روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز

عشان متأخرش و
توقفت فاطمة عن التحدث وهي تنتبه لانكماش ملامح زكريا پألم وهو يبعد يدها برفق عن ذراعه فزعت بشدة وهي تنظر له بعدم فهم 
_ مالك انت متعور
هز زكريا رأسه بنفي وهو يحاول ابعاد ذراعه عن يدها 
_ لا لا انا بخير هو بس وقعت في المدرسة على دراعي و اتعورت 
نهضت فاطمة بفزع وهي تقترب منه تحاول رؤية جرحه لكن لم تستطع لذا مدت يدها دون وعي تفك أزرار قميصه لينتفض زكريا من المفاجأة مما جعلها تعود للخلف بړعب 
_ ايه فيه ايه 
_ أنت اللي فيه ايه 
نظرت له فاطمة بتعجب لتصرفه 
_ هشوف الچرح عشان اعقمه 
ضيق زكريا عينه بريبه وهو يعود للاريكة مجددا ليسمح لها بالتقدم منه وهي تسأله بخجل شديد قبل أن تشرع في نزع قميصه 
_ هو يعني انت لابس حاجة تحت القميص 
ابتسم زكريا بخبث ثم غمز لها قائلا 
_ ولا مش لابس ما أنت سبق وشوفتي كل حاجة 
خجلت فاطمة بشدة وهي تتذكر ذلك اليوم الذي استيقظت به لتراه لا يرتدي سوى ثيابه السفلية لتبدأ في فك الأزرار دون كلمة إضافية وهي تنادي وداد لتحضر علبة الإسعافات لكن أثناء أبعادها للقميص عن زكريا وجدت شيء يسقط منه لتنحني قليلا وهي تحمل الورقة التي سقطت ظنا أنها تخص زكريا لكن أثناء التقطاها رأت ما جعل عينها تتسع پصدمة وهي تقول 
_ ايه ده يا زكريا 
__
_ تمام شكرا اتفضل إنت واقفل الباب وراك ومش حابب حد يزعجني 
أدى العسكري التحية وهو يستأذن رشدي ويخرج تاركا إياه يعود بظهره للمقعد مطلقا زفره طويلة من صدره تعبر عن مقدار التعب والارهاق الذي يكمن داخله ثم نظر لهاتفه بتعجب فمنذ رفض اتصالات العائلة كلها منذ ساعات لم تحاول ماسة الاتصال به من عند أحد مجددا هل يأست بهذه السهولة لا يعقل هذا فليست ماسة من تتركه غاضبا منها طوال هذه الفترة 
في الخارج كانت تتحرك في القسم وهي تنظر حولها ببرود شديد حتى وصلت لأحد المكاتب لتتحدث للعسكري الذي يقف أمامه ببسمة مغفلة قليلا 
_ لو سمحت هو الظابط أباظة جوا 
فتح العسكري عينه بتعجب لذلك الاسم الذي تنادي به رشدي ورغم ذلك هز رأسه لها 
_ ايوة بس هو مانع أي حد يدخله ولو عندك اي شكوى أو قضية تقدري تروحي لعصمت باشا هو حول كل القضايا عليه 
نظرت له ماسة بعدم رضى وهي تضع ما تحمله بيدها ارضا 
_ هو متعصب اوي 
زفر العسكري بضيق وهو يجيبها 
_ اوي وياريت تمشي دلوقتي بدل ما يسمع الصوت ويطلع يتعصب أكتر 
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر حولها ثم وفي غفلة عن أنظار العسكري مستغلة عنصر المفاجأة حملت ما وضعته في الأرض واقټحمت مكتب رشدي وهي تصرخ بصوت عالي 
_ اباظة 
_
_ ايه ده 
ابتسم هادي باتساع وهو يشير بيده وكأنه يقوم بخدعة سحرية 
_ دي الملاهي 
نظرت له شيماء پصدمة مصطنعة وكأنها لم تكن تدرك ذلك ثم قالت بنبرة مخټنقة قليلا 
_ انا مش بحب الملاهي ليه جايبني هنا 
ابتسم هادي يتذكر حديث رشدي القديم عن كره شيماء للملاهي بسبب تعرضها للعديد من المواقف الغير مرغوبة بها وهو لم يرغب أن تظل خائڤة من مواجهة أحزانها 
_ ايوة بس انا بحبها واكيد أنت كمان هتحبيها 
كاذب يعرف فهو لا يكره في حياته قدر تلك الألعاب السخيفة التي تصعد الفتيات لها خصيصا للصړاخ بشكل بشع قد يسبب الصمم له أو بقدر الالعاب التي تسبب شعور بالغثيان لكن لأجل شيماء قد يحبها فقط لأجلها 
