رواية نعيمى وجحيمها بقلم الكاتبه امل نصر
المحتويات
فورا تسأله بجزع
ايه مالك ياحبيبي هو انت تعبان
لم يرد ولكنه أوقفها ليحتضن خصرها بذراعيه بقوة ويتنفس پألم شعرت به لتحيط بذراعيها على رأسه وتخللت أناملها بخصلات شعرهصامتة حتى تكلم هو اخيرا
انا دلوقت بس عرفت قيمة الأخ دلوقت بس عرفت ان حظي وحش عكس ما كنت مفكر بقالي سنين.
سألته بصوتها الرقيق
بتقول كدة ليه ياجاسر
لو معايا أخ كنت هاسيبلوا الجمل بما حمل واكتفي بيك لوحدك لو عندي أخ كان هايشيل معايا مسؤلية اسم والدي اللي بناه بعمره كله يعلم ربنا ان عمر ما يهمني أي فلوس أو مناصب كل اللي يهمني هو أسم ابويا وبس.
قالت بتوجس وأناملها مازالت تتخلل شعر رأسه
في حاجة جدت جديد في الشركة
بكرة هاتنعقد الجمعية العمومية للمجموعة بحضور والدي الرئيس الفعلي .
زحف الى قلبها الخۏف وهي تشدد من احتضانه وتمتم داخلها
استر يارب.
..
بخطوات مثقلة كانت تتقدم نحو غرفته حاملة بيدها أقراص الدواء لعلاجه في ميعادها هذه الساعة رغم احتقانها وكل ما تحمله من ڠضب نحوه ونحو ابنها بعد شعورها بالغدر منهم حينما أقصوها في شئ هام كهذا يخص سمعة العائلة وصورتها أمام الجميع هي تعلم بإصرار ابنها إذا أراد شيئا ووضعه ڼصب عينيه لا يهدأ حتى يناله لكن أن يصل حجم تطرفه إلى هذه الدرجة لم تتخيل أو ان يساعده أباه ويبارك خطوته دون علمها هذا فاق كل احتمالها وهي التي كانت بجواره في رحلة علاجه التي قطعها ولم يكملها اهكذا يكون تقدريهم لها تنهدت بعمق ما تحمله من حزن بداخلها منه قبل أن تطرق باب غرفته وتلج بداخلها إليه بعد أن سمعت إذنه بالدخول دلفت بخطوات مترددة تخاطبه بجمود
ابتسم بعشق وهو يقف بنصف الغرفة أمامها يتمم على أزرار قميصه المنشي فزوجته العزيزة مهما بلغ ڠضبها وادعت عدم الإهتمام لا تغفل عن أدق تفاصيله فقال
يشاكسها
يعني فاكرة ميعاد الدوا ومش فاكرة الفطار هاشربه ازاي على معدة فاضية بس يالميا
برقت امواجها الخضراء فقالت بقلق متناسية ڠضبها
استدار عنها ليتجه نحو المرأة يضع عطره ويقول بلهجة ماكرة لائمة
وانت تشغلي نفسك ليه بقى وانت مش طايقاني ولا طايق حتى تشاركيني أوضة واحدة
زمت شفتيها تكتم غيظها وانفاسها تهدر من خلفه فهي الأدرى بزوجها وطريقته في اجتذاب تعاطفها نحوه همت لتتركه غير مبالية ولكنها انتبهت على ارتعاش كفيه في لف رابطة عنقه
قالتها واقتربت منه لتلفها بيدها ابتسم لها بجانبية وهي يتطلع لها عن قرب وهي متحاشية النظر إليه فسألته بوجهها العابس
هو انت تعبان النهاردة مش بعادة يعني ايدك تترعش في ربط الكرافت
أجابها بابتسامة حانية
وليه ماتقوليش اني بمثل عشان اشوف لهفتك عليا
كبحت إبتسامة ملحة وقالت بجدية
واسيب ابني لوحده
اضطربت واهتزت كفيها من عبارته البسيطة فقالت وهي تنهي ما تفعله لتشيح بوجهها عنه تدعي القسۏة
وهو ابنك صغير ولا مكانش عارف بعواقب عملته
زفر عامر بسأم وهو يتناول سترة حلته ليرتديها وقال بحسم
ابني مش صغير يا لميا بس انا مش هاسيبه يواجه التيار دا لوحده حتى لو غلطان انا برضوا في ضهره.
