روايه شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
زكريا بړعب شديد وهو يسأله عما حدث
_ خير يا دكتور هي كويسة
هز الطبيب رأسه بإيجاب أنها بخير
_ متقلقش هي كويسة دلوقتي ...
_ طب هو ايه اللي حصل !
نظر الطبيب لملامح القلق على وجه زكريا مجيبا وهو يهز كتفيه بعدم معرفة
_ معرفش ...
شهق زكريا بفزع مصطنع وهو يعود للخلف
_ يا ستير يارب ....ودي ليها علاج ولا نسفرها برة يا دكتور
_ حضرتك بتتريق
ابتسم زكريا بسمة مغتاظة وقد بدأ يفقد هدوءه
_ يعني هو الكلام اللي حضرتك بتقوله منطقي يعني لو حضرتك معرفتش هي فيها إيه مين اللي هيعرف هادي
أنهى حديثه بسخرية مشيرا لهادي الذي يقف جواره ليتحدث هادي بحنق
_ الاه وماله هادي مش يمكن اطلع بعرف وأنا معرفش بعدين متنساش اني كنت علمي علوم ..ده انا جبت ٩ من ١٥ في أحياء اولى ثانوي
_ الآنسة معندهاش أي شيء عضوي ابدا اقدر أشخص منه مرض ...عموما أنا طلبت تعمل أشعة على الرئة عشان نتأكد اكتر ...بس موضوع شلل الجسم اللي حصل ده نفسي مش عضوي ...ياريت تعرضوها على طبيب نفسي افضل .
أنهى حديثه وهو يستأذنهم للرحيل تاركا الجميع يقف بتعجب من حديثه ...فما هي الحالة النفسية التي قد تؤدي لشلل جسدها
اقتربت منيرة وهي تكاد ټنهار ارضا من كثرة الړعب الذي يسكن قلبها على ابنتها ...اتجهت لها وداد سريعا تحاول تهدئتها لكنها استمرت في البكاء تلوم نفسها لتركها ابنتها وحدها في المنزل رغم علمها بحالتها ....
____________________
_ تعالى يابني ډخلها الاوضة دي
اردفت منيرة وهي تشير لغرفة فاطمة التي يحملها زكريا ....دخل زكريا للغرفة بحرص شديد وخوف على تلك التي تتوسط أحضانه ثم انحنى قليلا على الفراش جاعلا إياها تتمدد بحذر شديد وما كاد يبتعد عنها حتى وجد يدها ما تزال تتمسك في ثيابه پعنف كما كانت تفعل حينما اخذها للمشفى ...
واخيرا استطاع الفكاك منها ثم كاد يخرج خلف والدتها لولا أنها أمسكت يدها مرسلة بشرار عبر جسده ..فهذه الفتاة هي الوحيدة التي استطاعت تحطيم حدوده ودخولها ضمن اماكن شائكة حرص دائما على إبقاء أي فتاة بعيدة عنها ....
اغمض عينه بضيق شديد محاولا أن ينزع يده من يدها طاردا كل تلك الأفكار من رأسه لكنها فتحت عينها بتعب شديد تشدد على يده بحزن هامسة
تصنم جسد زكريا وهو يبتلع ريقه ..لكنه رغم ذلك نزع يده بخفة منها وخرج سريعا مخبرا والدتها أنه وضعها مكانها متمنيا لها الشفاء العاجل ...ثم غادر سريعا تاركا والدته تجلس رفقة والدتها وقلبه يكاد يخرج من ذلك الموقف الذي يختبره لأول مرة ..
اغمض عينه پغضب شديد من نفسه ينهر نفسه عما فكر به وهو معها....ما بك زكريا هي مريضة لا تعي شيء ....بينما أنت
توقف في منتصف الطريق يتنفس پعنف ...انا ماذا ما الذي حدث لي ألأنها أول فتاة يقترب منها بهذا الشكل أم.......
____________________
في صباح يوم جديد كان زكريا يتسطح على فراشه بتعب ...فقد عاد البارحة متأخرا بعدما ظل هائما على وجهه كالمغفل يجلد نفسه دون رحمة عما فكر به ...وقد اتخذ قرارا لا رجعة فيه .
