رواية انا لنفسى وبك بقلم منى احمد حافظ

موقع أيام نيوز

وعرفت إني مكنتش بحبك قد ما كنت مبهورة بالتجربة والمغامرة اللي مجربتهاش قبل كده أرجوك متقولش أي كلام يشيلنا ذنوب أكتر وأرجع لمراتك اللي أكيد هي دلوقتي بتدور عليك واللي مؤكد زمانها كمان بتدور عليا وبتفكر يا ترى أنا وأنت واقفين فين وبنقول إيه.
رفض العودة إلى الداخل وتشبث بكلماته وطلبه الزواج منها فحدقت به بحزن وقالت
.. أرجوك يا مصطفى تحاول تفهم أن خلاص النصيب بيني وبينك وقف لحد النقطة دي ومافيش حاجة اسمها دعاء ومصطفى أنا خلاص حطيت أهدافي اللي عايزة أحققها فحياتي وصدقني مفيهاش أي مكان فاضي لا ليك ولا لغيرك لإني مقررة أعيش لنفسي وبس وأكون لنفسي السند والأمان وأعيش حياتي زي ما أنا عايزاها دكتورة تخدم غيرها أما أنت فعليك أنك تراجع نفسك من أول وجديد وتشوف نقطة تحاول من عندها تقبل بحياتك الجديدة حتى ولو كانت مفروضة عليك وعلى ما أظن إن ملك مستحيل تكون بالبشاعة اللي تخليك متتقبلهاش فحاول معاها واتقابلوا من أول وجديد وحسسها إنها الزوجة اللي بتتمناها وعاوزها من غير ما تحولها لصورة عن حد تاني لإنك أنت نفسك مش هتقدر تتقبل أنها تغيرك لصورة مخالفة عن نفسك.
تركته سريعا قبل أن يرفض كلماتها وأسرعت إلى الداخل وجلست بجوار والدها بقلب يرجف فهي ومنذ جذبها مصطفى إلى الخارج كانت ترتجف پخوف وتشعر وكأن هناك عيون ما تترصد خطواتها وتحصي عليها أنفاسها ولم تدر لما فجأة التقطت هاتفها وتفحصت صندوق رسائلها الأخرى لتجد عدة رسائل باسم أسير الشتاء فقطبت جبينها وهي تفكر بأنه حتما نفس الشخص المجهول فخفق قلبها بقوة لاهتزاز هاتفها بإشعار برسالة منه فقرأتها لتجده يخبرها
.. لا تستبيحي قلبي فإنت لي لذا ضعي بينك وبين الجميع سدا عاليا بعلو سموك ورفعة أخلاقك وحافظي على أمانتي معك فقلبك في النهاية سيدرك أنه لي.
ازدردت لعابها وكادت أصابعها تكتب لتسأله عن هويته ولكنها توقفت حين أشار والدها إليها بأنتهاء الحفل فودعت صديقتها وشقيقها الذي استأذن ليكمل سهرته برفقة مايا بمكان أخر لتتأبط دعاء ذراعي والدها وشقيقها علي وتعود إلى منزلها كما غادرته برفقتهما.
مضت الأيام ودعاء تولي كامل أهتمامها لدراستها وركزت تفكيرها بأهدافها التي تسعى إليها كانت نهمة تجاه دراستها تسعى لتكون الأفضل تمد يد المساعدة لتساعد غيرها بشكل متقن تفوقت على الجميع ونافست الكبار بمجال الطب فذاع صيتها بين اقرانها بكليات الطب بمختلف المحافظات وصدت جميع المحاولات العبثية من البعض.
ولكن!..
ظل أسير الشتاء يراسلها بلا كلل أو ملل يخبرها بالكثير عنها ولم تدر دعاء لما لم تستطع حظره كما فعلت معه من قبل وتساءلت هل لإنه أصبح يشغل حيزا من تفكيرها فجعلته سرها الخاص أم لإنها تعودت على قراءة رسائله التي كثيرا ما كانت تمدها بالقوة والحماس.
عام تلو الأخر ولم يكف عنها ولم يبتعد يواصل دفعها وحثها على مواصلة طريقها بنجاح وخلال تلك السنوات لم تستطع دعاء كسر عهدها بالبحث عن هويته أو حتى الحديث معه.
وقبل عامين من تخرجها تزوج شقيقيها عمر فكانت أجواء الفرحة والسعادة التي تغمرهم جميعا إلا أنها شعرت بالحزن لما أل إليه حال مصطفى الذي ترك زوجته التي لم يستطع تقبلها أو الغفران لها وهجر أسرته بالكامل وسافر إلى الخارج هربا من مشاعر حب لم تكتب لهما ورفضت دعاء كافة محاولات والدة مايا لتشعرها بالذنب بأنها هي وحدها من تتحمل وطأة خسراتها لابنها الوحيد وابتعاده عنها وأحست دعاء بالشفقة على تلك المرأة التي أفسدت حياتها وحياة الجميع بسوء تصرفها الذي جعلها تخسر مكانتها كأم.
وها هي تقف وسط أسرتها بابتسامة هادئة تتسلم شهادتها بفخر وعزة لتعود ويتلقاها والدها بين ذراعيه مقبلا مفرق رأسها بحبور ورضى وقد أعتلت وجهه نظرات من يتحدث مع أحد ما فتعلقت عينا دعاء بوجه والدها لتوقن بأنه حتما يشعر بالحنين إلى والدتها فطفرت عينيها بدموعها واسندت رأسها إلى صدره وهمست بصوت متردد
.. تفتكر ماما فخورة بيا دلوقتي يا بابا بعد ما حققت حلمي وحلمها وحلم تيتة.
شدد قبيصي من أحتضانه لها وأجابها

