روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز

الأمر صعب هكذا ابتلع ريقه وهو يرفع نظره لمنيرة يتأمل أن تكون قد فهمت عليه ..ابتسمت منيرة وهي تهز رأسها متفهمة ثم توجهت سريعا لدولاب ابنتها وأخرجت إسدال الصلاة وهي تطلب منه رفعها حتي تتمكن من جعلها ترتديه ...
حسنا هذا كثير عليه في يوم واحد ...اقترب منها زكريا ببطء وهو يرفعها جيدا وبحرص شديد لتصبح تقريبا بين أحضانه لتلبسها منيرة الاسدال سريعا ثم قبلتها بحب وهمست لزكريا 
_ معلش يابني خدها معاك ولما ابوها يمشي هاجي انا أخدها عشان متسمعش حاجة تزعلها كفاية اللي سمعته لغاية دلوقتي ...
هز زكريا رأسه مبتلعا ريقه بتوتر ينظر لتلك التي تستوطن أحضانه للمرة الثانية لكن هذه المرة وهي زوجته ...لا يعرف لماذا لكن عندما رأى والدتها تنحني مقبلة إياها اراد هو الآخر أن يقبلها قبلة صغيرة وشعور في داخلها أنه يحمل طفلته لا ينفك يتركه كلما اقترب منها .....
تحرك زكريا للخارج وهو ينظر لرشدي وهادي نظرة فهم الاثنان معناها ليتحركوا أمامه سريعا يراقبون له الطريق فلا أحد يعلم أنها زوجته وقد تتكاثر الأقاويل عليهما.....
سار زكريا بها حتى وصل البناية الخاصة بها ليتركه كلا من هادي ورشدي بعد أن ألقى عليهما كلماته المقتضبة 
_ هادي بلغ الشيخ ساجد اني هعمل اشهار لعقد زواجي بعد صلاة الجمعة بكرة ....
أنهى حديثه وهو يصعد الدرج بها تاركا خلفه رشدي وهادي ينظران لبعضها البعض بتعجب ومازالت الصورة لم تتضح بعد ....
ذهب الشابان حتى القهوة ليجلسا عليها بهدوء شديد ليتبعهم
بعد دقائق زكريا الذي جلس وهو يتنفس پعنف شديد وكأنه كان يركض لاميال....
رفع زكريا نظره للاثنين بتعجب لتلك النظرات التي يرمقونه بها 
_ فيه ايه بتبصوا كده ليه 
ابتسم رشدي وهو يضرب هادي بمشاكسة غامزا له بقصد اغاظة زكريا 
_ هو ده بقى الموضوع يا شيخنا اللي قولتلي هكلمك فيه !
نظر له زكريا بملل وهو يقلب عينه عالما بداخله أنه لن يسلم من حديثهما وقد تحققت مخاوفه وهو يصله صوت هادي الممازح 
_ مقولتلناش يعني انك مدلوق بالشكل ده 
حتى هو لم يكن يعرف ذلك هكذا فكر زكريا في نفسه وهو يستمع لصوت رشدي الجاد 
_ لا بجد يا زكريا ازاي تتجوز بالشكل ده ده هادي الاهبل آخره كان يدخل بخلاط ...إنما أنت ما شاء الله داخل بمأذون على طول .
حسنا ماذا يخبرهما أنه لم يكن حتى في أكثر أحلامه جموحا ليفعل شيئا كهذا دون دراسة طويلة وتفكير طويل جدا .... وأنه ذهب لهناك حتى يلحق بها وعندما وجد والدها سيضربها تدخل سريعا وبدأت الأمور تتعقد منه ...هو حتى لم يكن يفكر في الزواج ليس الان على الاقل ...لكنه قال ما قاله بشأن رغبته السابقة في الزواج منها فقط لوقوف فاطمة وسماعها كل ما يحدث وعرض والدها لها عليه بهذا الشكل ...فهو إن كان عرض عليه الأمر بشكل شخصي وحدهما كان سيفكر وقد يرفض فهو بالطبع لم يقع في حبها بهذه السرعة التي تؤهله للزواج منها دون تفكير أو حتى سؤال عائلته والمقربين منه ...لكن ذلك الذي يدعى والدها بكلامه عنها وعرضها بذلك العرض الوضيع وعلى مسامعها لم يدع له فرصة للرفض حتى لا ېجرحها أكثر ...بل تحدث وقال أنه كان يرغب في الزواج به من الأساس حتى لا يخجلها أمامه ...رغم عدم إنكاره أن هناك جزء داخله قد بدأ يميل لها وهذا سبب رفضه تحفيظه لها وقفل أي باب للشيطان ليأتي القدر ويجعلها بين ليلة وضحاها زوجته ...