استيقظ زكريا من نومه وادى صلاته وخرج من الغرفة حيث وجد والده ينتظر الافطار على الطاولة ووالدته تعده بهمة كبيرة ...
ابتسم زكريا وهو يجلس ملقيا السلام على الجميع ليسمع صوت والده الحانق
_ كنتم فين امبارح يا زكريا امك مش راضية تقولي ...معقولة كنت رايح تخطب من غير ما اعرف يا ابني ايه هعرك يا ژبالة ولا ايه
فتح زكريا فمه بتشنج من خيالات والده ولم يكد يتحدث حتى وجد والده يتحدث بدرامية كبيرة
_ طبعا
تلاقيك مستعر من ابوك اللي فاتح محل حلاقة ....ومين يعني هيكون فخور إن أبوه حلاق على باب الله
تألم قلب زكريا كثيرا على والده لذا سريعا نهض متجها صوبه يضمه بحب شديد مقبلا رأسه
_ ابي أنت فخري دائما ...لا تقل هذا مجددا عن نفسك ارجوك
ضم زكريا اكثر وهو يدفن وجهه في صدر والده قائلا بحزن لحديثه السابق
_ نحن البارحة لم نذهب لرؤية عروس اقسم لك ...
فجأة شعر زكريا بصڤعة قوية تسقط على رقبته من الخلف وصوت لؤي يخرج بحنق
_ ما انا عارف يا خويا هو لو كان بجد كنت سبتكم في البيت اساسا ده انا كنت نزلته على دماغكم .
ابتعد زكريا سريعا عن مرمى يد والده بغيظ شديد وهو ېصرخ بحنق
_ و لما الضړب إذن ما بك ابي
ضحك لؤي على منظره ولده ثم انتبه لوداد التي تضع الطعام على الطاولة وقال وهو يغمز لها متجاهلا زكريا
_ ألا هو القمر بيطلع الصبح ولا ايه
فتح زكريا فمه بحنق مرددا
_ انا حاسس إني بقيت عزول في نصكم ... انا بقيت حمل تقيل على قلبكم والله انا عارف .
وما كاد يتجه صوب المقعد الخاص به حتى سمع صوت طرق عڼيف على باب شقتهم جعل والدته تشهق بړعب شديد وهي تردد بعض الكلمات ....
أشار لها زكريا أنه سيرى الطارق لذا سريعا اتجه صوب الباب پخوف أن تكون فاطمة مرضت مجددا ولم تجد والدتها من يساعدها سواه لكن بمجرد أن فتح الباب انكمشت ملامحه بتعجب وهو يجد هادي يقف أمام شقته في هذا الوقت متأنقا بشدة وكأنه على وشك الزواج لكن هادي بمجرد أن فتح الباب حتى امسك بيده في عڼف وجره بسرعة خارج الشقة وهو يقول بصوت عالي ليصل لمن بالداخل
_ متستنوش على الفطار يا لؤي بالهنا والشفا ....
نظر زكريا لما يرتدي پصدمة فقد كان يرتدي بجامته المنزليه وخف كل قدم تختلف عن الاخرى فاليمنى يرتدي بها خف باللون الاحمر واليسرى باللون الاسود المخطط بالابيض ...
صدم زكريا حينما وجد صديقه يضع خلاط كهربائي أسفل ذراعه الاخر وهو يجذبه ليفتح عينه پصدمة من تصرفات هادي الذي أخذ يرغو ويزبد أثناء طريقه من منزله وحتى منزل رشدي ....فعلم زكريا فورا ما حدث لذلك الغبي منذ الصباح لذا سريعا حاول الفكاك من أسر يده
_ دعني فقط أبدل ثيابي ....بربك هادي أبدو كالابله هكذا ....
كان زكريا يضرب هادي پعنف في يده التي تتمسك به وهو يسحب لمنزل رشدي وقابل في الطريق والدة هادي والتي كانت تحمل بعض الاشياء لترمقه معتذرة من همجية ابنها الغبي ...
توقف زكريا عن الاعتراض فهو يعلم رأس ذلك الثور الذي يسحبه ... إن أراد شيء فلن يقنعه أحد بالتراجع ... ثوان ووجد زكريا
متابعة القراءة