روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز

الضحك انبأه أن هناك ما حدث لهادي ويشبه ما حدث له ...
كان الثلاثة يضحكون بصخب على أعتاب غرفة رشدي ولم يكد رشدي يفتح الباب إلا وكان والده يخرج من المطبخ المقابل لباب غرفته وهو يحمل طبق فاكهه كبير ويتراقص به ويدور وكأنه يؤدي استعراض ما وكعادته كان يدندن بكلمات اغنية اجنبية I love you when you call me senorit . احبك عندما تناديني سنيوريتا 
كان الثلاثة شباب متسمرين أمام ذلك المشهد الفريد أو الشابان... فرشدي بالفعل قد شاهد وحضر العديد والعديد من تلك العروض العالمية والتي يتفنن والده كل مرة بها .
اقترب هادي من رشدي يهمس ومازالت عينه معلقة بابراهيم الذي لم يسمح بكل ما حوله من أن يخرجه من غيمته الوردية 
_ لا مؤاخذة يا رشدي يا خويا بس هو ابوك ليه عايز حد يناديه سنيوريتا 
نظر رشدي لهادي بلا أي ملامح وهو يجيب 
_ لا ده استعراض عادي ما شوفتهوش بقى وهو بيرقص على اغنية مايكل جاكسون تقولش المرحوم كان خارج من تربته يرقص وراجع.....عالمي يا ابراهيم عالمي والله يا غالي .
تحدث زكريا وهو مازال ينظر لما يفعل ابراهيم ببلاهة 
_ طب نكح طيب ولا نعمل حاجة عشان يعرف اننا هنا 
أشار رشدي بيده لزكريا 
_ لا سيبه متخرجهوش من حالة الفن اللي هو فيها دي دلوقتي هتلاقيه وهو بيلف ويعمل حركة دينا الرقاصة وقف لوحده .
كبت زكريا ضحكاته وهو يستمع لكلمات رشدي الذي كان يبدو من ملامحه أنه بالفعل اعتاد كل ما يحدث ...وبالفعل بدأ ابراهيم يلف خصره كما تفعل الراقصات عادة وهو يبتسم ليفتح عينه واخيرا أثناء ذلك لكن فجأة توقف خصره عن الحركة في منتصفها وهو يرى بعينه ابنه ورفقته اصدقاء وعلى الجانب الآخر كانت تقف ماسة وشيماء ومعهم فاطمة والجميع يرمق ما يحدث ببلاهة عدا شيماء ورشدي اللذان اعتادا ما يحدث تقريبا .
اعتدل ابراهيم في وقفته كما المرة السابقة وحمل طبق الفاكهة مجددا والذي كان قد تركه في غمرة استعراضه ثم تحرك بخطواب هادئة تحمل من الهيبة ما ينافي ما كان يحدث منذ دقائق وهو يتجه صوب غرفته بعد أن ألقى تحية على الجميع وكأن شيئا لم يحدث 
_ مسائكم لذيذ يا شباب .
نظر الجميع لبعضهم البعض پصدمة كبيرة وكلا منهم ترتسم على وجهه ملامح بلاهة وعدم استيعاب لما حدث منذ قليل ...
لينطلق سؤال رشدي بحنق شديد 
_ انا ھموت افهم ليه دايما يرقص رقص شرقي على أغنيات أجنبية يعني لو كان رقص رقصته دي على اغنيه يابنت السلطان مش كان هيكون احسن 
تحدث هادي وهو يكتم ضحكته بصعوبة 
_ يعني هي الأغنية بس اللي مزعلاكمش إن الحاج ابراهيم للتو عمل استعراض راقص قدامنا كلنا 
_ يا عم وهو انتم غربا يعني ده بيتك يا هادي خد راحتك يا حبيبي .
هنا واڼفجر الجميع في الضحك دون قدرتهم على السيطرة على قهقهاتهم العالية ...
انتبه زكريا لفاطمة والتي كانت تمسك معدتها من الضحك ليبتسم باتساع وهو يردد 
_ علينا إذا بشكر الفنان الواعد لأعطائنا شرف رؤية تلك الضحكات الربيعية .
انتبه الجميع لحديث زكريا ليطلق هادي صفير عالي وهو يضرب كتف زكريا غامزا 
_
يا زيدي يا زيدي ....ملاحظ إن اخر فترة مودك بقى رومانسي زيادة حبتين .
خجلت فاطمة من نظرات الجميع لها لتهرب سريعا صوب باب الخروج وتبعها سريعا زكريا وهو يشير لرشدي 
_ هات اللاب بتاعك وحصلني على بيتي يا رشدي .
