روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
فيه وخۏفي إن حضرتك تظن الأمر مجرد شفقة أو عرض وخلاص كنت طلبتها انا للزواج ...بس بما إن حضرتك مش معترض ابدا فخليني أقولها بشكل رسمي ......
تنفس زكريا وهو يتحدث بهدوء شديد مبتسما له بعدما استرق نظرة لوجه فاطمة الشاحب وبشدة وكأنها رأت وحش ....
_ انا بطلب من حضرتك ايد الآنسة فاطمة وهيكون شرف كبير اوي ليا توافق .
_ لا بس انت بوظت وش الواد عيل غبي صحيح ...
تجاهل هادي حديث فرج الذي يرغو ويزبد به منذ ضربه لذلك الشاب والذي اتضح أنه أتى بدلا من أخته لرؤية شيماء وقد كان ينوي التقدم لها ....
حمل هادي كوب المشروب الذي يتوسط الطاولة وهو يتحدث بسخرية
_ طب بس لان أم اشرف لو سمعتك هتغير اوي .
ضحك فرج بشدة على حديث هادي وهو يفهم معانيه المبطنة
نظر له هادي بسخرية ولم يكد يتحدث له بلسانه اللاذع حتى استمع لرنين هاتفه ليجد أن المتصل هو زكريا ...فتح المكالمة وهو يرتشف بعضا من المشروب الساخن
_ الو يا زيكو .....لا خلصت شغل بس ليه
تحدث زكريا وهو يبتعد عن الجميع
_ عايزك يا هادي تجيب رشدي وامي ولؤي وتجيلي عند بيتك عشان هتجوز .
_ تتجوز عند بيتي هتتجوز امي ولا ايه
اغمض زكريا عينه وهو يؤنب نفسه على اتصاله لهادي لكن رجح أنه الوحيد المتفرغ لمعرفته أن رشدي الآن سيكون بعمله ولن يجيب عن هاتفه
_ امك مين يا متخلف انت ......
لكن هادي لم يستمع له وأخذ يندب حظه
_ يا مصيبتك يا هادي عمال تقول هتجوز أم اشرف هتجوز أم اشرف اديها هتتردلك في امك ...ومن مين صاحبي اللي آمنته على بيتي ....وياترة بقى هقولك بعد كده يا جوز امي ولا تحب اناديك بابا زكريا ...
_ على آخر الزمن ابويا يبقى اسمه زكريا لؤي ...يعني يارب انا موعود ابويا اسمه عبدالهادي المهدي و جوز
امي اسمه زكريا لؤي
لم يتحدث زكريا ولا كلمة وصمت يستمع لجنون رفيقه فهو يعلم أنه عندما يبدأ التحدث فلن يصمت ابدا لذا تركه يفرغ ما في جعبته وهادي لم يتوانى عن الحديث بل أخذ يتحدث دون انقطاع
لم يكمل حديثه بسبب فرج الذي التصق به وهو يقول ببسمة غبية
_ قوله انا كمان عايز اتجوز ام اشرف ....خليه يقولي عملها ازاي
نظر له هادي بنظرة شړ ثم تحدث لزكريا
_ عجبك كده شمتت فينا فرج يا اخي الله يسامحك .
قص زكريا الأمر بسرعة وهو يؤكد على هادي أن يوصل الأمر لوالديه بجدية ودون مزاحه الغبي
أنهى زكريا حديثه واغلق الهاتف سريعا في وجه هادي دون أن يعطيه فرصة للتحدث و استدار للعودة حيث يجلس والد فاطمة والمأذون وباقي العائلة بعد رحيل ذلك العريس المزعوم لكن بمجرد أن استدار وجد والدة فاطمة تقف أمامه بأعين دامعة ........
________
صعد كلا من هادي ورشدي درج بناية منزل زكريا ورشدي يؤكد على هادي ألا يتحدث بشيء غبي
_ فهمت يا زفت ...سيبني انا اتكلم لغاية ما نفهم من زكريا الحوار كله .
_ خلاص فهمت فهمت هو انا غبي بقالك ساعة بتعيد وتزيد في نفس الكلام...
