رواية انا لنفسى وبك بقلم منى احمد حافظ
المحتويات
لما تبقى دكتورة العرسان هيغمضوا عينهم عن شكلها ويتهبلوا عليها تروح تشوف وشها الأول قبل ما تقف تتباهى بالكلية أوف أنا مش عارفة أزاي طاوعتك ووافقت على الجوازة دي أعمل إيه فخيبتي القوية وعياطك أنك بتحبيه هو اللي خلاني أوافق بس ملحوقة تتجوزوا بس وأنا هقطع رجلها من بيتك وهخلي أخوها ينساها ويرميها ورا ضهره.
.. روحي حاولي تهدي أخوك يا مايا على ما أخلص الكلمتين اللي محتاجة والدتك تسمعهم مني قبل ما نمشي من هنا.
خطت بعيدا بقلب مكلوم ليحدق السعدني بوجه زوجته المتجهم وقال
.. لما وقفتي ورا الباب واتسمعتي لكلامي مع مصطفى فكرت إنها غيرة منك زي ما كنت متعود اشوفك غيرانة لما مايا ولا مصطفى يقعدوا يتكلموا معايا لكن موقفك الغريب ورفضك لرغبة ابنك بالجواز من دعاء خلاني أفكر فكل حياتي معاك ولما لاقيتك سكتي ومتكلمتيش تاني قولت يبقى تقبلت الموضوع خصوصا أنك روحتي بنفسك تعزميها على عيد الميلاد اللي عرفت بعدها إنك كنت متفقة مع أختي إنكم ټكسروا البنت بس كرهك لدعاء عمى عينيك إنك كسرتي بنتك وخذلتيها وخلتيها تبان
بأسوأ صورة فعيون صاحبتها لما شافتها بنت خاېنة وخداعة وأخوها لعبوا بمشاعرها وهما عارفين من النهاية اللي ظبطتيها وقفلتيها من كل الزوايا فمنقدرش نتراجع عنها وحطتيني فأسوأ موقف ممكن أتعرض له فحياتي ابني وقلبه ولا أختي وللمرة التانية تدوسي على ولادك وتختاري عكس اللي هما عوزينه لأ وهددتي تروحي تتكلمي عنها كلام مش فيها لمجرد إن لونها مش عجبك وملامحها بسيطة وهادية نسيتي إن في ربنا وأخدتي بنفسك تنظيم الأمور وتحديد مصير كل واحد وللأسف ملقتش أدامي بعد ما خلاص الكل عرف إن ابني خطب بنت أختي غير أني أتجبر إني أظلم ابني وأطلب منه يحاول يتقبل وجود ملك فحياته.
.. عارفة لما عمر أتقدم لمايا أنا قلقت كلامه وطريقته ورغبته إنه يسرع كل حاجة خلتني أحس بعدم الراحة وإن في حاجة تانية ورا طلبه وجيت وقلت لك بلاش خلينا بعيد عن العيلة دي خصوصا أننا شايلين ذنب دعاء قولتي بنتي بتحبه وعوزاه ومقدرش أحرمها من اللي بتحبه ووافقتي وبسبب موافقتك الضغط زاد على مصطفى وتعب فحس أنه مش قادر يتحمل أكتر من كده وقال لأ خلاص كفايه روحتي بردوا خططتي ورتبتي ولعبتي بالسمعة وقولتي عادي لما أورطه وهو كراجل مش هيرضى يفضح بنت عمته وهيتجوزها.
.. عارفة يا نادية إن لون دعاء اللي على طول بتقولي أسود أسود عليه دا ميجيش حاجة جانب السواد اللي جواك والكره اللي عميك وللأسف أنت طلعتي أسوأ مما كنت أتخيل أو أتصور فيوم من الأيام يا نادية أنت غلبتي الشيطان نفسه فكراهيته للبني ادم وعلشان كده أنا قررت أحط حد للحياة اللي بينا دي وعلشان مظلمكيش هقولها مرة واحدة وأخيرة لو عايزة الحياة بيني وبينك تستمر يبقى ترجعي لربنا وتوبي عن اللي عملتيه وتروحي لحد البنت اللي كسرتيها بدون ذنب وتعتذري لها وتطلبي منها إنها تسامحك يا كده يا أعتبري دي أخر ليلة ليك على ذمتي اه وعلى فكرة يا نادية الصور اللي زورتيها لدعاء أنا حرقتها كلها ومسحتها من على الفلاشة ومن على موبايلك علشان حقدك ميعمكيش أكتر ما أنت وتوزي شيطانك وتنزلي الصور زي ما هددتي مصطفى.