أنهى حديثه وهو يتبع فاطمة سريعا بينما نظر اتجه هادي سريعا صوب شيماء وهو يمسك يدها مرددا بينما يتجه للباب 
_ ثواني وهحصلكم على بيت زكريا يا رشدي اسبقني انت .
لكن قبل أن يخطو هادي خطوة واحدة لشيماء كان رشدي يمسكه من ثيابه من الخلف وهو يهمس بحنق شديد من بين أسنانه 
_ رايح فين كده يا عسل 
نظر له هادي بتعجب مصطنع وهو يجيبه 
_ هخلص حاجة على السريع واحصلكم ...متخافش مش هتأخر عليكم
_ يا خويا ما تتأخر ولا متجيش خالص ... إنت واخد البنت ورايح فين 
نظر هادي لرشدي بعدم فهم مصطنع قبل أن ينتبه ليده التي تمسك يد شيماء ليبعدها بسرعة وهو يشهق پصدمة 
_ ايه ده بسم الله الرحمن الرحيم ايه اللي جاب دي هنا 
رفع رشدي حاجبه بسخرية كبيرة وكأنه يقول له حقا ....تحدث هادي رافضا نظرات الاتهام في عين رفيقه 
_ لا متبصليش كده ...انا اساسا معرفش ايه اللي جابها معايا دي يمكن شبطت فيا من غير ما اخد بالي .
شهقت شيماء وهي تبتعد عن هادي بغيظ 
_ والله 
نظر لها هادي وهو يغمز لها بأنه يخدع اخيها لكن رشدي زفر بضيق وهو يشير له بتحذير 
_ متتحركش لغاية ما اشوف اللاب توب
دخل رشدي لغرفته وتبعته ماسة وهي تغمز لهما 
_ هعطله خدوا راحتكم .
ابتسم لها هادي بامتنان بينما تخضبت وجنتي شيماء بشدة بسبب تلميحات هذان الاثنان .
_________________
لحق زكريا بفاطمة على الدرج وهو يمسك ذراعها بسرعة مرددا بحنق شديد 
_ استني يا آنسة هنا رايحة فين دلوقتي لوحدك 
توقفت فاطمة وهي تتنفس بسرعة بسبب ركضها على الدرج ومازالت وجنتها حمراء بسبب ما تعرضت له من احراج في الاعلى لتبتلع ريقها وهي تجيبه 
_ هرجع البيت و.....
توقفت عن الحديث وهي تجد فجأة زكريا اقترب منها دون مقدمات وهو يطبع قبلات صغيرة على وجنتيها ثم همس دون أن يبتعد عنها بحب شديد ولم يقاوم مظهرها هذا وبهذه الحالة 
_ رحماك جميلتي فهذا القلب والله يعاني .
كانت فاطمة في عالم آخر وهي تحاول أن تتحدث بكلمة لكن وكأن أحدهم قد ربط لسانها فلم يسعها سوى أن تتحدث بكلمة واحدة 
_ زكريا ....
_ قلبه
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تنظر حولها تخشى أن يراهم أحد في هذا الوضع رغم تأخر الوقت نسبيا ....كان قلب زكريا يطرق بشدة يشعر وكأنه سيخرج من محله ليسمع همستها وهي تسأله سؤال لم يتوقعه منها في هكذا لحظات 
_ زكريا هو إنت ممكن في يوم ټندم على ارتباطك بيا 
رفع زكريا نظره لها بتعجب يحاول معرفة سبب هذا السؤال المفاجئ في هكذا وقت لكنه رأى خوف في عينيها وقد علم من عينيها أنها تعرضت للكثير والكثير مما أفقدها الثقة في الجميع وهي الآن تريد طمئنة قلبها بوجوده دائما جوارها وهو لن يقصر ابدا في طمئنتها لذا ابتعد عنها قليلا وابتسم بسمته التي أضحى يخصها بها مرددا 
_ لا يسعني القول سوى أن هذا القلب أضحى كطفل يحبو صوبك طوال الوقت ... وأن الاشواق أضحت في بعدك اشواك .
ابتسمت له فاطمة من بين دموعها ثم همست له 
_ تعرف إني بحب لما تتكلم بالفصحى اوي .....
ابتسم زكريا وهو يداعب وجنتها بحب شديد 
_ وانا احبك عندما تتحدثين فقط ...لا يهم بأي لغة أو بأي كلام تتحدثين....فقط كل ما يهمني أنك تتحدثين هذا كاف لسړقة ذلك المسكين الذي يخفق بين جنبات صدري .
ابتسمت له فاطمة ليضيف هو بمزاح 
_ لاحظي اني مغرقك دلع الايام دي وأنت.......
تنهدت فاطمة بخجل وهي تستمع لحديثه ثم ابتعدت قليلا تود الذهاب قبل أن تلقي بنفسها
تم نسخ الرابط