أنهى حديثه وهو يمد يده ليضرب جرس منزل زكريا ...وانتظر قليلا حتى فتح الباب وكان لؤي هو من فتحه ..كاد رشدي يفتح فمه للتحدث لولا ذلك الغبي الذي يقف جواره والذي قال ببسمة واسعة بلهاء
_ يلا يا حاج لؤي ادخل البس بدلة حلوة كده واتشيك عشان انهاردة كتب كتاب زكريا ابنك .
سمع الجميع صوت شيء يكسر في الخلف ليستدير الجميع حيث تقف وداد وهي ټضرب صدرها بيدها پصدمة لما سمعت منذ قليل ....
نظر رشدي لهادي بشړ شديد ليبتسم له هادي وهو يتحدث بغباء مشيرا حيث وداد ولؤي المصډومين
_ هيموتوا من الفرحة ......
_______________
ضغط رشدي على شفتيه تحت أسنانه حتى كاد يقطعهم من غباء ذلك الذي يقف جواره .....
تحدثت وداد وهي تركض صوب الباب حيث كان لؤي ما يزال يقف وهو لا يعي شيء مما يحدث هل ما سمعه صحيح عقد قرآن زكريا ابنه هو
_ بتقول ايه يا هادي انت بتهزر ولا ايه يابني
كانت تلك الكلمات التي انطلقت من فم وداد تزامنا مع وقوفها أمام الجميع في انتظار توضيح لذلك المزاح الثقيل الذي سمعته منذ قليل لكن حديث رشدي والذي قاله بعدها لغى كل شكوكها تجاه الأمر
_ اهدي شوية يا خالتي واسمعيني الموضوع مش زي ما انتم فاهمين ....
نظر له لؤي پصدمة فإن كان هادي يمزح ...فرشدي لا
_ يعني بجد
_ ايوة بس معلش خليني افهمكم الموضوع بسرعة
....
________________
استدار زكريا بعدما أنهى مكالمته مع هادي داعيا الله أن يستخدم عقله لمرة واحدة كشخص طبيعي دون أن يتسبب في مقتله ... وأن يتحدث رشدي هو أمام والديه وليس هادي المندفع حتى لا ېخرب كل شيء ...
بمجرد استدارة زكريا وجد منيرة تقف أمامه ومازالت دموعها لم تنضب بعد وتحمل في عيونها نظرات كثيرة مختلطة استطاع فقط تمييز نظرة الامتنان له ليأتي له صوتها وهي تتحدث بهدوء
_ انا عارفة انك ملكش ذنب في كل اللي بيحصل وانك انظلمت في الحوار ده كله بس ...
صمتت قليلا تحاول ابتلاع غصتها ثم أكملت بنشيج بسبب البكاء
_ بس إنت املي الوحيد عشان أنقذ بنتي من أيدهم لو المرة دي عرفت أخرجها من الموضوع المرة الجاية مش هعرف وفي مرة من المرات الكتير دي هلاقي نفسي بزف بنتي لشخص قد ابوها أو مدمن او غيره ....
صدم زكريا من حديثها يتساءل داخله ما الذي يدفع تلك العائلة لمحاولة التخلص من ابنتهم بتلك الطريقة فهو للحق لا يرى بها عيب قد يدفعهم لذلك ...
انتبهت منيرة لنظرات الحيرة التي تعلو وجهه لتبتسم في المقابل بسمة مقهورة مکسورة
_ عارفة إنت بتفكر في ايه...بس انا مليش الحق اني اقولك حاجة والوحيدة اللي ممكن تقولك هي فاطمة نفسها ...
حسنا هي لم تفيده بشيء بل على العكس زادت حيرته بشكل كبير جدا فما هو الشيء الذي فعلته فاطمة وقد يدفع عائلتها لمحاولة التخلص منها بأي ثمن فهي لا تبدو من تلك الفتيات العابثات التي قد ترغب عائلتهن في التخلص منهن مخافة جلب العاړ ...الموضوع كبير وكبير جدا .....
كل ما استطاع زكريا التفوه به في ذلك الأمر
_ هو الموضوع ليه علاقة بالحالة اللي كانت فيها
كان يقصد بحديثه تلك الحالة التي وجدها عليها سابقا حينما كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة ليصل له جوابه بإيماءة صغيرة من رأس منيرة وهي تضيف على حديثها السابق
_ كل اللي اقدر
متابعة القراءة