رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز


ذبذبته عبر الهاتف 
قولتلك يافريال أنا قاعدة شوية مع ماما يعني ماتحمليش هم مجيتك. وقت ماتخلصي اللي وراكي ابقي عدي عليا وشوفيها حبيت بس اعرفك!
شعرت فريال أن شقيقتها ربما تعاني هم كبير ينضح من صوتها مالك ياهند حصل حاجة بينك أنتي وجوزك!!
لا تريد حديثا أو شكوى لغير الله فأجابت باقتضاب 
مافيش .. أمور عادية ماتشغليش بالك.. يلا هسيبك. عشان جه وقت علاج ماما وفطارها..!

أغلقت الهاتف بشرود فهتفت رجاء متسائلة بخبث 
مالك ياماما فريال وشك مضايق من وقت ما اتكلمتي في التليفون أنا سمعتك بتكلمي اختك حصل حاجة
أجابت بعين غائمة معرفش بس هند هتفضل هي مع ماما وبتقول مافيش داعي إني أجي!
فرحة أصابت قلب رجاء ولكن تداركت أمرها متمتمة بضيق مصطنع ليه كده بس! ده أنا قلت هحضر نفسي عشان اروح أخد مكانك واعتني بجدتي فاطمة! 
فريال خلاص مافيش داعي.! 
اعمليلي شاي يا رجاء حاسة دماغي مش مظبوطة!
بلهفة كاذبة يالهوي سلامتك يا أمي.. من عيني هعملك أحلى كوباية شاي!!! 
عايدة أنتي بتتكلمي جد يابت يارجاء! يعني خلاص اترحمنا من تمريض الكركوبة أمهم وهناخد إفراج من تمريضها!
أجابت بقولك سمعاها بودني بتقولها في التليفون كده وسألتها واتأكدت! بس صعبان عليا الحاجات اللي كنا بناخدها ونستفيد منها.. ده انا وفرت قرشين حلوين ودخلت جمعية وقربت اقبضها..!
_ وأنا كمان دكنت مبلغ مش بطال من ورى جوزي بس مش مهم كفاية هنفوق من خدمتها هو أحنا كنا خدامين عندهم..كفاية بيوتنا وعيالنا علينا..!
_ على رأيك يا عايدة.. اخيرا هنلاقي وقت وانزاحت مسؤليتها عننا..!
_انت جننت .. طلقت مراتك ياعصام
_ هي السبب يا ماما اهملتني واهملت البيت والولاد ومش بقيت الاقيها غير تعبانة أو نايمة .. نسيت إن ليها راجل محتاج مراته تهتم بيه وبطلباته!
_ تقوم تطلقها ياعصام ياخسارة تربيتي فيك! بتتخلى عنها في المحڼة يا ابني! دي مسكينة ملحقتش تفوق من حزنها على اختها اللي ماټت وحصل اللي حصل لأمها ومابقيتش بتعرف حتى تقضي حاجتها زي البشر!! ليه كده ياعصام.. ليه تخرب بيتك بأيدك يابني ليه!!!
_ وانتي ليه بتدافعي عنها وانا ذنبي أيه في كل ده.. انا ماقولتش ماتروحش بس الضغط كله عليها اختها فريال بتستعبط وتتمارض .. وكتير هي بتاخد يومها
وانا زهقت يا امي عايز ادخل الاقيها مستنياني زي زمان.. عايز احس انها موجودة مش الفراغ اللي انا حاسس بيه ده!
_ طب دلوقتي هتعمل أيه هتسيبها من غير ماتحاول تصلح اللي عملته
_ معرفش يا أمي أنا مصډوم كان لازم ماتنزلش من البيت وتكسر كلامي لكن دي كأنها ماصدقت انطقها واخدت بعضها ونزلت وباعتني!
نظرت له وهي تهز رأسها ضيقا وهتفت 
طب هتعمل أيه مع ولادك محمد وحنان! دول لسه صغيرين ومحتاجين امهم تراعيهم كان لازم تفكر فيهم قبل ما تتهور بالشكل ده! 
تمتم بحنق وهي ليه مافكرتش فيهم قبل ما تكسر كلامي وتسيب البيت!
_ أنت الراجل والقرار في ايدك كان لازم تتحكم في لسانك وماتقولش كلمة تهدم بيها بيتك يا ابني! 
نهايته اللي حصل حصل .. يمكن تكونوا محتاجين البعد شوية وكل واحد فيكم يعيد حساباته من تاني!! 
_عملتلك عشا خفيف وكوباية لبن.. أنت ما أكلتش حاجة طول اليوم يا أحمد! 
_ ماليش نفس يا يمنى!
أحتوت كفه بيديها هاتفة فهمني بس حصل أيه معاك وليه ماجبتش والدتك زي ما قلت فضفض وماتكتمش جواك يا أحمد أنا مراتك وأكتر واحدة هتخفف عنك بس أشركني في همك! 
ثم اغرورقت عيناها ما تبعدنيش كده كأني غريبة عنك أنا معملتش حاجة تزعلك ومش قادرة اشوفك مهموم وحتى مش عارفة السبب!!
لم يحتمل بكائها فضمھا إليه وأراح رأسه على كتفيها مربتا على ظهرها دون حديث فبادلته العناق بصمت لتعطيه هو مبادرة المصارحة بما يخفيه فغمغم بصوت خفيض سامحيني يا يمنى عشان اتعصبت عليكي قبل ما اخرج! 
ابتسمت بحنان وهي تداعب خصلات شعره ولا يهمك لو أنا مش هتحملك وقت ضيقك مين يتحملك!
صمت مرة أخرى ثم تفوه قائلا حاسس إني قصرت مع أمي يا يمنى.. كان لازم تفضل قصاد عيني و اراعيها أكتر من كده! وما اسمحش بحد يأذيها ابدا
فتسائلت ومين أذاها يا أحمد كلكم
بتراعوها أنت وهند وفريال..!
لم يتفوه بشيء ولن يفعل! ماذا يقول وكيف!!
سيصبر حتى تعود هند لبيتها وينفذ قراره! والدته ستحيا في كنفه هو ولن يتركها لأحد.. ولولا رفض هند لمجيئها لبيته وإصرارها على المكوث معها ورعايتها هناك.. ما كان تركها.. ولكن ربما لم يحين الوقت بعد!!

