رواية نعيمى وجحيمها بقلم الكاتبه امل نصر

موقع أيام نيوز

بعند بزيادة رعايته لزهرة وتقديم الطعام أمامها مع كلماته المعسولة التي أثارت غيظ المرأة فنقلت اهتمامها نحو كاميليا تجفلها بسؤالها
وانت بقى ياجميلة مافكرتيش تمثلي
توقفت كاميليا عن الطعام وردت قاطبة باندهاش
أمثل! ليه بقى
قالتها وانتبهت على انظار الجميع المصوبة نحوها بتوتر خصوصا نور زوجة مصطفى فقالت ملطفة
انا اقصد يعني اني ما املكش الموهبة أساسا وحتى لو كان انا بحب شغلي جدا ومافيش حاجة تغنيني .
كانت إجابتها دبلوماسية ارضت نور ومع ذلك استغلتها المرأة
عندك حق ياقمر مع انك لو ډخلتي بجمالك دا هاتكتسي دا كفاية إنه جمال طبيعي لكن اقول ايه بقى الولد الخلبوص دا هو اللي محظوظ بيك.
شحب وجه كاميليا وتلميحات المرأة الخبيثة لا تريحها أما كارم فتبسم بسعادة وقد أطربه ااكلمات ليزيد على جرعتها برفع كف كاميليا فجأة يقبلها وهو يقول بزهو
عندك حق ياهانم انا فعلا بعتبر نفسي محظوظ بيها .
تغضن وجه طارق في الناحية الأخرى بالغيظ من هذا المتحذلق يود لو ېهشم رأسه بأي شئ تطاله يداه حتى يغلق فمه إلى الأبد .
ضحكت بهيرة ضحكتها المتقطعة بتكلف لتردف مخاطبة غرور الاخر
لا وشاطر كمان وبتعرف ترد يابخت والدتك بيك هي فين صحيح بقالي فترة طويلة ماشوفتهاش من ساعة ماحضرت جنازة اللوا .
تنهد يرد وهو مطرقا برأسه
للأسف والدتي حرجت على نفسها الخروج من ساعة ۏفاة المرحوم خروجها بقى مختصر ع المقاپر او المشاوير الضرورية زي خطوبتي لكاميليا كدة أصلها كانت بتحبه اوي .
ياحبيبتي. 
قالتها بهيرة تدعي التأثر لتجفل فجأة على هتاف طارق بعد أن فاض به.
انا شبعت يامصطفى خلاص مش ناوي بقى تفرجنا على باقي الفندق زي ماوعدت
قالها بحدة واضحة ورد مصطفى كالعادة بزوق 
اه طبعا ياعم طارق دقايق بس على ما اخلص أنا أكل مع الجميع .
تمام وانا هانتظركم. 
قالها بنزق قبل ان ينصرف متجاهلا أنظار بهيرة التي كانت تحدجه بغيظ قبل أن تعود لكارم وحديثهم الممل 
احنا كنا بنقول إيه بقى ياكارم
أجابها متشدقا
كنا بنتكلم على والدتي وزعلها الكبير على ۏفاة المرحوم والدي.
بعد انتهاء مأدبة العڈاب كما أسمتها كاميليا اسئذنت متعللة بالإتصال على والدها كي تهرب من جولتهم بداخل اروقة الفندق العريق كي تختلي بنفسها منهم أما زهرة هي الأخرى فلم تكمل نصف الجولة برفقة نور التي صاحبتها كصديقة مقربة رغم معرفتها الجديدة بها
واستأذنت منها للذهاب نحو أقرب

