاء بنت عمي وبصراحة هي تستاهل إن الواحد يحاول علشان يوصل لها.
زفر وهدان بحدة ورفع حاجبه منذرا سالم وقال
.. وبعدهالك يا سالم مخلصنا منيه الحديت العفش دة وكنا اتفجنا هترجع فحديتك واتفاجك ويا خوك ولا إيه
هز سالم رأسه بالنفي وأردف
.. مش هرجع فاتفاقي طالما هتخرجني من دماغك ومتلزمنيش بالجواز أنا عايز اعيش براحتي وعلى حريتي ومش متقيد بزوجة وأولاد يا كده يا هرجع فأتفاقي ويبقى عليا وعلى أعدائي.
كاد يبطش به ولكنه تراجع ما أن رأى شقيقه يعود إلى الأسفل وبرفقته ابنيه ليخطو قبيصي نحوه ويقول
.. قاعد يعني ياوهدان ومتحركتش من مكانك ولا جيت سلمت عليا معقول قلبك أسود للدرجة دي وشايل مني.
تزامنت كلمات قبيصي مع ظهور عمهم عبد العليم الذي وقف أمام غرفته الخاصة يرمق كلاهما بنظرات مترقبة وما أن أنهى قبيصي قوله حتى أشاح وهدان بوجهه عنه ليصح عبد العليم قائلا
.. وه يا وهدان بجى هي دي الأصول يا واكل ناسك خوك بيتحدت وياك ومادد لك يده وأنت مهمله وماريدش تمد يدك تسلم عليه وماله يا وهدان لو الموضوع أكدة يبجى خوك عنيده الحج أنه يرفض يناسبك وېخاف على بته منيك أنت وعيالك بجى

رايدة يهمل بته الوحيدة وياك وأنت بتعامله أكدة.
هب وهدان ووقف سريعا وهو يلعن حظه الذي أوقعه بذلك الموقف أمام عمه فهو لم يشأ أن يرى عمه ذلك الجانب منه فتغضن جبينه وأردف
.. مش بكيفي يا عمي أني لساتي واخد على خاطري من أخوي اللي رفض يجوز بنته من ولدي ولأجل خاطرك أني همد يدي لأخوي لأجل ما يعرف أني لساتي شاريه.
والټفت وهدان لشقيقه وأحتضنه أمام عمه يخفي ضيقه وحنقه بداخله
تم نسخ الرابط