رواية حصاد المر بقلم ډفنا
الفصل الخامس
كفاني منك تهكما وبخس لقيمتي وما أفعل. 
ها هم صغارك فليعلموا من بيننا فقير العطاء. 
ومن ستنقش على محياه هزيمة سوداء.. 
_______________
رنين مزعج شق سكون غرفته فتململ بعبوس ومازالت أجفانه منغلقة فوق عيناه! يتحسس هاتفه بالجوار ليوقف رنينه عائدا بكمل نومه الذي آتاه بصعوبة ليلة أمس حين عاد ولم يجد زوجته هند في المنزل!! 
تكرر رنين الهاتف فانتفض فجأة متذكرا موعد ذهاب أولاده للمدرسة فهب هاتفا لنفسه 
الولاد هتتأخر والأتوبيس خلاص جاي!
أسرع ليغتسل سريعا ثم ذهب لصغيريه يوقظهما 
يلا يامحمد قوم يابطل فوق واتشطف عشان تروح مدرستك.. وانتي يا نونة قومي حبيبة بابا عشان باص المدرسة خلاص قرب يوصل.. فوقو ياولاد على ما اعملكم الفطار والسندويتسات! 
هتفت حنان صباح الخير يا بابا هو فين ماما  
فتبعها أخيها ماما لسه مش جت من عند تيتة
حزن غزى روحه عندما تذكر ما حدث وأنها ماعادت معهم! كيف سيتعامل مع أولاده فيما بعد
نفض عنه شروده متمتما بابتسامة كاذبة
معلش ياحبايبي أنتوا عارفين تيتة تعبانة وماما هتقعد معاها كام يوم لحد ماتخف شوية وانا قلتلها إن محمد بقي راجل كبير وشاطر وحنان عسولة ومش هيتعبو بابا.. صح 
هتف محمد ببراءة أيوة أنا كبرت بقى عندي تسع سنين ودول كتير أوي يا بابا..! 
ضحك عصام هما دول كتير! ده أنا عايش بقالي كتير بقى على كده .. ثم قبل رأسه هاتفا ربنا يباركلي فيك وطبعا بطلي بقى راجل زي العسل .. يلا بقي أنت واختك روحوا اتشطفوا على ما احضرلكم الفطار. واللبن!
هتفا سويا حاضر يا بابا.. ثم هتف محمد لشقيقته 
يلا يانونة أعملي زي ما ماما علمتك تغسلي أسنانك وتتشطفي كويس وتلبسي الهدوم لوحدك..! 
حنان أيوة بس ماما هيا اللي بتعرف تعملي ضفيرة حلوة في شعري.. هتعرف تعملهالي يابابا
لم يجربها يوما.. كيف سيصنع للصغيرة چديلة مثل ما تفعل هند! يبدو أن الأختبارات ستتوالى عليه ولا يعرف فيما سيخفق بصنعه وما سيصيب به..!
أجاب الصغيرة حاضر ياحبيبتي هعملك ضفيرة حلوة بس روحي الأول أعملي زي ما قالك محمد على ما أعمل أنا الفطار وسندوتشات المدرسة!
واقفا يتملكه الحيرة! بماذا يبدأ أولا !
هل يسلق البيض أم يسخن الخبز أم يعد مشروب اللبن الدافيء أم يجلي بعض الأكواب والصحون المتسخة التي سيحتاجها وهو يحضر فطور صغاره
لمحت عيناه مؤشر التوقيت فأدرك أن الوقت داهمه وهو حائرا فيما يبدأ.. وبالفعل وضع طنجرة صغيرة ليسلق البيض ثم أخرج الخبز ووضعه بالمايكرويف وراح يحضر من الثلاجة بعض الجبن الذي يفضله محمد والمربى التي تعشقها حنان ثم أخذ جولة رتب بها سريعا سفرتهم الصغيرة حتى يجد مساحة يضع بها أطباق الإفطار.. وما أن أنتهى حتى راح يحشو لهم أرغفة الخبر الأبيض الذي كاد أن ېحترق لولا إنقاذه من حرارة الميكرويف.. والذي تزامن
 

تم نسخ الرابط