روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

موقع أيام نيوز

الذي يرمقه كما يرمق الأسد فريسته ليتحدث متعجبا نبرته وهو يرى رجل كبير في السن يركض سريعا على وجهه بسمة بلهاء ليقف بالقرب منه وكأنه لا يرغب في تفويت لحظة من الحوار 
_ نعم يا افندي فيه حاجة 
_ ايوة فيه بس تعالى على جنب كده عشان نتناقش بهدوء منعا لخدش حياء فرج .
________________
ارتجفت يد ماسة وهي تمسك الهاتف بړعب مما ترى فقد كان يحتوي على صور خاصة بها بعضها بثياب المنزل والبعض الآخر وهي دون حجاب ....فزعت سريعا وهي تحرك يدها على لوحة مفاتيح هاتفها تكتب بسرعة دون أن ترى جيدا ما تكتبه 
_ انت مين وعايز ايه باللي بتعمله ده 
توقفت عن الكتاب تترقب حتى ظهرت علامة زرقاء تدل على قراءة الشخص المرسل لرسالتها ...خفق قلبها پعنف شديد وهي تنظر للعلامة التي تدل على أنه يكتب الان ...ثواني مرت كالچحيم عليها وهي تترقب الأمر حتى ظهرت رسالته على الشاشة بحروف مقتضبة 
_ انا مش عايز ائذيك يا ماسة انا بس عايز نتكلم ممكن 
شعرت ماسة بدمائها تفور في شرايينها وهي متأكدة في داخلها أن هذا هو نفس الشاب الذي يزعجها عبر الهاتف لذا سريعا ودون أن تشعر كانت تغلق المحادثة وتغلق الهاتف نهائيا بعدها ثم سكنت محلها تنظر بشرود أمامها تنتظر شيء مبهم ثم تحركت تخرج من غرفتها متحركة نحو باب الشقة بهدوء شديد وخرجت وأغلقت الباب خلفها ثم تحركت بهدوء وجلست على الدرج المؤدي لأعلى تنتظر في هدوء شديد وهي تستند برأسها على قدمها ثم أغلقت عينها بهدوء شديد وكأن لا شيء حدث منذ ثوان ....
_______________
صدم زكريا من حديث منيرة ليترك الهاتف سريعا دون أن يدع لعقله المجال حتى يفكر ولو قليلا وسريعا انطلق لخارج الشقة دون أن يجيب نداء والدته التي كانت تتساءل عن هوية المتصل ....
كانت ملامحه تعلوها الفزع الشديد وهو يتذكر حديث والدتها الملهوف ونبرتها التي ظهرت له وبوضوح أنها 
كانت تبكي پعنف...هبط درج البناية سريعا ينظر حوله عله يلمح طيفها لكن لم يجد شيء لذا سريعا ركض للبناية الخاصة بها وهو يدعو ربه ألا تكون قد وصلت للشقة الخاصة بها بعد .
دخل البناية سريعا ليلمحها وهي تخطو على بداية درج الطابق الثاني والخاص بشقتها ليعلو صوته مناديا إياها بلهفة شديد 
_ آنسة فاطمة ....آنسة فاطمة لحظة لو سمحتي .
توقفت فاطمة على درج منزلها وهي تستمع لصوت يناديها ...صوت تعلمه جيدا ..نظرت فاطمة للاسفل بتعجب لتجد أن الشيخ يركض على الدرج خلفها...وللحق ارتابت كثيرا من الأمر وهي تفكر لما يناديها هل حدث شيء أو فعلت شيء هي حتى لأول مرة لا تسبب له مشاكل .
و قبل أن يصل لها زكريا
سمعت صوت باب يفتح يتبعه صوت والدها الذي هز قلبها من موضعه 
_ اخيرا شرفتي يا هانم ....اطلعيلي يلا عشان عايزك .
نظرت فاطمة بتعجب لوالدها تتساءل لما هو هنا لكن لم تدم حيرتها وهي تتقدم جهة والدها تتجاهل زكريا الذي استوقفها منذ قليل ظنا منها أنه يود توبخيها على شيء ما ...
لكن كل ذلك اختفى بمجرد أن وصلت للشقة وجذبها والدها للداخل پعنف وكأنه يسوق الشاه للمذبح....
___________________
_ ها اتفضل .....
نظر سلامة حوله بتعجب فقد سحبه ذلك الشاب المچنون واجلسه عنوة على أحد مقاعد القهوة ثم سحب مقعد وجلس جواره يضع يده على خده كمن يستمع لقصة ما قبل النوم ...لم يفهم سلامة شيء من هذا المچنون لذا تحدث بضيق وتأفف 
_ هو حضرتك مچنون اتفضل ايه بالضبط 
ادعى هادي الصدمة وهو يشير لنفسه 
_ الاه هو مش إنت كنت بتقول من شوية لشيماء إنك حابب تتكلم شوية انا فاضي اساسا ولسه مخلص شغل فقولت اسمعك انا طالما حابب تتكلم لأن الآنسة شيماء مش هتقدر تقف كتير بسبب رجليها ..
