رواية انا لنفسى وبك بقلم منى احمد حافظ

موقع أيام نيوز

واسأله هيجولك الحديت الداير والله يا أبا الحج أني ما كان جصدي أجول بس مجدرتش أهملكم على عماكم أكدة والخلج ياكلوا فسيرتكم وسيرة البنية.
وقبل أن يعطي عبد العليم كلمته ظهر بهي من وسط العدم بينهم ليصيح بوجه الجميع قائلا
.. يشهد عليا ربنا إن أني بريء من الحديت اللي داير في البلد يا حج عبد العليم ولو ممصدجنيش أني مستعد أعمل اللي تحكم بيه وأني أهو جايلك بذات نفسي على الرغم من إنك رفضت تجبل عزا العيلة ليكم بس كلمة الحج لزمن تتجال ولو هتتجطع فيها رجبتي وربنا شاهد عليا إن بت الحج جبيصي كانت بالمخزن منصانة وماحدا مسها بالنظر حتى وأنت يا حج تجدر تتوكد منيها ومن حديتي وزي ما جولت لك أني جابل باللي تحكم بيه نظير ما كت رايد أخد تاري من واد عمها صالح.
باغتهم جميعا بكلماته التي وقف يصيح بها بصوت جهوري ليعود كما ظهر فأشار عبد العليم إلى الرجل الذي تحدث وتسبب بتلك الحاډثة بالرحيل والټفت إلى صالح وزجره بنظراته كون طيشه هو من وضعهم بذلك المأزق ليأتي بهي ويضعهم بين شقي الرحى هكذا فخفض صالح رأسه بترم وابتعد عن المكان وبعدما أنفض العزاء ولج قبيصي برفقه عمه عبد العليم إلى داخل المنزل فأوقفهم علي قائلا
.. حضرتك قولت أنك هتفهمني ليه أختي أتخطفت يا جدي ودلوقتي زي ما أنت سمعت الكل بيتكلم عن اللي حصل لأختي من تحت راس صالح اللي أذاها وآذانا كلنا بدون وجه حق.
استدار وهدان وحدق بشقيقه وأردف
.. يبجى نجطع عرج ونسيح دمه وصالح يكتب على دعاء لجل ما الخلج تجفل خشمها و...
.. لاه..
جاء الرفض بصوت قوي من عبد العليم فجعلهم يحدقون بوجهه بدهشة ليضيف
.. مافيش جواز هيتم يا وهدان بين ولدك وبت جبيصي لا دلوك ولا بعدين ولزمن تعرف إن دعاء وراها علامها وهي لساتها صغار ومش بعد ما تتاخد من جلب الدار واحنا جعدين كية الحريم أروح أرميها بيدي لولدك كنها خاطية ولا عاملة عملة وخاييفين من الڤضيحة دعاء مهتتجوزش صالح ولا حتى سالم يا وهدان ودا أخر الحديت وبعد العزا ما يخلص جبيصي هياخد ولاده ويعاود على مصر من تاني وأنت تنسى الحديت دة وأوعاك أسمعك بتجوله تاني عاد.
أعادها صوت والدها إلى الواقع وقال
.. مش قولنا منفكرش فأي حاجة ونروح نتوضى ونصلي أقولك أنا كمان هروح