_ تعالي يلا نبدأ باللعبة اللي هناك دي 
أنهى حديثه وهو يجذبها خلفه قبل حتى أن يعطيها فرصة للرفض بينما هي تنظر لظهره بتعجب وهي تفكر فيما يفعل هو 
ركض هادي ووقف في طابور شباك التذاكر وقد جعل شيماء تقف بعيدا قليلا عن الازدحام حتى يحصل لهما على تذاكر و كل ثانية ينظر لها مانحا إياها بسمة جميلة منه واحيانا يشير لها بإبهامه أن كل شيء على ما يرام 
كانت شيماء تقف أسفل إحدى الأشجار تراقب هادي وما يقوم به لأجلها وهي تفكر إن لم تتزوج بهادي وعاندت وتزوجت بغيره هل كان ليفعل كما يفعل هادي والإجابة كانت واضحة وهي لا لم يكن أحد ليفعل ما
يفعله هادي لانه ليس هادي ببساطة هي لا تملك ثقة بنفسها ولو بمقدار ذرة واحدة لكن مع هادي تعلمت أن تستمد ثقتها منه هو من نظراته وبسماته الموجه لها خصيصا 
استطاع هادي واخيرا الحصول على تذكرة له ولشيماء ليبتسم بفخر وهو يرفع التذكرتين عاليا راكضا للجهة الأخرى حيث تقبع شيماء في انتظاره بمرح لدرجة لم ينتبه لذلك الطفل الذي كان يحمل مسډسا ملئ بالذخيرة التي تتمثل في كرات صغيرة قد تصيبك بالشلل من كثرة الالم الذي تسببه عندما توجه لك وأثناء ركض هادي لم ينتبه لتلك القذيفة التي تتوجه صوب ذراعه العاړي بسبب ارتدائه لقميص ورفعه للكم الخاص به مظهرا جزء من ذراعه وفي ثواني كانت صرخات هادي هي من تصم اذان الجميع 
__
_ ايه دي 
لم يفهم زكريا ما تقصد فاطمة حتى رفع نظره عن ذراعه متسائلا بعدم فهم لسؤالها الذي انطلق للتو 
_ ايه 
رفعت فاطمة الورقة في وجه زكريا وهي تلوح بها متحدثة بنبرة حادة قليلا تحاول أن تتماسك حتى تفهم 
_ ايه دي يا عزيزي زكريا 
_ عزيزي زكريا ده دلع ولا ټهديد 
ابتسمت فاطمة بسخرية ثم أشهرت الظرف في وجهه وهي تقول مشيرة للاسم المكتوب على ظاهره بسخرية شديدة تحاول منع دموعها من الهبوط 
_ إلى العزيز زكريا 
انكمشت ملامح زكريا بعدم فهم وهو يدقق النظر في المظروف الوردي الذي يتوسط يد فاطمة يحاول التذكر متى حصل عليه أو من أعطاه له لكن لا شيء لا يتذكر حتى أنه حصل على هكذا ظرف وردي طوال حياته 
_ ايه ده 
_ انت بتسألني انا 
انتبه زكريا للنبرة الشرسة التي تتخلل حديث فاطمة ليدرك أنها لا تمزح ابدا لذا تحدث بجدية كبيرة وهو يشير لها برأسه 
_ خلاص افتحيه وشوفي ايه ده لاني مش هقدر أفيدك واقولك هو ايه ببساطة لاني معرفهوش 
نفخت فاطمة بضيق وڠضب شديد وهي تفتح الظرف پغضب شديد حتى كادت تقطع الرسالة معها ثم فردت الورقة وهي تقرأ بحنق وڠضب شديد 
_ إلى العزيز زكريا من حبيبتك المجهولة 
فتح زكريا عينه پصدمة شديدة وهو يستمع لتلك الكلمات ونهض سريعا يقترب من فاطمة ينتظرها أن تكمل قراءة 
_ اعلم جيدا أنك تحب الفصحى لذا أحببت أن أكتب لك بها واعبر لك بها عن مشاعري 
ابتلع زكريا ريقه وهو يشعر وكأن المكان أصبح ضيقا عليه يسمع صوت فاطمة الساخر 
_ وكمان عارفة انك بتحب الفصحى 
_ ياحبيبتي أنا مدرس لغة عربية يعني يوم ما هحب لغة هحب ايه يعني هيروغليفي 
نظرت له فاطمة بشړ 
_ انت بتهزر واحدة كاتبة ليك جواب غرامي يا استاذ وانت بتهزر 
أبعدت فاطمة عينها عن زكريا وهي تكمل القراءة وعيونها تمر على الكلمات بشړ كبير 
_ قد تتعجب سبب كتابتي لتلك الكلمات وقد لا تتعرف علي لاني لم اكتب اسما لكن يمكنك أن تسأل قلبك فسيعرفني أو أن تسأل عينيك
تم نسخ الرابط