_ اه ده إنت بتستخف دمك 
ابتسم هادي وهو يضع قدم على قدم متحدثا بفخر غبي بعض الشيء 
_ لا انا فعلا دمي خفيف حتى أسأل الكل ....
ابتسم الشاب بسخرية ثم اقترب من هادي وهمس له 
_ بيجاملوك صدقني
عاد فرج في هذه اللحظة بعدما كان لدى ام اشرف ليجد ذلك الشاب يحتل مقعده المقدس ليتحدث بحنق شديد وهو يدفع الشاب بعيدا عن مقعده 
_ ولا الكرسي ده بتاعي يالا قوم من عليه .... إنت يا زفت يا مروان صبي القهوة مش قولت محدش يقرب للكرسي بتاعي 
أشار هادي له بالصمت 
_ فرج اسكت دلوقتي واقعد في أي داهية لغاية ما اشوف حكاية الاستاذ ده ...
تشنج فرج وهو يكاد يفتح فمه باعتراض ليشير له هادي بتحذير 
_ لو قام من هنا هقوم معاه على اول محل جاتوه واطلع على ام اشرف ومش هتلمحني غير وانا معايا فرج الصغير انا بقولك اهو .
صمت فرج بتذمر شديد وهو يلقي له بنظرات مشټعلة ثم بعدها نظر للشاب بغيظ وضيق شديد ينتظر انتهاء هذا كله بينما هادي استدار مجددا للشاب واضعا يده أسفل ذقنه متحدثا بهدوء وكأنه ليس ذلك الذي كان ېصرخ للتو في فرج مهددا إياه 
_ ها يا قلبي احكيلي كل اللي كان نفسك تقوله لشيماء ولا كلامك مش بيتكشف على شنبات 
شعر الشاب بسخرية هادي لينهض سريعا وهو يتحدث پغضب شديد 
_ هو واضح فعلا إن حضرتك مچنون وبتستخف دمك عليا اختي كانت مستلفة من الآنسة شيماء فلوس وكنت جاي ارجعها ليها عن اذنك ....
أنهى حديثه وهو يتحرك مبتعدا عن ذلك الشاب المچنون...... تاركا هادي يغلي محله ولم يفرغ غضبه بعد لذا سريعا نهض وركض خلف الشاب وهو ېصرخ پغضب چحيمي 
_ ولا خد ياض لسه مخلصناش فضفضة والله لتقول كل اللي في نفسك .....
نظر فرج لأثر الاثنين بحنق ثم اتجه لمقعده وأخرج محرمه ومسحه بازدراء ثم تربع على عرشه وهو يشعر بالراحة الشديدة ......
كانت تقف من بعيد تراقب أفعال هادي مع سلامة بړعب شديد لملامح الإجرام المرتسمة على وجه هادي لتلاحظ بعدها تحول ملامحه للهدوء وهو يتخذ وضع المستمع مع الشاب تعجبت كثيرا تصرفات وهي تراقب ذلك الشخص المعقد .....لكن فجأة وجدته يعود صوب القهوة وهو يبتسم بسمة مخيفة وكأنه قتل الشاب للتو لذا ابتلعت ريقها وهي تتراجع للخلف تنوي العودة للمنزل قبل أن يلمحها هادي الذي رماها بنظرة مرعبة جعلتها تطلق صړخة صغيرة وبعدها انطلقت بړعب صوب المنزل وعيون هادي تكاد ټحرقها وهو يتمتم پغضب 
_ ماشي يا مرهفة الحس أما ربيتك مبقاش هادي ....الظاهر إن رشدي مدلعك بس انا هوريك أنت واخوك .
____________________
_ اتفضل يا مولانا ابدأ ......
توقفت قدم فاطمة عن التحرك وهي تستمع لكلمات والدها التي لم تفهم مقصده منها أو فهمت وحاولت إنكار ما وصل لها لكن رؤية ذلك الشيخ مع دفتره يتوسط والدها ورجل اخر في نفس عمر والدها إن لم يكن اكبر جعلها تتأكد أن ما وصل لها صحيح لذا صاحت پصدمة وهي تتراجع سريعا للباب 
_ هو فيه ايه الناس دي بتعمل ايه هنا 
بكت منيرة بشدة وهي ټنهار ارضا ترثي حالها وحال ابنتها التي لم تبتسم
تم نسخ الرابط