حزنت دعاء كثيرا حين أخبرها عمر بطلاق والدي مايا المفاجيء كانت ترغب وبشدة بالذهاب إليها لتواسيها ولكنها لم تستطع نسيان موقفهم جميعا منها فاكتفت بمواساة رسمية طلبت من شقيقها عمر أن يبلغها إياها.
وكانت الأيام تمر سريعة فلم يتبقى سوى تلك الليلة ليأتي اليوم الحاسم الذي حاولت دعاء تقبله وهو يوم حفل عقد قران شقيقها على مايا واضطرارها لمواجهتهم مرة أخرى لم تستطع دعاء النوم في تلك الليلة فغادرت غرفتها واتجهت صوب المطبخ لتعد مشروبا دافئا لها فلاحظت صوت شقيقها علي يعلو بحذر فعلمت بأنه يتشاجر مع عمر بغرفته فاتجهت إليهم تنوي فض الاشتباك قبل أن ينتبه والدهم إليهم لتتجمد كليا ويدها فوق مقبض الباب حين سمعت علي يقول بحدة
الټفت عمر پغضب ينظر إلى علي وصاح
.. علشان اللي عملوه فأختك يا علي علشان يعرفوا إن دعاء القبيصي مهياش قليلة ولا نكرة علشان يفهموا أنهم لما لعبوا بيها وبمشاعرها وكسروها إن وراها اللي ياخد بتارها ويكسرهم مليون مرة وأنا خلاص ناويت ونفذت وفاضل الخطوة الأخيرة وبكرة هتوصل لهم رسالتي مع واحد بياع سريح فالشارع هيبلغهم أنهم ميساوش دمعة من عين أختي ويبقى يدوروا على اللي يرضى ببنتهم بعد فضيحتها لما يتعرف إن العريس رفضها ومجاش كتب الكتاب.
لم تعد تتحمل سماع المزيد فاندفعت إلى الداخل ليلتفت كلاهما إليها فكانت نظراتها منكسرة فبدت بعين شقيقها علي بأنها هي من كان ينوي عمر الغدر بها في
الغد سالت دموعها لتصدمهما سويا حين ركعت وتشبثت بساق شقيقها وتوسلته قائلة
.. ابوس رجلك يا عمر بلاش تعمل اللي أنت ناوي عليه دي مهما كان بنت ومتستحقش منك إنك تكسر قلبها وتدمر حياتها بالشكل دا ورحمة ماما عندك يا عمر بلاش ټأذي مايا بيا.
جثى ليكون على نفس مستواها ورفع رأسها وحدق بها بحزن وقال
.. أنت يا دعاء وبعد اللي عملوه فيك عايزاني اسيبهم من غير ما أرد لهم القلم طب إزاي وليه
أجابته بدموعها التي كانت ڼزيفا حادا بداخلها
.. علشان مايا بتحبك يا عمر بتحبك ووثقت فيك ولقيت معاك أمانها فبلاش ټخونها بالشكل دا وټطعنها سمعتها صدقني أنت لو عملت كده ربنا مش هيسيبك وممكن يترد لك اللي عايز تعمله فيا أنا أو فبنتك لو اتجوزت غيرها معقول هتقبل على نفسك وكرامتك أنك تغدر ببنت ملهاش أي ذنب غير أنها بتحبك.
صاح پغضب بعدما تركها ووقف بعيدا عنها
.. ذنبها أنها كذبت عليك ومثلت الحب هي وأخوها وكانوا بيتسلوا بيك ذنبها إنها سمحت لوالدتها وعمتها يذلوك بشكل مهين وبعدين خلاص أنا لا يمكن ارجع عن قراري اللي أخدته.
انتحبت بقوة وهاجمها احساس بالذنب تجاه مايا ولامت دعاء نفسها لأستسلامها لخطئها الأول وموافقتها على أن تعيش قصة الحب تلك فوقفت ونظرت باتجاه شقيقها وقالت
.. وأنت لو نفذت كلامك أنا عمري ما هسامحك ومش كده وبس لأ دا هروح لبابا وهطلب منه أنه يوافق على جوازي من سالم علشان صالح لما يعرف إن أخترت
متابعة القراءة