رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر
المحتويات
مع فوران الحليب فوق الموقد حين غفل عنه أثناء ترتيب السفرة المزدحمة ببقايا عشاء أمس!!
أخيرا أنتهت مهمته الأولى والشاقة من إعداد الإفطار وتناوله مع صغيريه وحان موعد اختباره الأصعب بصنع چديلة الصغيرة.. وإن خيروه بين إدارة شركة بكامل موظفيها ومهامها وبين صنع چديلة! سيفضل الخيار الأول..!
الوقت يمضي والفشل يصاحبه بهندمة خصلات الصغيرة التي تذمرت قائلة
فأجاب عمري ما عملتها يا حنان.. بس أوعدك اتعلمها.. وعشان خاطر بابا هعملك شعرك ديل حصان انهاردة على ما اتعلم اعملهالك!!
صدح صوت قدوم الباص المدرسي فأسرع بتوصيلهما ثم عاد يلتقط أنفاسه وكأنه عائدا من مباراة.. وحان وقت غسل صحون الإفطار وترتيب غرفة الصغار وغرفته بالطبع وتحضير ملابسه وقبل كل هذا يجب أن يأخذ حماما دافئا حتى يهدأ توتره قليلا..ويذهب لعمله الذي تأخر عليه بالفعل!!
_اه والله ياهند خلاص نفسي اتقطع معرفش ليه بقيت بتعب من أقل مجهود وبحس نفسي بيروح!
هند بشفقة معلش حبيبتي أدخلي لماما أطمني عليها وارتاحي جمبها وأنا هعملك حاجة تشربيها واجي!
بعد برهة قصيرة عادت هند تحمل كوبين من عصير الليمون وقدمت إحداهما لشقيقتها ولاحظت أن والدتها تنظر بعيدا وكأنها لا تريد إبصار فريال فقالت إيه ياحاجة فاطمة ماوحشتكيش فريال ولا أيه دي بقالها كام يوم ماشافتكيش من وقت ما أنا جيت!
هتفت بارتباك لالا ابدا .. ابدا ياهند انا قلت اريح في اقرب مكان وبعدين هقوم معاكي نحمي ماما ونغيرلها..!
هند متذكرة شيئا فكرتيني صحيح صابون ماما المعقم خلص لازم أنزل أجيب غيره مع لوازم كده بسيطة وهاجي خليكي أنتي مع ماما على ما ارجع ومش هتأخر..!
ذهبت هند فاقتربت فريال من والدتها وأمسكت كفها فأصدرت الأم همهمة غاضبة وارتعشت يدها معلنة رفضها لذاك القرب فتركت فريال كفها وهتفت
أنتي زعلانة مني ياماما عشان ماكنتش باجي طب ما انا كنت ببعتلك رجاء وعايدة يراعوكي بدالي انا كبرت وبقيت اتعب ومش هقدر اراعيكي زي هند واحمد!! ظلت الأم ترمقها بعداء وكأن مبررات فريال زادتها ڠضبا ترجمته بهمهمة أخرى وهي تشيح بوجهها المستاء!!
_ عندك حق .. حتى لو مش هقدر اخدمك كان المفروض أجي مع رجاء او عايدة واقعد معاكوا.. بس ڠصب عني أنا مابتحملش اشيل هم حد وخلقي بيضيق يمكن أكون أنانية بس أنا كده أعمل أيه ومادام كنت ببعتلك اللي يخدمك بدالي زعلانة ليه هما قصروا في طلباتك دول بنات أصول وأكيد عاملوكي زي جددتهم واحسن!!!
ابتسامة ساخرة حفرت
متابعة القراءة