_ عادي يعني انا اساسا كنت بفكر في الموضوع ده من فترة لاني بحب اكون واضح وانتم عارفين ...
هكذا برر زكريا الأمر أمام أصدقاءه فهو إن رفض كسرها أمام نفسها فلن يفعل أمام أحد حتى لو كان ذلك الأحد أصدقاءه الذين لا يملك اغلى منهم ولا يوجد أقرب منهم لقلبه ....
ابتسم هادي وهو يحرك يغمز له 
_ زيدي يا زيدي قال والاستاذ كان بيهزقني على اللي عملته
قاطع حديثهم ذلك رنين هاتف زكريا برسالة أتت له من والدته تطلب حضوره حتى لم تهاتفه ..يبدو أن الأمر لن ينتهي بهذه السهولة .
تنهد زكريا بتعب وهو ينهض مبتسما 
_ حسنا استأذنكم فقد اشتعلت الحړب في الأعلى...سأقابلكم غدا في محل والدي ونجلس سويا ونكمل حديث .
أنهى حديثه راحلا سريعا وهو يدعو ربه داخله أن ينتهى الأمر على خير ....
ليله صوت هادي وهو يتحدث بصوت عالي 
_ حدثني إن احتجت الدعم أمام الحاج لؤي .....اشهر سلاحک يا فتى فلن ينفعك لسانك مع والدك
نهض رشدي وهو يشير لداخل القهوة متحدثا بملل 
_ هشوف الاستاذ اللي جوا أخر المشاريب ليه 
رفع هادي حاجبه بتهكم واضح 
_ هو الاستاذ مش مستعجل كالعادة ليه اتخانقت مع ماسة صح 
هز رشدي رأسه متجها للداخل 
_ موضوع طويل هجيب المشاريب واجيلك ....
رحل رشدي تزامنا مع ارتفاع رنين هاتف هادي الذي لم يصدق عينه وهو يرى اسم دبدوبي الصغير يعلو شاشته مفكرا ببسمة أن شيماء إن رأته ستخنقه ....
رفع الهاتف سريعا على أذنه قبل أن تغلق المكالمة وهو يتصنع الڠضب منها بسبب آخر موقف لهما معا 
_ نعم عايزة ايه 
صدمت شيماء من لهجته وكادت تتحدث لولا صوته الذي قاطعها بحنق شديد 
_ اوعك تكوني فاكرة إن لما تتصلي تعتذري هرضى على طول لا يا هانم مش اقل من خمس ست سبع اتصالات عشان ارضى .
ابتسمت شيماء من الجانب الآخر بيأس عليه وهي تحاول التحدث 
_ انا اساسا مش .....
قاطعها هادي بحزم وضيق 
_ متبرريش لو سمحتي انا شوفتكم بعنيا الاتنين ...
_ يابني اسمعني ر.....
قاطعها هادي مجددا متقنا دوره الغاضب 
_ لا يا شيماء مش بالسهولة دي اسامحك لا يا ماما .....مش اول ما تتصلي اقولك خلاص سامحتك ومحصلش حاجة .
نفخت شيماء بضيق وهي تصمت ليكمل هو حديثه بتذمر كطفل صغير 
_ يعني مثلا طالما أنت اتصلتي بيا يبقى حسيتي بالذنب .....كان ممكن تتعبي نفسك شوية وتقولي كلمتين حلوين تجبري خاطري بيهم لاني زعلان اوي على فكرة ...
صاحت شيماء بحنق شديد من حديثه 
_ يا بني انا متصلة عشان عايزة رشدي وهو فونه مقفول ...
_ اصلا يا واطية.
_ مين دي اللي واطية 
كان ذلك صوت رشدي الذي خرج يحمل في يده صينية المشروبات الخاصة به وبهادي وزكريا ...استدار هادي وهو يجيب بغيظ يمد يده بالهاتف له 
_ اختك ....اتفضل كلمها ومعلش ابقى اتعب شوية في تربيتها عديمة الشعور دي وقولها إن الجفا بيعلم القسۏة .
أنهى حديثه وهو يزم شفتيه كطفل و ينأى بنظره بعيدا عن رشدي الذي كان يفتح فمه پصدمة لما يقوله هادي متسائلا عن سبب اتصال شيماء به وعن سبب حديث هادي الغبي متوعدا له بالضړب بعدما ينتهي من حديثه مع أخته ...
مد هادي يده وانتزع مشروبه ثم جلس بهدوء جوار رشدي يدعي عدم الاهتمام رغم حواسه المتحفزة لكل كلمة تخرج من رشدي ...
_ ايوة يا شيماء فيه ايه 
تحدثت شيماء سريعا وبعدم تصديق فهي ظنت أن اخيها في العمل وليس مع هادي ....لذا سارعت سريعا في التحدث بما جعل
تم نسخ الرابط