أتوضى وأجي نصلي جماعة ها إيه رأيك
وافقته بصمت وأتجهت لمرحاضها فغادر والدها الغرفة فاستوقفه عمر بقوله
.. زميلات دعاء اتصلوا وعايزين يجيوا يعزوها.
أجابه والده وهو يومأ
.. وماله يا ابني ما يجيوا أهو على الأقل يخرجوا أختك من الحالة اللي هي فيها.
مضت ساعة ووقف قبيصي مستقبلا عدد من الفتيات وأشار إلى غرفة ابنته وأردف
.. دقيقة هديها خبر وادخلكم تقعدوا معاها براحتكم جوا.
أعلم قبيصي ابنته بحضور صديقاتها فانتفضت بتوتر حين ظنت بأن مايا برفقتهم لتعود وتتهاوى فوق فراشها ولمحت والدها يبتعد عن باب غرفتها لتتوافد بعض زميلاتها بالمدرسة وزفرت دعاء بارتياح لعدم حضور مايا وفي اليوم التالي أيقظ علي شقيقته بحنو قائلا
.. دعاء قومي مايا برا جاية تعزيك وبابا طلب أصحيك يلا قومي وفوقي واطلعي لها.
ارتجفت وشحب وجهها وأحست دعاء بقلبها يكاد يتوقف عن نبضه وازدردت لعابها وأمأت برأسها وأنتظرت مغادرته وأسرعت وارتدت حجابها بعدما ذكرت نفسها بما حدث لها بمنزلها وغادرت غرفتها بوجه متصلب وحين رأتها اتجهت إلى أبعد المقاعد عنها وجلست وحين اقتربت منها مايا لټحتضنها أوقفتها دعاء بإشارة من يدها وهي تخبرها بصوت فاتر ردا على كلماتها المواسية لها
.. البقاء لله وحده وإن شاء الله منجيش نعزيكم فغالي.
لتكون تلك هي الكلمات الوحيدة التي تفوهت بها دعاء قبيل أن تطلب مايا منها أن تحدثها على حدا فرفعت دعاء حاجبها باستنكار ورفضت متعللة بإجهادها فشعرت مايا بالحرج يكسوها وجلست لدقيقة أخرى قبل أن تستأذن بالمغادرة ومن مكانه استشعر علي بأن هناك ما حدث بين شقيقته ومايا لتعاملها دعاء بجفاء لم يرها تتعامل به سابقا فأنتظر حتى اطمئن لنوم والده وولج لغرفتها وجلس بجوارها وأردف
.. دعاء أنا عارف أنك صاحية فقومي اقعدي معايا علشان أنا عاوز أتكلم معاك في حاجة.
زفرت پألم واعتدلت وهي تظنه سيسألها عما حدث معها حين اختطفت رغما أنها أخبرتهم بكل ما حدث ولكن صوت شقيقها وسؤاله باغتها بقوله
.. ممكن أعرف أيه اللي حصل يوم عيد ميلاد مايا وخلاك رافضة تاخدي عزاها لأ وكمان أنت اتعاملت معاها بطريقة غريبة أنت زي ما تكوني طردتيها من البيت يا دعاء وأنا بصراحة قلقان وعايز أعرف أيه حصل هناك وخلاك بالحالة اللي كنت عليها واحنا مسافرين أنت مفارقتيش حضن ماما طول ما كنا سوا و...
لم تشأ دعاء اخفاء ما تشعر به عن شقيقها فهي تشعر بثقله وألمه بات لا يحتمل فزفرت تخبره بكل ما حدث منذ وطئت منزل مايا حتى مغادرتها له برفقة شقيقها عمر ليعقد علي حاجبيه وهو يحدق لها بلا تصديق وأردف
.. أنا مش مصدق إن في ناس كده معقول في حد يبقى بالحقارة دي هما أزاي سمحوا لنفسهم أنهم يكسروك بالشكل دا وبعدين مين اللي قالهم أنك زعلانة من ملامحك ولا شكلك ولا حتى لونك دي سطحية في التفكير ودونية وجبن من مايا وأخوها لتصرفهم الخسيس معاك عموما اللي حصل دا مفروض يعلمك أنك متديش ثقتك لأي حد تاني بسهولة وأنك لازم تاخدي حذرك مع أي حد مهما حاول يبين لك أنه بيحبك وبيخاف عليك واعتبري اللي حصل إشارة من ربنا ليك علشان تحافظي على مشاعرك ونفسك لصاحب النصيب اللي ربنا مقدره ليك.
حدقت به وهي تكفكف دموعها وسألته بصوت مضطرب
.. هو الحب حرام يا علي يعني أنا لما قلبي يدق ڠصب عني يبقى كده أنا ارتكبت ذنب حتى لو محصلش بيني وبينه أي كلام
أدرك علي مبلغ حيرتها وتيهها وعلم أن عليه كشقيق أن يقدم لها النصح بطريقة هادئة لتتقبلها دون تمرد أو رفض فابتسم بحزن قائلا
.. بصي يا دعاء أنا مقدرش أقولك إن الحب حرام لإنه مش حرام وربنا شرع لنا الحب بس لازم يكون في الحلال بمعنى إن البنت أو الولد أو الإنسان عموما ربنا أمره إنه يحافظ على مشاعره ويصونها للي مكتوب له علشان يعيش الحاجة فوقتها الصحيح بلذتها وطهرها طب أنت عارفة إن اللي حرام هو إن البنت تروح تصاحب وتكلم شباب من ورا اهلها وتخرج وتدي لنفسها أعذار وحجج أنها مش بتعمل حاجة غلط أو حرام وهي بتعمل الحرام فتلاقيها تزعل وتلوم نفسها وتسأل هي غلطت

فأيه علشان تتعذب وتتوجع لما اللي بتحبه يسيبها رغم إن الإجابة أدام عينيها أنها غلطت علشان هي مخانتش بس ثقة أهلها لأ دي خانت دينها اللي أمرها تصون نفسها علشان كده حصل لها اللي حصل البنت يا دعاء جوهرة كل بيت ولازم قبل ما أهلها يحافظوا عليها هي تحافظ على نفسها حتى لو حست
تم نسخ الرابط