رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر
المحتويات
تاني ياحبيبتي!
أحمد وهو يقبل رأس شقيقته الكبري دي نورت الدنيا كلها مش بس بيتها ياهند..!
خيط دموع صامت يسيل على خديها تأثر بحنان أحمد وهند اللذان غمراها بعاطفة واهتمام لم تكن تتخيله يوما.. محڼة مرضها كشفت لها الكثير وأعادت داخلها الحسابات.. كم نحن ضعفاء أمام المړض وكم نحتاج الدعم والمؤازرة من أحبائنا. أهكذا شعرت والدتها القعيدة التي اهملتها وكانت تبعث لها زوجات ابنائها بدلا منها هل حقا أحسنوا رعايتها أم اخفقوا وأسائوا إليها لما لم تشك لحظة أنها تعاني وتحتاج برها وحنانها.. هي الأن بحالتها تلك.. لا تحتاج شيء بقدر حنان ورعاية من حولها..!
جرى أيه ياست الكل.. أيه لازمة البكى ما انتي خارجة زي الفل أهو وقمر 14..!
خالد وهو يحيط كتفيها برفق شكلها عايزة تدلل علينا زيادة.. ثم قبل كفها هاتفا وهي تدلل براحتها..!
فريال بصوت خاڤت ربنا مايحرمني منك أنت واخوك ولا منك يا احمد أنت وهند.. سامحوني بهدلتكم معايا ومخليتش حيلتكم حاجة بعد تكاليف العملية!! ياريتني كنت م.... .
ألتمعت عين أحمد بإعجاب مما قاله عبد الله ورغم أنه مازال محتفظا بغضبه تجاه سوء تهذيبه معه بصدام سابق بينهما إلا أن الوضع يختلف الآن فلا مجال للخصام وشقيقته بتلك الحالة.. فربت على كتفه هاتفا
بوغت أحمد فعل عبد الله الذي التقط كفه ولثمها
سامحني ياخالي عارف إنك زعلان مني وإني قليت ادبي معاك وإني
أحمد مقاطعا بمزاح إيه ياعم انت مصمم تقلبها دراما ليه.. وبعدين هو أنا ياواد سكتلك ما انا ظبطك في ساعتها.. لكف متين.!
عبد الله بندم حقيقي..خاصتا بعد وقفة أحمد معهما كتفا بكتف في تلك المحڼة
أحتضنه أحمد بقوة ياعبيط دي أختي قبل ما انت تيجي للدنيا.. وعمري ماهقصر معاها مهما حصل!
أبتسمت فريال لتلك المصالحة.. وتمنت أن تحظى هي الأخرى بفرصة لطلب السماح وإبداء الندم!
رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر
الفصل السابع
جودي بقبلة حانية تحي بها رماد القلب..
كفى مثالية فحبال الصبر تمزقت..
وانت خلف جدار الجفاء تتوارين بحماقة..
البرد يرجف الأجساد هذا المساء.. والشتوية تنتشر بالأجواء والسماء تهطل أمطارها بسخاء شديد!
وهو جالسا بشرفته يتلقى ثلج محيطه دون ارتجاف يصيب بنيته ..لا يشعر سوى بلهيب شوق لها ولأطفاله وأصواتهم الصاخبة حوله ..وهند تعيد عليهما عشرات المرات تحذيرها بضرورة النوم مبكرا حتى يتثنى لهما الأستيقاظ براحة..! والمخادعين الصغار يراوغون بالوعود ولا يفعلون ويضطر هو لحمل جسديهما بعد أن يسقطوا بالغفوة ويرقدهما بالفراش..!
تنهد عصام وهو يستعيد بعقله تلك الذكريات القليلة والضيق يتملكه بشده وربما الڠضب.. نعم منحها وقت لتهدأ.. ولكنه ظن أنها لن تتحمل الأبتعاد كثيرا لتعود بمفردها دون ضغط..!
فڠرقت أكثر في أمور عائلتها خاصتا بمرض فريال التي رغما عنه لا يحبها.. منذ اللحظة الأولى يبغضها..ولكن لا يمنع أن يتمنى لها السلامة بالطبع فهي مجرد مريضة.. وهاهي انضمت هي الأخرى لمن يحتاجون رعاية زوجته الحنونة هند..!