بصوت وضحته فيه مشاعره الجياشة
.. أكيد يا حبيبتي ومش هي وجدتك الله يرحمهم بس لأ دا كل اللي يعرفوك فخورين بيك وباللي وصلتي له أنت يا دعاء نيشان شرف يزيد جبين العيلة وتاج فوق الراس غير مفاهيم الكل إن خلفة البنات معدتش تخوف ولا بتجيب العاړ بالعكس دي بتجيب الفخر والفرحة وبترفع الراس أنت يا بنتي لو تعرفي قد أيه فالبلد فرحانين بيك هتقدري اللي جوايا ومسيرك تشوفي بعنيك الكل أتغير إزاي بسببك.
ابتعدت لتحدق بعينيه بدهشة وأشارت إلى نفسها وسألته بحيرة
.. الكلام دا عني أنا يا بابا طب أزاي ومحدش أساسا فالبلد يعرف عني أي حاجة من وقت ما رجعنا احنا لينا أكتر من سبع سنين مروحناش هناك يبقى هيسمعوا عني من مين
ربت فوق وجنتها بحنو وأجابها
.. لما سالم يتغير ويراجع نفسه عن الطريق اللي كان ماشي فيه لما يسمع إن بنت عمه ذاع صيتها بين المحافظات بتميزها وتفوقها وسعيها لخدمة الغير رغم دراستها الصعبة ولما صورها تنزل مع أكتر من جمعية خيرية ويلاقيها بتساعد القرى البعيدة والنائية وهو واقف محلك سر فيقرر إنه لازم يتغير قبل ما عمره يضيع على الفاضي ويقول إن السبب فتبدل حاله هي دعاء بنت عمي يبقى لازم أفتخر بيك لما صالح اللي طول حياته عايش لمزاجه يتوب ويلتزم ويتجوز ويدرس شريعة ويقول إن حياته كانت بتنحدر قصاد ما كانت حياة البنت بتعلى يبقى لازم أحس إن تربيتي وتربية والدتك ليك أثمرت صحيح كنت غلط فالبداية بتعاملي معاك وبمنعي ليك عن الحياة وكنت بقسى علشان خاېف لكن كلام والدتك معايا قبل ۏفاتها كان سبب إني ألحق نفسي ومكاني فحياتك يا دعاء أنت قدرتي تغيري فينا كتير لإنك كنت البنت البارة بينا واللي أتمنى تكون ليا الولد الصالح اللي يدعي لي ويفتكرني بعد مماتي.
أجهشت في البكاء فهي لم تر أيا من هذا لاهتمامها بدراستها وعهدها بأن تقوم بمساعدة الغير كنوع من أعمال الصدقة تهب أجرها لوالدتها لترى نفسها وقد أصبحت مثالا يحتذى به ضمھا شقيقيها بعدما لامعت أعينهم بالدموع ليخرجهم صوت أنين مايا فالتفتوا إليها لتتدرك دعاء بأن زوجة شقيقها بحالة وضع فأسرع شقيقها بحمل زوجته واسرعوا جميعا إلى المشفى بينما وقف هو متواريا بين الجموع بعدما حرص على أخفاء ملامحه جيدا كي لا تراه يبتسم بسعادة لرؤيته إلى أي مدى وصل نجاحها.
وبعد مرور أسبوع على ولادة مايا تفاجأ قبيصي بأتصال عمه عبد العليم يطلب منه أن يأتي ليحتفلوا جميعا بميلاد حفيده بالبلدة كادت دعاء تعترض ولكنها تراجعت وهي تلوم نفسها لإن والدها فصم نفسه عن السفر للبلدة خصيصا من أجلها هي وحرم نفسه نعمة التواجد والتنعم بجوار عمه وشقيقه لتوافق بعدما أخذت عهدا بأن تلزم غرفتها ومكانها دوما بجانب مايا حرصا على عدم حدوث أي أزمة أخرى وسافروا جميعا ليفاجئهم عبد العليم ووهدان بإقامة
تم نسخ الرابط