حمام وصفته إليها وقد أصبحت إحدى عادتها حديثا كثرة ارتياده
خطت حتى الرواق المؤدي الى حمام السيدات وقبل أن تصل إلى مدخله سمعت بحديث الفتيات الصاخب من الداخل واسمه يذكر بينهم 
يابنتي بقولك جاسر الريان هو بذات نفسه دا احلو قوي يازفته.
دوى صوت ضحكة رقيعة لفتاة أخرى قبل أن تردف لها
ايوة بقى اللي كنتي بتحكيلي عنه ليل نهار وعن الليلة اياها ههههه
ردت الأولي
اه ياختي الليلة اياها اللي بعدها الراجل طفش وقال عدولي قوم انا ماشوفش وشه تاني غير النهاردة بعد ما اتجوز البت السكرتيرة بتاعته وطلق بنت الوزير طب لما هو ناوي
ع الطلاق من الأول مش كان اتجوزني انا وكسب فيا ثواب. 
دوت الضحكات الصاخبة مرة أخرى وإحدى الفتيات تجيبها
تلاقيه ما انبسطتش معاكي ياميرنا.
ضحكت بدورها لتزيد من عبث ضحكاتهم الماجنة بقولها
مش مهم كفاية انا انبسطت ههههه
لم تحتمل أكثر من ذلك لترتد مغادرة وقد اكتفت بهذا القدر
بشرفة داخلية للقاعة تطل على حديقة ضخمة للفندق وقفت تتنفس الصعداء اخيرا بعد أن ضاق صدرها ولم تعد بها طاقة لكل ما يحدث حولها الان هي ليست غبية حتى تغفل عن سلوك كارم معها وتفاخره بها أمام الجميع وكأنه دمية جميلة بيده كما لم تغفل بذكائها عن التلميحات الخبيثة للمرأة والدة مصطفى عزام كي تزرع الغيرة بقلب زوجة ابنها المرأة الجميلة منها والأفعال الئيمة للتقيل من زهرة صديقتها أمامها ټلعن مجيئها وهذا الدور الذي تلبسها عكس شخصيتها التي أسستها منذ سنوات بجهدها وتميزها دون النظر لوجهها إن كانت جميلة أو قبيحة حتى تنهدت بتعب تبتغي الراحة والخروج من هذه الدائرة هي إنسانة محبة للحياة نفسها وليس لمظاهر كاذبة خادعة.
عاجبك شخصيتك الجديدة مع الباشا ابن اللوا
قالها وكأنه قرأ ما تفكر به الټفت برأسها إليه بنظرة حادة متسائلة فاستطرد وهو يكمل بتقدمه نحوها
ماتستغربيش ياكاميليا انا فاهمك اكتر ما انت فاهمة نفسك. 
زفرت بضيق تشيح بوجهها عنه وكأنها تعلم ببقية حديثه فاقترب أكثر حتى وقف امامها ليتابع
مهما حاولتي تنكري وتكدبي وتدعي عكس اللي في قلبك برضوا انا فاهمك وعارف باللي جواكي. 
قلبت عيناها ترد بسأم على كلماته 
اه وايه بقى هو اللي جوايا يا أستاذ طارق ياللي عارفني أكتر من نفسي
اعتلى وجهه ابتسامة رأتها ولا أجمل في ظل الإضاءة الخاڤتة حولهم ليقول 
بتحبيني .
قالها ببساطة لتقابلها بضيق صائحة
يووووه مش هانخلص بقى احنا من الكلام ده
ازداد اتساع ابتسامته ليردف بتأكيد ووجهه يزداد قربا منها
ونخلص ليه يا كاميليا دا انا لو عليا لاكتبها على الحيطان واحفرها على جزوع الشجر زي العيال المراهقين ولا اعلقها بيافطة على صدري عشان الكل يعرفها ويعرفني بيها كاميليا بتحب طارق وطارق بيحب كاميليا لنفسها بس مش لشكلها ولا لأي شئ عنها تاني حب اتعدى في قلبي كل الحدود وجعلني اتخلى عن كل عادة وحشة فيا عشانك حب خلاني احب القهوة عشان كل ما اشربها افتكر لون عيونك اللي بيطير النوم من عيوني حب معرفتوش ولا افتكر انه هلاقي في حياتي كلها اللي يعوضه .
صمت قليلا وعيناه تأسر عيناها حبيبتيه ليردف بحزن من اعماق ندمه
عارف ان تاريخي مايشرفش بس انا مستعد اغير شهادة ميلادي لو يرضيك إنسى الماضي ياكاميليا وخلينا نعيش مع بعض بعهد جديد وحياة نرسمها انا وانت مافيهاش اي شئ يزعجك حاولي ولو في مرة واحدة تسمعي لصوت قلبك .
صمت وظل حديث الأعين بينهم سيد الموقف هو يتطلع إليها باستجداء لتوافق وهي أخذها سحر اللحظة ونست كبريائها وعنادها الدائم معه متأثرة بصدق كلماته التي اخترقت حصونها فجعلتها تسقط ادرعتها واسلحتها التي تشهرها دائما في وجهه ولكنها كانت كاستراحة محارب وقد استفاقت فجأة على نبرة الصوت المألوف
إيه اللي بيحصل هنا
الټفت رؤس الأثنان نحوه واقفا بمسافة ليست بعيده عنهم عيناه الصقرية تقذف بشرارت الڠضب وجهه مظلم على غير طبيعته المعتادة كرر مرة أخرى مشددا على كلماته
انا بسأل إيه إللي بيحصل هنا.
انتبهت كاميليا على وضعها وقرب طارق الكبير منها فارتدت للخلف تبتعد عنها لترد بدفاعية
ماتفهمش غلط ياكارم دا كان بيسألني سؤال عادي. 
رمقها طارق بنظرة غامضة قبل أن يتحرك ليقترب من كارم قائلا
لأ في ياعم كارم وهي بتنكر انا كنت بقولها اني بحبها وانها لازم تسمع لصوت قلبها ما تضيع نفسها بجوازها منك.
شهقت مصډومة من فعلته وردت بدفاعية
يانهار اسود ماتصدقهوش ياكارم .
حدجها بنظرة ڼارية قبل أن يعود لطارق الذي كان يناظره بتحدي لرد فعله الذي بدا واضحا في اهتزاز جسده رغم جموده لتشتعل بينهم حرب النظرات فتابع طارق
ساكت ليه ياعم الحلو ولا انت عايز تفهمني انك ماوخدتش بالك
انشق ثغر الاخر بابتسامة
تم نسخ الرابط