أليس لها زوجات ابنائها وأبنائها انفسهم ليراعوها لما يقع هذا على عاتق زوجته ..لقد بالغت هند وأصبحت لا تطاق.. ولم يظلمها حين اتهمها أنها أنانية بخصوص أهلها.. تقصر معه نعم.. اما هم فلا تقصر ابدا..!
البرد يزداد.. والارتجاف بدأ يسيطر على جسده.. وثقل شديد تملك من رأسه فمال على الجدار خلفه يريحها ورغم جلوسه يشعر بدوار شديد ماذا يجري له ربما لأنه لم يتناول طعاما طيلة يومه! يشعر بالضعف.. هل يسقط بغفوة الآن أم يفقد الوعي!!!!!
منزل الأم فاطمة في الصباح!
_ معلش يا يمنى ممكن أتأخر شوية عليكي لأن بعد ما اروح لفريال.. هعدي على بيتي أجيب منه حاجات مهمة للولاد وهرجع.. وبأذن الله مش هتأخر عليكي!
_ ولا يهمك ياهند أنا موجودة أهو ماتقلقيش وخدي راحتك لو وراكي مشوار اعمليه.. وأحمد أصلا شوية وهيكون جه..!
_ تسلمي حبيبتي.. يلا أسيبك في رعاية الله!
تصادمت بكتف أحدهم أثناء صعودها لشقة فريال
فقالت معتذرة أنا أسفة معلش أصلي مستعحلة وخبطت فيكي!
السيدة ولا يهمك ياهند ماحصلش حاجة..
أنتي مش فاكراني
هند بعدم تركيز أسفة مش واخدة بالي!!
فهتفت السيدة معلش الله يكون في عونك أنا ام ياسين جارة ابن اختك عبد الله!
الآن تذكرتها هي سيدة ودودة أتت مرارا تطمئن على والدتها.. فلا يفوتها واجب قط.. فهتفت
_ أه افتكرتك معلش سامحيني أنتي عارفة الظروف اللي انا فيها..!
ام ياسين بتفهم ولا يهمك.. طمنيني الحاجة فاطمة عاملة أيه وأختك أم عبد الله أزيها دلوقت أنا قلت اعدي أطمن عليها أما عرفت من رجاء باللي حصلها وطلعت خبطت مالقيتش حد فتحلي!
هندنحمد ربنا على كل حال إن شاء الله يكونوا أحسنأنا فعلا لسه جاية طب اتفضلي اطلعي تاني معايا..!
ام ياسين طب هروح أوصي علي حاجات عند الجزار وبتاعة السمك.. يجهزوهالي واعدي عليكي بعدها..!
أومأت هند برأسها وأخبرتها أنها ستنتظر وهمت بالصعود سريعا .. ثم وقفت فجأة واستدارت تنظر للجارة هاتفة ام ياسين!
_ نعم ياهند في حاجة ياحبيبتي!
تتفحص هند موديل عبائتها السمراء التي ابتاعت مثيله گ هدية لوالدتها من صديقة لها جلبته بتوصية من دولة خليجية.. هي أكيدة أن هذا الموديل ليس بالأسواق المصرية.. كيف حصلت أم ياسين عليه!!!
طال صمتها الشارد فتسائلت الجارة مالك ياهند في حاجة! نادتيني ووقفتيني وسكتي عايزة تسأليني عن شيء
هند أصل... العباية بتاعتك عجبتني أوي وعايزة اعرف المحل اللي اشتريتها منه فين
أم ياسين بكرم لا تدعيه يالهوي ده أنا اغسلها واكويها واعطرها وابعتهالك ياحبيبتي ماتغلاش عليكي ابدا يا هند!
أجابت بابتسامة مجاملة تسلمي يا ام ياسين.. بس ياريت تقوليلي جبتيها منين!
_ وحياتك ماجبتها من محل أصلها ياختي خليجي مش من هنا.. واشتريتها من رجاء مرات ابن اختك عبد الله .. جاتلي في يوم تقولي واحده عايزة تبيعها عشان ضيقة عليها وطلبت فيها 500ج .. بصراحة لقيت العباية
متابعة القراءة