تنهدت بحرارة وهي تتطلع أليه مستندة على حافة الكمود ثم قالت
خليك في ضهره ياعامر وافضل كدة ساير فيه من غير ما توجهه ولا تنصحه سيرتنا بقت على كل لسان ابن عامر الريان ساب بنت الوزير وراح اتجوز سكرتيرة ابوها تاجر مخډرات
رقمها بنظرة عاتبة قبل ان يدنو ليتناول سلسلة مفاتيحه من جوراها ورد قبل أن يتحرك ويتركها
هو حر في اختياره يالميا بنت وزير ولا بنت غفير أو مهما كانت صفة البنت انا بقى أهم حاجة عندي اشوفه مبسوط دي تكفيني.
قالها وانصرف من أمامها تاركها للأفكار السوداء التي ټغرق بها دون رحمة حتى انتبهت لأقراص الدواء فتذكرت لتتناولهم وتهتف راكضة للحاق به
استنى ياعامر خد علاجك استنى انت مافطرتش أساسها.
بداخل سيارتهم التي كانت تقطع الطريق ذهابا الى الشركة يدها بيده وكأنه يستجدي منها القوة بصمت عبر رجاء نظراته لها وهي لا تبخل عليه بمؤازرته وقد قضت ليلتها كاملة بالدعاء المستمر وغمره بفيض حنانها
الذي كان في أشد حاجته إليه بالأمس والان اقتربت ساعة الحسم التي سيترتب عليها أحداث القادم وصلت السيارة اخيرا لمقر الشركة لتترجل منها معه ويدها مازالت بيده لافتين انظار الجميع حولهم وكأنه يتحدى بها العالم غير أبه بما يقال أو يحدث دلف بها لداخل غرفة مكتبه فتفاجأت بوالده عامر الريان شخصيا على كرسي الإدارة الذي احتله جاسر سابقا ويبدوا عليه الإنهماك في عمله على بعض الأوراق أمامه تباطئت خطواتها حتى تشبثت بالأرض غير قادرة على مواصلة التقدم نظر لها جاسر عاقدا حاجبيه باستفسار فرمقته بنظرة مترددة قبل أن تجفل على هتاف عامر المرح
إيه ياعرايس هاتفضلوا واقفين كدة مكانكم كتير
رفعت ايه أنظارها برهبة جعلتها تستسلم لسحب جاسر لها اليا حتى وصل بها إليه يقدمها
عامر باشا احب اعرفك على عروستي.
توسعت عيناها وزاد قلبها في خفقانه وهي ترى عامر الذي نهض عن مقعده تركزت عيناه عليها فقال لها بلهجته المداعبة
ومالها بقى مكسوفة كدة ليه هو انا غريب ولا انت مش عايزة تسلمي عليا
ذهب بعض التوتر عنها ولكن حل محله الخجل الشديد وهي تسبل أهدابها عنه ولم تقوى على الرد عليه فضحك الرجل من قلبه وهو يخاطب ابنه
لا طلعت صياد بابن الريان وعرفت تنقي بس مش كدة بقى انا لازم اسلم عليها واتعرف عليها كويس .
سحبها جاسر وهو يردد لوالده بابتسامة تفضح بهجته من الداخل
براحة ع البنت يا عامر ياباشا شوية شوية عليها عشان تاخد عليك .
تناول عامر كفها يصافحها بحرارة مشبعة بمشاعر تضخ بداخله الان نحو هذه الفتاة التي أعادت ابتسامة سعيدة لوجد ابنه حتى تخلى عن وقاره وعنجهيته المعتادة وهو يقدمها اليه وكأنه طفل صغير وقد حصل على جائزته.
الف مبروك يابنتي وسامحيني إن يكون اول لقاء مابينا هنا في المكتب.
قالها مخاطبا لها فخرج صوتها بهمس خجول
مما تقولش كدة ياعمي انا عارفة من الأول بظروف تعبك وسفرك ربنا يخليك ويبارك فيك يارب.
ربت براحته على ظهر كفها قائلها بحنان
ربنا يبارك فيك انت يازهرة وعلى العموم انا مش ناسي وهاعوضك انت وجاسر بس نخلص الأول من المشاكل اللي احنا فيها دلوقت
اكتنفها الإرتياح على الفور بقوله فكلماته المطمئنة وصلت اليها بصدق إحساسه اما جاسر والذي اسعده قول أبيه وترحيبه بزهرة لم يسعفه الظرف السئ بالتعبير عن امتنانه فقال لوالده بتوتر
ماقولتش ياولدي الإجتماع النهاردة هايتم بحضور فهمي ولا هايبعت مندوب عنه
رد عامر بعدم اكتراث
يجي أو يبعت أي حد من عنده في الحالتين مش فارقة المهم ان الإجتماع خلاص يدوبك نص ساعة ويبدأ يالا بقى جهز نفسك يابطل انا هاسبقك.
قالها وتحرك على الفور مغادرا
متابعة القراءة