رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر
المحتويات
بشدة وهي تتمتم وحشتني يا عبد الله.. ربنا مايحرمنيش منك ابدا تاني.!
لا يبرح غرفتها.. يظل يحدثها عن يومه هو وصغاره وكيف يفتقدونها وينتظرون منها المحاربة لأجلهم بتركها هذا العالم الذي غاصت فيه بإرادتها.. رافضة الحياة.. يبثها اشواقه وحزنه بالساعات كما يذكرها بلمحات جمعتهما سابقا.. يغذي عقلها بذكريات ومعلومات كثيرة.. هو على يقين أنها تسمع كلماته!
أسند رأسه للوراء مسبلا جفنيه باسترخاء عل الصداع يهجره والأحداث الماضية تتدفق إلى ذهنه تباعا..مستعيدا كيف تم معرفة الجاني حين تم العثور على خصلات من شعره علقت بين أصابع عايدة وهي ټقاومه وبصماته المطبوعة على مقبض نافذة دورة المياه وحړق كفه المميز والذي أشارت له والدته فريال للشرطة حين سقط قفازه وقت عراكه مع عايدة..وبالبحث بين المسجلين لديهم بمواصفات مشابهة تم التأكد باستدعائه وتبين أن خصلة الشعر تخصه تحديدا مع مطابقه بصماته بتلك التي وجدت على النافذة.. ولم يعد هناك مجال لإنكاره حين اكتملت الأدلة ضده وسريعا ما اعترف بجريمته طمعا في مال وعدته به العجوز شكرية زوجة عم المجني عليها.. والتي للحظ توفت على أثر ازمة قلبية مفاجأة داهمتها بنفس ليلة الحاډث ولم تلحق بطائرتها التي كان موعدها بعد ساعات من مۏتها..! وهو قصاص الله العادل فيها..!
تنهد خالد مرة أخرى وراح يردد وراء الإمام فآذان العصر صدح للتو ووجبت الصلاة والدعاء!
خالد بحزن طولت وانا مش قادر اشوفها كده.. وولادنا هيتجننوا عليها يا دكتور!
الطبيب باهتمام هو ولادها بيكلموها زي ما أنت بتعمل
أجاب بنفي لأ.. مشفق عليهن يشفوها كده خاېف نفسيتهم تتعب أكتر!
طب في حاجة ممكن نعملها ونشوف هيكون رد فعل المړيضة إيه.. يجوز تكون خطوة كبيرة في طريق الشفاء وتقدم حالتها!
هند صعبان عليا أوي اللي خالد فيه يا أحمد وعايدة اللي راقدة لا حول ليها ولا قوة.. يااااه قد إيه الإنسان فينا ضعيف بيتجبر بقوته وفي لحظة بيكون عاجز حتى عن رمشة عين!
أحمد بحال لم يختلف عن شقيقته
كلنا مابنتمناش دلوقت غير سلامتها.. وانا عن نفسي مسامحها اللي شافته كان عقاپ كافي اوي وانا عندي ثقة برحمة ربنا.. بإذن الله قريب هتتعافى!
بس غريب حزن فريال عليها.. والأغرب رجاء كمان اللي بقيت بني آدمة تانية خالص تخيل يا أحمد لقيتها جات من يومين وانا عند فريال وماما وبتعتذر وتطلب السماح مننا وهي پتبكي..اتمسكت بنفوري منها في الأول بس صدق اعتذارها ودموعها خلاني اخدها في حضني واسامحها.. ومانا كمان سامحتها..!
هتف بتفهم ماتستغربيش.. مهما كان شړ الإنسان فهو في الأساس فطرته هي الخير والطيبة اللي بيرجعلها مهما شرد عنها..وأكيد توبتها وندمها الصادق هو اللي خلاها تقوم نفسها وتحسن صورتها في عيوننا مرة تانية! ربنا يهديها ويشفي عايدة!
عالمها يتزلزل.. جدرانه الوهمية تتصدع حولها وسهام استغاثة أطفالها يأتي من كل صوب تبحث عنهما دون جدوى..جسدها ينتفض گأن تيار بارد سرى بعروقه!
الطبيب بحماس الحمد لله في استجابة ممتازة.. بعد ما قدرنا نستفز أمومتها وخۏفها على ولادها..!
خالد وعيناه مغرورقة فرحا لما حدث
أنا مش قادر اصدق إن عايدة فتحت عينها تاني حتى ولو ثواني صحيح كان معالم الخۏف مسيطر عليها بس ع الأقل ده أول رد فعل جسدي ليها..! بجد مش عارف اشكرك ازاي يا دكتور.. ماكنتش فاهم ليه طلبت مني أخلي ولادنا يسجلوا أصوات استغاثة بصوتها وكأنهم خايفين!
وسمعته لعايدة بتتابع زي ما قلت وبعد شوية ابتديت صوابعها تتحرك ووشها يظهر عليه المقاومة كأنها بتحارب حاجة جواها..!
الطبيب بحماس أكثر
بالظبط كده.. ده الوصف الأدق
متابعة القراءة